إعــــلانات

وقفة مع النفس

وقفة مع النفس

في زحمة الحياة العصرية المليئة بالمسؤوليات والواجبات والهموم، يتعرض الكثير من الناس لمشاكل التوتر والقلق والتعب النّفسي، وفي حين يلجأ الغربيون البعيدون عن الدين والالتزام إلى الهروب من مشاكل هذه الحياة العصرية بانتهاك المحرمات كمعاقرة الخمر والإدمان على المخدرات وتناول المهدئات المختلفة، وربما لجأ البعض منهم إلى ارتكاب الجرائم لتهدئة نفسه، فهم يفتقدون إلى العلاج الروحي الذاتي الذي يمكن الإنسان من التغلب على مصاعب الحياة وتحملها والصبر عليها، بل ويعطيه الحلول المناسبة لتهدئة النفس وتسكينها، وهذا ما جاء به ديننا الإسلامي الذي أكد على تحقيق الأمن المجتمعي والأمن الذاتي للفرد وتهيئة السبل المناسبة لكي يعيش الفرد عيشةً راضية، وما نحن بصدد التعرف عليه هو وسائل تحقيق الرضا والهدوء النفسي. إن أول شيئ يعطي للمسلم الراحة والطمأنينة هو اعتقاده اليقيني بدينه وبربه، فمن أدرك غاية خلقه في هذا الحياة وأن الدنيا مرحلة عابرة وممّر للآخرة، اطمأن قلبه وعلم أن ثمرة عمله متحصلة، وأنه مهما أصابته الابتلاءات والمحن إنما تكون لتكفير ذنوبه ورفع درجاته عند ربه ونيل الجنة، وهي جائزة الله لعباده المؤمنين، فالإسلام يشرح الصدر ويهدأ النفس، ومن الأمور التي تساهم في تهدئة نفس المؤمن واطمئنانه قال الله سبحانه وتعالى «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا» وقال أيضا «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، فالذكر يجعل الإنسان المسلم دائم الاتصال بربه يذكره في كل حين ويلجأ إليه على كل حال، فالذكر حصن حصين وحرز مكين للمسلم يزرع في نفسه الراحة والطمأنينة والسكينة. وإن من وسائل تهدئة النفس العبادة، فأداء الصلوات الخمس للنفس راحة وطمأنينة، وقد عبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله «أرحنا بها يا بلال»، كما أن للصوم فوائد جمة في تهذيب النفس وبث روح الطمأنينة والسكينة فيها.

@ ناصح

رابط دائم : https://nhar.tv/ylNj5
إعــــلانات
إعــــلانات