إعــــلانات

وقفة مع النفس

وقفة مع النفس

لو أن كل أب أو مرب يشكو من ابنه وتضايقه بعض سلوكياته جلس إلى نفسه وبدأ يحاورها بهدوء، ويبحث بموضوعية عن مكامن تقصيره وحدود مسؤوليته الشخصية عما وصل إليه ابنه، لاكتشف أنه قصّر في تربية عقيدة طفله منذ نعومة أظافره، وحين يكون بناء العقيدة هشا، فإن كل ما نؤسسه فوقه لابد أن ينهار. والذي يريد أن تقر عينه بذريته ويتنفس الصعداء في الكبر، عليه ألا يتوانى عن تربيتهم عقديا، فمن عرف الله قطع كل الطريق إلى التوازن النفسي والصلاح السلوكي. لا شك أن تأسيس العقيدة السليمة عند الطفل منذ الصغر أمر بالغ الأهمية، وبالغ السهولة في نفس الوقت، ولكن حاول أن تتذكر الأمور التالية ومنها :

@ أجب عن تساؤلات طفلك الدينية بما يتناسب مع سنه ومستوي إدراكه وفهمه.

@ اعتدل في أوامرك ولا تحمّل طفلك ما لا طاقة له به.

@ حاول أن تذكر اسم الله تعالى أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة، فالطفل مثلا قد يستوعب حركة السبابة عند ذكر كلمة الشهادتين، يتلفظ بها الكبير أمامه منذ الشهر الرابع من عمره، وإن لبس الجديد حمد الله، وإن أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.

@ ينبغي ألا يرعب الطفل بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه والنار وبشاعتها، بل ابدأ بالترغيب بدلا من الترهيب، وبذلك ينمو الشعور الديني عند الأطفال على معاني الحب والرجاء، فإن حب الله يوصل الجميع إلى طاعة أوامره أكثر من الرهبة والعقاب، وينبغي ألا نكثر من إرهاب الطفل بعقاب الله دائما كقولنا له: «إن الله منتقم جبار، وسيعاقبك ويهلكك، ويعذبك في نار جهنم» ، وعلى المربّي أن يمر على قضية جهنم مرورا خفيفا أمام الأطفال من دون التركيز المستمر على التخويف بالنار.

@ على الوالدين أن يغرسا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس أبنائهم الصغار، فنعلم الطفل بعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال قصص السيرة النبوية كالرحمة بالصغار وبالحيوان والخدم، ونحكي له بعض القصص المحببة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

@ يجب أن نعلم الطفل الإيمان بالقدر، وأن العمر محدود والرزق مقدر، فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به، وأن يحمد الله على ما أعطاه من الرزق، ونعلمه أن المال مال الله، وإن قال: لا، إن المال من مكان «كذا» كمكان عمل والده، نشرح له كيف ينبغي على الإنسان أن يعمل ليحصل على ما يطعم به أولاده ويكسبهم.

@ بيّن لابنك الفرق بين الحلال والحرام، وبين ما نريد وما لا نريد، كما عليك ألا تعطي لرغباتك الكثير من البعد الديني لتفرض تلك الرغبات على الأولاد، فسينشأ الطفل في تلك الحالة وهو يحمل الكثير من مشاعر الذنب والشعور بأنه ارتكب «حراما»، لأنه لم يرتب سريره مثلا.

@ ازرع في طفلك حسن الخلق، حيث لا قيمة لإيمان بلا خلق حميد، ومن دون الخلق الكريم تصبح العبادات مجرد حركات لا قيمة لها، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: «ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق».

نسأل الله أن يحفظ أولادنا من كل سوء.

@ ليلى/باتنة

رابط دائم : https://nhar.tv/zA4Ew
إعــــلانات
إعــــلانات