وقفة مع النفس
هل تعلم أن القلب هو العضو الوحيد الذي يموت ويحيا، لأنه ليس كباقي أعضاء الجسم، ففي القلب الأحاسيس والمشاعر التي تراود الإنسان، ربما تموت أو تتغير حسب الظروف، وعندما يموت القلب تصبح حياة الإنسان ظلاما لا معنى لها، والعقل مهما كان يحتوي من علم وثقافة، يصير عبارة عن جمجمة أو قوقعة فارغة والروح تصبح ليس لها معنى، فالقلب هي صورة الإنسان فإن ذهبَ قلبه فقد ذهب بأكملهِ.
من بين الأسباب التي تميت القلب ترك الصلاة، فبغير هذه الشعيرة لن تحيا القلوب، فالصلاة وحدها هي التي تحول حياة الإنسان من الظلام ِ إلى النور، فيجب على الإنسان أن يذكر الله تعالى ويكثر من الاستغفار «ألا بذكرِ الله تطمئن القلوب»، والاستغفار من أهم الأشياء التي ذكرها الله تعالى في كتابهِ.
رغم المشاكل التي يمر بها الإنسان، يجب عليهِ ألا ييأس ولا يقنط من رحمة الله، فاليأس مرض يصيب القلب حتى يقتل صاحبه، فيصبح إنسانا ضعيفا تهب بهِ الرياح ولا يستطيع مجاراتها، وعلاجها التفاؤل. إن الدنيا دار التعب والبلاء والشقاء، ولا يستطيع الإنسان عبورها إلا بالصبر على ما ابتلي من الدنيا ومتاعبها، فلا تكن وحيدا، لأن الوحدة من أكثر الأمور التي تتعب الإنسان في حياتهِ، إذ يجب عليه أن يتخذ صديقا مخلصا ويكون له عند الصعاب عونا وسندا، فإن لم يجد عليه أن يجعل القرآن صديقه وسيتكفل لكَ بكلِ شيء، يموت القلب في عدم وجود الحب، فهذا الأخير هو علاج حقيقي للقلب، كحب الله وحب الأهل والأصدقاء والزوجة، وليس الحب الحرام لأن الحب الحرام مميت للقلب.
يجب على الإنسان أن يكتشف أخطائه ويصححها وإلا أصبحت مرضا مزمنا في قلبهِ، فيجب أن تتحدى نفسك وتواجهها وتحل مشاكلك لتصل إلى ما تريده، وإلا ستغدو صاحب قلب ميت، وكل هذا يأتي بالصبر والتفاؤل والاجتهاد.
من منا لم تنعدم ثقته بإنسان وأعطاه كل شيء وهو أول إنسان يغدر بكَ، لا تحزن ولا تتعب نفسك، فوالله هناك أناس يحبونك فابحث عنهم ستجدهم بقربك وحولك.
@ ناصح
