''هل ينبغي أن تقدم فرنسا اعتذارا لجميع الدول التي استعمرتها؟''

كنا نظن أنّنا جلبنا الحضارة إلى الجزائر لكنّ هذا غير صحيح
اعترف وزير الخارجية الفرنسي السابق ”برنار كوشنير” بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا، في حق الجزائريين، ووصف الفترة الاستعمارية بالأليمة، والتي قال عنها، إن الكثير من الغموض قد اكتنفها، كما قال إن الاعتراف أمرٌ جيّد لو يتم، لتكون العلاقات طبيعية بين البلدين. كما كشف الوزير الفرنسي السابق أيضا، أن الأقدام السوداء لا تزال تعتقد أنه يجب توخّي الكثير من الحذر في التعاون مع الجزائر.وقال برنار كوشنير، خلال نزوله ضيفا على حصة الذاكرة السياسية التي تبثّها قناة ”العربية” الفضائية، إنه بخصوص الاعتراف، فإن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، ذكر سابقا، أنه كان حديث الولادة أثناء حرب الجزائر، وهو لا يرى أنه يستطيع تقديم اعتذار للجزائريين، لكنه في المقابل عبّر عن أسفه لما جرى، حيث أشار إلى أنه كان يعتقد كغيره من الفرنسيين، أنه جلب الحضارة إلى الجزائر، لكن هذا غير صحيح وهناك المئات من الضحايا.وكشف الوزير الفرنسي الأسبق، أن ثمة جهات في فرنسا لاتزال تعتقد أنه يجب توخّي الكثير من الحذر في التعاون مع الجزائر، مضيفا، أنهم ممّن كانوا يُسمّوْن الأقدام السوداء الذين تم إجلاؤهم من الجزائر.أما بالنسبة للتصريح الذي أدلى به سابقا، قال كوشنير، إن الجزائريين أساءوا فهمه بشكل كبير، وذكر أنه كان يقصد ضرورة انتظار جيل على الأقل حتى نستطيع أن نتحدّث معا بحريّة، ولم يقصد أن الآخرين لا يستوعبون الأمور، مضيفا أنه لايزال يعتقد بأن هذا الجيل الذي تكبّد الكثير من المعاناة هو في طريقه إلى الزوال، كما أكد أنه لمّا كان يتباحث مع أعضاء الحكومة الجزائرية، كان هناك أشخاص لم يستوعبوا جيّدا ما حدث، بعكس الرئيس ”بوتفليقة”.وبشأن تحميل الرئيس ساركوزي، مسؤولية عدم تقديم اعتذار للجزائر، رفض كوشنير ذلك، لأن كل الرؤساء الفرنسيين رفضوا تقديم اعتذار حتى الآن، متسائلا عن جدوى تقديم هذا الاعتذار، وهل يجب أن تقدّمه فرنسا لجميع البلدان التي استعمرتها.وذكر كوشنير، أن الشعبين الجزائري والفرنسي تجمعهما الكثير من الأشياء، خاصة من الناحية الثقافية، كما أن هناك الكثير من الجزائريين الذين يعيشون في فرنسا وأصبح غالبيتهم يحملون جنسيتها، لكن من ناحية أخرى قال كوشنير، إن هناك كراهية وألما يشكّلان عنصر تجاذب بين الشعبين، لذا يجب الانتظار قليلا. أما بالنسبة للزيارات التي قام بها الرئيسان ساركوزي، وهولاند، إلى الجزائر، فقد أشار إلى أنّها ستؤدّي إلى تحسّن في الوضع.