‮‬ارحل‮ ‬يا مبارك السعودية في‮ ‬انتظارك‬

تواصلت في الساعات الأولى من فجر أمس ولليوم الثاني على التوالي، مظاهرات يوم الغضب التي سادت شوارع العاصمة المصرية ”القاهرة” و”الجيزة” ومناطق أخرى، خرج على إثرها ما لا يقل عن ٠٥٢ ألف مواطن مصري للمطالبة بسقوط الرئيس الحالي حسني مبارك من على هرم السلطة وإنهاء فترة حكمه التي مضى عليها 30 عاما، رغم إعلان وزير الداخلية المصري منع تنظيم أي حركة احتجاجية، لترتفع بذلك حصيلة وفيات الاشتباكات العنيفة التي دخل فيها المتظاهرون مع قوات الأمن إلى ٤ أشخاص من بينهم شرطي، بالموازاة مع جرح العشرات من المتظاهرين.

 اعتقال أكثر من 500 مصري شاركوا في مظاهرات ضد مبارك

ونقلت صحيفة ”المصري اليوم” تسجيل ما لا يقل عن 12 مظاهرة في يوم الغضب الذي تزامن مع يوم عطلة عامة بمناسبة عيد الشرطة، تبعتها اشتباكات واسعة بين قوات الأمن والمحتجين في وقت مبكر صباح أمس الأربعاء، استعملت فيها الشرطة الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين وسط القاهرة رددوا عبارات ”يسقط يسقط حسني مبارك” و”ارحل يا مبارك السعودية في انتظارك”، في حين كشف مصدر أمني عن أن 500 شخص على الأقل تم اعتقالهم أمس فقط، بعد القرار المتخذ من قبل السلطات المصرية لحظر المظاهرات ضد النظام الحاكم. ومن بين الموقوفين يضيف نفس المصدر، 90 شخصا تم اعتقالهم بساحة التحرير بقلب العاصمة ”القاهرة، و121 آخرين ينتمون إلى الإخوان المسلمين المحظورة وتم إلقاء القبض عليهم في جنوب العاصمة المصرية.

الأمن يحاصر نقابتي المحامين والصحفيين

وفي سياق مواز، أغلقت قوات الشرطة أبواب نقابتي المحامين والصحفيين مانعة أعضاءهما من الدخول، وألقت القبض على عدد منهم، وذلك بعدما تجددت الدعوات الإلكترونية إلى التظاهر مجددًا في عدد من الميادين والشوارع، وهي الدعوات التي وجهتها حركتا ”٦ أفريل” و”كفاية”، علاوة على عدد من الأحزاب من بينها الكرامة، والوسط، إلا أن ”مظاهرات محدودة” انطلقت في شارع عبد الخالق ثروت، وميدان الحصري في مدينة أكتوبر، حيث حاصرت قوات الأمن، أمس، مقر نقابة الصحفيين بشكل مكثف، ووضعت حاجزا أمنيًّا على سلالم النقابة، وتركت منفذًا صغيرًا لمرور الأعضاء فقط.

مواقع إلكترونية تتعرض للحجب

عادت صباح أمس، مواقع إلكترونية للعمل في مصر بعد فترة تعطل دامت ساعات، حيث تعرض موقع المعارضة ”البديل” إلى جانب موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر” إلى الحجب من طرف مجهولين، وسط اتهامات للنظام الحاكم بالوقوف وراء العملية، فيما لا يزال كل من موقع ”الدستور الأصلي” الذي يرأس تحريره الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، وكذلك موقع ”جبهة إنقاد مصر” الذي يرأس تحريره الناشط المصري المعارض بلندن أسامه رشدي محجوبين، وكانت المواقع الأربعة قد تعرضت للحجب بعد ساعات قليلة من اندلاع مظاهرات ”يوم الغضب” التي شارك فيها آلاف المصريين في القاهرة والمحافظات.

الحــــــــليف المصري ”واشنطن” تتدخل لتهدئة الأنفس

وسارعت الولايات المتحدة باعتبارها حليف وثيق لمصر ومانح كبير للمساعدات، إلى التدخل لتهدئة الأوضاع ودعت كل الأطراف إلى التحلي بضبط النفس لتجنب العنف، وكذا التعامل بشكل سلمي مع الاحتجاجات المناوئة للحكومة، وقالت إن واشنطن تأمل أن ترى إصلاحات في مصر وأماكن أخرى لخلق مزيد من الفرص السياسية والاقتصادية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ”جيه.بي. كراولي” تساند الولايات المتحدة الحق الأساسي في التعبير عن الرأي والتجمع لكل الشعوب.

شهود عيان اتهموه باستعمال الذخيرة الحية

الأمن المصري يداهم مستشفيات لاعتقال متظاهرين مصابين

إشاعات عن هروب مبارك وأفراد عائلته والقاهرة تنفي

اعتقلت قوات الأمن المصري بعد منتصف ليلة أول أمس، كافة المتظاهرين الذين أصيبوا في مظاهرات يوم الغضب المطالبة برحيل الرئيس مبارك، وهذا مباشرة بعد وصولهم إلى مستشفيات العاصمة قصد تلقي الإسعافات الأولية -حسبما ذكره شهود عيان.

وقالت مصادر إعلامية مصرية نقلا عن شهود عيان، إن الشرطة حاصرت المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير بالقاهرة وفتحت عليهم المياه، كما رمت عليهم قنابل مسيلة للدموع أدت إلى اختناق الكثيرين منهم، وأكد شاهد عيان من ضحايا رجال الشرطة أن القوات الأمنية فتحت النيران الحية وشرعت في إطلاق الرصاص المطاط على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة العشرات، والذين حاولوا بعدها الوصول إلى مستشفيات المنطقة، مشيرا إلى أنه أصيب بشظايا حديدية في أماكن متفرقة من جسمه بعد إطلاق الرصاص عليه، قبل أن ينقله زملاؤه إلى مستشفى قريب من شارع رمسيس، حيث وجد أفراد من الأمن هناك، أخذوا بطاقته ودونوا بياناته، وانتظروا حتى يعالجه الأطباء، لكنه نجح في الهروب من باب خلفي للمستشفى، قبل أن يشرع الأمن في مطاردته.يذكر أن أربعة مواطنين مصريين قتلوا أول أمس، على يد قوات الأمن في التظاهرات التي عمّت مصر، بينما أصيب أكثر من 100 آخرين، بالموازاة، نفت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة أمس، ما روج من إشاعات عن سفر شخصيات مصرية مهمة إلى خارج البلاد أو استعداد طائرات خاصة للإقلاع بعدد من المسؤولين.