إعــــلانات

وقفة مع النفس

بقلم س.رضا
وقفة مع النفس

نحدثكم في هذه الوقفة عن أهمية رعاية اليتيم، خاصة إن كان طفلا، يجب الاهتمام به ورعايته والتعامل معه بإحسان، ذلك لأنه قد فقد والده أو والديه معا، وهو بحاجة إلى من يُؤمن احتياجاته، وبحاجة أيضا لرعايته عاطفيا كتعويضٍ عن فقده لأهله، ولكن هذا لا يعني أن اليتيم إنسان ضعيف، فسيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم فقد والده قبل أن يولد، وفقد أمه في سن السادسة من عمره، واستطاع حمل رسالة الإسلام ونشرها على الرغم من كل الصعاب التي واجهها. إن واجب كل مسلم مقتدر من أقارب اليتيم أن يرعاه ويُقدم له العون المادي، وهذا في الشرع فرض كفاية، فإن قام به بعضهم سقط عن البقية، وإن لم يُقدم أحد من أقارب اليتيم الرعاية له فسيُحاسب يوم القيامة على هذا، أما إن لم يتوفر لليتيم أقارب يستطيعون رعايته، فتنتقل هذه المسؤولية للدولة التي من واجبها رعايته سواء في منزله أو في دور رعاية مُخصصة لذلك، حيث نصحنا الإسلام بالإحسان إلى اليتيم حتى يُبارك الله له في أبنائه ويجعلهم من الصالحين، وهذا دليل على عِظم أجر الإحسان إلى اليتيم، وتشمل رعاية اليتيم ما يلي :

تقديم العون المادي ليستطيع تأمين احتياجاته من مأكل وملبس ومشرب، ومتطلبات التعليم تحت إشراف أمه إن كان يتيم الأب أو بإشراف أحد أقربائه ليستطيع العيش مثله مثل باقي الأطفال، الذين تتوفر لهم الحياة الكريمة.

خصص الإسلام جزءا من مال الدولة لليتيم، وهذا قد نراه واضحا في استخدام هذه الأموال لبناء المؤسسات التي تُعنى بالأيتام، ويجب على كل من يُخرج الزكاة ألا ينسى أن لليتيم نصيبا شرعه الإسلام لهم، يجب على الذي يقوم بتربية اليتيم أن يُحافظ على ماله وألا يأخذ منه إلا بما شرع له الله وإن كان غنيا عليه أن يستعفف، وإن كان فقيرا واحتاج شيئا من ماله عليه إعادته لليتيم بعد أن يُغنيه الله.

 يجب تقديم الرعاية النفسية لليتيم وعدم إشعاره بالنقص الحاصل لديه من الوالدين، ولرعاية اليتيم فضل يعود على صاحبه، عدا عن الثواب والأجر العظيم الذي سيناله في الآخرة، فإن الله يعطيه في الدنيا البركة في أمواله وأولاده، ويجعلهم بارين به، فما أعظم من جبر خاطر اليتيم الذي فقد أعز الناس عليه، وحذرنا عز وجل من الإساءة إلى اليتيم، حيث قال: «فأما اليتيم فلا تقهر».

@ نصر الدين عميور/ جيجل

رابط دائم : https://nhar.tv/0hAuX
إعــــلانات
إعــــلانات