وقفة مع النفس
من أبرز علامات الإيمان، محبة الله عز وجل، بل هو ضرورة من ضرورتها، فعلى المؤمن أن يحب الله تعالى أكثر من نفسه وماله وولده، ولكن الله تعالى عندما خلق الإنسان ونفخ فيه من روحه فقد جعله أحب المخلوقات إليه، فالله تعالى يقابل حب المؤمن له بحبه تعالى للمؤمن، ولكن لا ينال الجميع حب الله تعالى، فلا يحبّ الله تعالى سوى النخبة من البشر الذين استحقوا تلك المحبة .
لكي تجعل شخصا ما يحبك، عليك أن تقوم بفعل ما يحبه، ومن رحمته تعالى أن ذكر للإنسان الطريقة التي ينال فيها محبته، فذكر القرآن الكريم بعض الأبواب وأولها الإحسان، فالإحسان هو كل فعلٍ يقوم به الإنسان، سواء في عمله أو مع عائلته أو في الطريق مع المجتمع.
@ التوبة: وعن طريقها ينال الإنسان محبة الله تعالى، فالله يفرح بتوبة العبد أكثر من فرح الضال إذا وجد طريقه أو الظمآن إذا وجد الماء، وباب التوبة مفتوح لأيّ إنسان مهما كان ما فعله في حياته.
@ الطهارة: فالله يحب المتطهرين، والطهارة هي طهارة الجسد وطهارة اللباس وطهارة القلب أيضا، كما أن التقوى من الأمور التي يحب الله بها الإنسان، فالتقوى أن يتقي الإنسان عذاب الله تعالى وغضبه، وأن يتقي ما نهى الله عنه، فهي تبدأ من القلب إلى الجوارح والجسد وأفعال الإنسان كلها.
@ الصبر: فالمؤمن الحق يصبر على طاعة الله وعلى الابتعاد عن معصيته مهما بدا ذلك صعبا له، ويصبر العبد أيضا عن المصائب التي يقع فيها مهما عظمت، فهو يعلم أن الله تعالى معه دائما ينظر إليه ويعتني به، فعندما يعلم الإنسان أن القوة العظمى في الكون ستحبه في حال التزم بالصبر، فهذا من شأنه أن يزيد من صبره أضعافا مضاعفة.
@ يجب عليك أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، فهذه بعض الأبواب التي ينال بها الإنسان محبة الله تعالى، وقد ذكر المولى عزّ وجل العديد منها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولكنه تعالى ذكر أيضا العديد من الأبواب الأخرى التي تبعد الإنسان عن محبة الله تعالى، كالإسراف والفساد، والظلم والتفاخر والريّاء وخيانة الأمانة والجهر بالمعصية وغيرها، فلكي تنال محبة الله تعالى عليك أن تكون معه بكل جوارحك وأن تطيعه ولا تعصيه وتستغفره وتتوب إليه أيضا.
@ ناصح