إعــــلانات

‮فايس بوك ‬برنامج أمريكي‮ ‬لقلب الأنظمة العربية

‮فايس بوك ‬برنامج أمريكي‮ ‬لقلب الأنظمة العربية

عندما اندلعت انتفاضة الشعب التونسي قبل أيام، تضاربت الآراء حول الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا ”فايس بوك”، في تعبئة ”التوانسة” وكسر حاجز الخوف من نظام لا يفهم سوى لغة القوة ومنطق العنف، لكن بتكرار نفس الأحداث في مصر، تأكد الآن بما لا يدع مجالا للشك، أن ”الفايسبوك” أصبح اليوم يلعب دورا كبيرا في تأجيج مشاعر الغضب الجماهيري تجاه أنظمة الحكم في عدد من البلدان العربية.

لكن، وبصرف النظر عن مشروعية الاحتجاجات في بلدان عربية دون أخرى، فإن الأكيد هو وجود حملة تحريض منظمة من جهات تقف وراء ستار، تسعى اليوم بطريقة ممنهجة وخفية إلى إحلال الديمقراطية على الطريقة الأمريكية بـ”كبسة زر”، بعدما فشلت مساعيها ومخططاتها السابقة لإحلال تطبيق الديمقراطية ”المحمولة على ظهر الدبابات”.

ودون الخوض في جدال لا ينتهي، يكفي أن نتذكر ما كشفت عنه المخابرات البريطانية قبل عامين، وبالتحديد في سبتمبر 2008، أنها استغلت موقع ”فايس بوك” لتجنيد أعوان ومخبرين عبر كافة مناطق العالم. هذه المعطيات جاءت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، عندما كشف بصريح العبارة عن أن أجهزة الاستخبارات البريطانية لجأت الى موقع ”فايس بوك” الإلكتروني للتعارف من أجل البحث عن موظفين.

في ذلك الوقت، كان من السهل جدا التحقق من القنبلة الصغيرة التي كشفها المسؤول البريطاني، حيث تبين بالفعل وجود إعلانات توظيف نشرها جهاز الاستخبارات الخارجية ”ام آي 6” على الموقع في إطار حملة توظيف.

وبما أن الكثيرين قد يعتبرون نشر مثل هكذا إعلانات بمثابة الأمر العادي، بدعوى الحرص على مخاطبة أكبر عدد ممكن من الجمهور أو توصيل الرسالة إلى شرائح متنوعة ومختلفة بأسهل الطرق، غير أن غير العادي في هذه القضية هو الثقة العمياء التي أبداها جهاز المخابرات البريطانية في عملية التوظيف على ”فايس بوك”، رغم المحاذير والمخاطر التي تطرحها أي عملية توظيف من إمكانية التعرض لاختراق من طرف أجهزة مخابرات أجنبية معادية، عبر العملاء المزدوجين، إلا إذا كان ”فايس بوك” ”موقعا صديقا” ولا يشكل مصدر خطر بالنسبة للدول الغربية.

الحادثة التي تفضح ”فايس بوك”

عندما شرع مؤسس موقع ”وكيليكس” جوليان آسانج، قبل أسابيع، في تنفيذ تهديداته، عبر نشر عشرات اللآلاف من الوثائق السرية للمخابرات الأمريكية من ضمن ربع مليون وثيقة خاصة ببرقيات سرية أرسلتها سفارات واشنطن في مختلف أنحاء العالم، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في حملة تضييق على الموقع وصاحبه، فبعد مطاردة آسانج قضائيا بتهمة الاغتصاب، تم منع استضافة موقعه من طرف ”سيرفيرات” أمريكية، نفس التضييق مارسته بنوك ومصارف في أمريكا بمنعها تحويل أموال لصالح آسانج من تبرعات المانحين.

غير أن الملفت في هذا الموضوع هو عندما قامت واشنطن بمنع كل الموظفين الحكوميين من تصفح المواقع التي استغلها ”ويكيليكس” لنشر البرقيات السرية. حينذاك كان لا بد للمتعاطفين مع ”ويكليكس” وصاحبه إيجاد ثغرة ونافذة يخترقون من خلالها المجتمع الأمريكي، فتمت تجربة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل ”تويتر” و”فايس بوك”، غير أن المذهل فيما جرى هو أن إدارتي الموقعين في أمريكا تعمدت حجت كافة الرسائل والنصوص والصور الخاصة بـ”ويكيليكس” في كافة أنحاء أمريكا.

”فايس بوك”.. شعلة على بارود التحريض

وبالحديث عن ”ويكيليكس”، تكشف برقيات نشرتها صحيفة نرويجية أمس، عن أن الولايات المتحدة دفعت عشرات ملايين الدولارات إلى منظمات تدعو إلى الديموقراطية في مصر.وجاء في برقية مسربة صادرة عن السفارة الأمريكية في القاهرة بتاريخ 6 ديسمبر 2007، أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خصصت مبلغ 5.66 مليون دولار في عام 2008 و75 مليون دولار في عام 2009 لبرامج مصرية لنشر الديموقراطية والحكم الراشد.

وجاء في برقية أخرى من السفارة بتاريخ 9 أكتوبر 2007، التي نشرتها صحيفة ”افتنبوستن” النرويجية على موقعها على الأنترنت، أن ”برامج الحكومة الأمريكية ساعدت على تقوية أصوات الأفراد وحثهم على إحداث التغيير في مصر”.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة أسهمت بشكل مباشر في ”بناء القوى التي تعارض الرئيس المصري”.

رابط دائم : https://nhar.tv/J76GO
إعــــلانات
إعــــلانات