إعــــلانات

وقفة مع النفس

وقفة مع النفس

مع بداية العام الجديد، يجب علينا محاسبة أنفسنا، فمن غفل عن نفسه اشتدت عليه الحسرة، وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون غير مبال بأيامه، فهل تذكرت الموت وسكراته وشدة هوله، شدة نزع الروح منك؟ فتفكر يا مغرور في الموت وسكراته وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه ومن حاكم ما أعدله، فالموت لا يخشى أحدا ولا يبقي على أحد، ولا تأخذه شفقة على أحد، فقف مع نفسك وقفة صادقة للمحاسبة، إن العمر قصير والسفر طويل والزاد قليل، فعلى صاحب البصر النافذ أن يتزود من نفسه لنفسه ومن حياته لموته ومن شبابه لهرمه ومن صحته لمرضه ومن فراغه لشغله ومن غناه لفقره، ومن قوته لضعفه، فلا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار، فمن أصلح ما بينه وبين ربه كفاه الله ما بينه وما بين الناس، ومن صدق في سريرته حسنت علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه، فلا بد من وقفة جادة للمحاسبة مع مطلع هذا العام الجديد، فالمحاسبة الصادقة هي ما أورثت عملا صادقا ينجيك من هول المطلع في ساحة العرض على أحكم الحاكمين .

حاسب نفسك حسابا عسيرا عن كل إساءة صدرت منك في هذا العام، واجتهد في التخلص من تلك العيوب واستبدلها بما يزِينك من كل جميل وحسن، وافتح صفحة جديدة مع الله، عسى الله أن يغفر لك، فحق على العاقل المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطواتها، فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة يمكن أن يُشترى بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبدا، وإضاعة هذه الأنفاس أو شراء صاحبها ما يجلب هلاكه خسرانا عظيما لا يسمح بمثله إلا جاهل، بل هو من أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلا وفهما، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن، وبهذه الروح الإيمانية والنفس اليقظة، نعيش القادم من أيامنا إن شاء الله وكلنا عزم على استدراك ما فات والعمل على إرضاء الله سبحانه وتعالى في جميع أحوالنا، ونسأله بأن يجعلنا وإياكم جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

@ناصح

رابط دائم : https://nhar.tv/kGe2a
إعــــلانات
إعــــلانات