ولد قابلية: “سنكوّن الشرطة التونسية في مكافحة الإرهاب”

التكوين يتم هنا بالجزائر عكس الشرطة الليبية
كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، عن زيارة مرتقبة لوفد أمني تونسي رفيع المستوى إلى الجزائر، لإجراء محادثات مع اللواء عبد الغني هامل مدير عام الأمن الوطني، تدور في مجملها حول التأمين المشترك للشريط الحدودي وتكوين عناصر الشرطة التونسية.قال وزير الداخلية والجماعات المحلية، أمس، في اتصال هاتفي بـ “النهار“، أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى تونس برفقة مدير عام الأمن الوطني عبد الغني هامل، تم الاتفاق على تكوين عناصر الشرطة التونسية في شتى المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب، حيث من المرتقب أن يقوم مدير الأمن التونسي ومرافقيه بزيارة إلى الجزائر خلال الأيام القليلة القادمة، ليزور كافة مدارس الشرطة بغية تحديد المجالات التكوين قبل إرسال عدد هام من عناصر الأمن للتكوين على مستوى هذه المدارس.ومن ضمن النقاط الأخرى التي تطرّق إليها دحو ولد قابلية خلال المحادثات الأخيرة التي أجراها مع نظيره التونسي، تلك المتعلقة بالتأمين المشترك للشريط الحدودي والعمل سويا على مكافحة الإرهاب.وتأتي قضية التأكيد على مكافحة الإرهاب عبر الشريط الحدودي، في وقت يكشف فيه تقرير أمني أعِد مؤخرا من طرف خبراء ومختصين في الحركات الإسلامية والسلفية الجهادية بالمغرب العربي، عن سعي بعض الحركات السلفية في تونس على غرار حركة أنصار الشريعة، وحزب التحرير الإسلامي في تونس، إلى إنشاء تنظيم مغاربي يمثّل السلفيين الجهاديين، ويشمل كل فصائل هذا التيار عبر مختلف البلدان المغاربية، من أجل تجسيد مشروع إقامة الخلافة الإسلامية والقضاء على الأنظمة الديمقراطية.وحذّر التقرير الأمني الذي نشرت “النهار” فحواه مؤخرا، من خطورة هذه الحركات السلفية الجهادية، التي تعتبر تونس حاليا قاعدتها الرئيسية، نظرا للشعبية الكبيرة التي تحظى بها على مستوى مختلف المدن الكبرى في تونس، بعدما كانت هذه الحركات لا تمثّل سوى مئات الأشخاص في عهد بن علي، فهي اليوم تمثّل أكثر من 20 ألف تونسي، وتضمّ قرابة 9 آلاف عنصر ناشط فعلي.وشبّه التقرير، انتشار هذا التيار الجهادي في تونس، بالجماعات الإسلامية في الجزائر سنوات التسعينات، وبداية تشكيل حزب “الفيس” المحل، الذي أصبح فيما بعد خطرا كبيرا على الأمن في الجزائر، هذا، وأشار معدّو التقرير، إلى أن هذه الحركات التونسية أصبح لها طموح الخلافة الإسلامية والتوسّع المغاربي.وليست هذه المرة الأولى التي تستعدّ فيها المديرية العامة للأمن الوطني للقيام بتكوينات لفائدة عناصر شرطة أجانب طالتها بلدانهم رياح التغيير، حيث تستعد المديرية لإرسال خبراء في الأمن لتكوين الأمن الليبي في شتى المجالات بما فيها أمن الطرقات.