إعــــلانات

يا أهل الخير..في العقد الثامن من عمري..  خانتني صحتي وأخاف أن ألقى الله وحيدة

يا أهل الخير..في العقد الثامن من عمري..  خانتني صحتي وأخاف أن ألقى الله وحيدة

لطالما كنت الصدر الحنون لأبناء لم ألدهم، أغدقت على كل المحيطين بي من فيض حنان لا يضاهيه حنان، وقد ضحدت المثل القائل أن فاقد الشيء لا يعطيه، فبالرغم من أنني لم أجرّب إحساس الأمومة إلا أن فؤادي نبع لا ينضب من الأحاسيس الدافئة التي جعلتني محبوبة عند أبناء أخي وأخواتي الذين قاسموني أسرارهم وأمورهم الشخصية، فلم أبخل عليهم بالنصح إلى أن اشتد عود كل واحد فيهم وباتت له حياة مستقرة.

أغدقت بالهدايا وأنفقت ما كان بوسعي ليس شراء  لقلوب من أحبهم، لكن تقربا منهم وخلقا للألفة، والانا جد نفسي محتاجة لأبسط الأمور من مأكل أو دواء، لكن لا حياة لمن تنادي، ما زاد الطين بلة وما خلق الشجن في قلبي، فكيف لي اليوم أن أقاوم وأنا مفتقرة لأبسط الأمور وبعض المحسنين هم من يجودون عليّ بما تيسر لديهم؟

وحيدة أحيا في بيتي بين جدران باردة تلفني الذكريات الماضية، كبرت وعانقت الثمانين من عمري، وهنت صحتي ولم أعد قادرة حتى على الوقوف في الشرفة حتى أمتع عيناي بألوان الطبيعة الجميلة، تجدني جاحظة العينين وقد أرخى الليل سدوله أفكر في وحدة ألت إليها حياتي، في أصوات ووجوه كانت تحيط بي وقد هجرتني اليوم .

أخاف أن أموت وحيدة، فكيف لكل الفرحة التي زرعتها في قلوب من أحبهم وكل البشاشة التي استثمرتها مع كل من تفانيت معهم في الأحاسيس أن تجعلني اليوم أحيا خالية الوفاض والأسى يخنقني.

أين تلك الأيام التي مضت والتي كنت فيها أحيا من أجل الآخرين ولا أحد يحيا لأجلي. أيعقل أن أكون على هذا الحال وأنا في سني هذا؟ أيعقل أن أموت وحيدة؟

منكسرة أنا ويائسة ،فهل من مبدد لحيرتي ؟

خالتي ربيعة من العاصمة

الرد:

خالتي ربيعة من بين المتصلات الوفيات لمركز الأثير، ولطالما تشرفنا بالكلام  معها باستفاضة خاصة وأنها لينة الحديث طيبة المعشر، إنسانة معطاءة ولا تبخل على من تلتمس فيه تقديره لها بالحب والاحتواء، من منبر صفحتنا هذه ومن خلال مركز الأثير نوجه رسالة إلى كل من له في الحياة إنسان في مثل هذا العمر أو هذه الحالة من الوهن وأفول نعمة الصحة بفعل التقدم في السن، رسالة فحواها التواصل مع هذه الفئة بغرض التفقد أوّلا وجبر الخواطر ثانيا.

لا يوجد أحسن من أن يجد الواحد بعد أن بلغ من العمر عتيا أنسا وإحتواء، خاصة إذا ما تبع هذا الاحتواء بإعانة مادية خاصة لمن لا يملكون مداخيل تتمثل في منحة التقاعد أو مرتب يضمن الحياة الكريمة لهؤلاء. فخالتي ربيعة ما هي إلّا عيّنة من عديد الأشخاص الذين يحيون مثل هذه الحالة، ومنهم أيضا من يفارقون الحياة من دون أن يسمع بهم أحد. عزاءنا في هذه الحياة أنه كما تدين تدان، وأن ما ستزرعه اليوم ستجنيه غدا، الوحدة قاسية وظلام الليل الطويل مؤذ للقلب المكلوم. وعليه يسرنا أن نمدكم برقم خالتي ربيعة إن وددتم التواصل معها لمد يد العون لها ماديا أو حتى بالكلمة الطيبة التي ندعو الله ان تكون في ميزان حسناتكم وأجر الجميع على الله.

رابط دائم : https://nhar.tv/8pDf3