إعــــلانات

‮ ‬طفلي‮ ‬ابن الست سنوات‮ ‬يميل كثيرا إلى كل ما‮ ‬يخص البنات

‮ ‬طفلي‮ ‬ابن الست سنوات‮ ‬يميل كثيرا إلى كل ما‮ ‬يخص البنات

السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:

 أنا سيدة متزوجة أم ثلاثة أبناء ذكور، ابني الأكبر عمره ست سنوات، ويسبب لي القلق بسبب ميله الشديد إلى كل ما يخص البنات، سواء الألعاب أو الملابس، حتّى من التّصرفات فلديه رغبة شديدة في ارتداء الملابس الوردية، ويتمنّى أن يطول شعره ويحب مشاهدة برامج الأطفال الخاصة بالبنات، ولا يميل لبرامج الأولاد أبدا، ولا يحب اللّعب بكرة القدم أو بالدّراجات، ولم أستطع تأمين صحبة مناسبة له من الأولاد، فكل المحيط بنا من بنات أخي وبنات أخ زوجي، وبالتالي فأنا أفضل جلوسه في البيت، أفضل من الإختلاط بالبنات معظم الوقت، ولا أعلم هل هذه تصرفات سيتمكن من تجاوزها مستقبلا، أم أنّها ستؤثر عليه، علما بأنّه طفل ذكي للغاية يحب النّقاش والتّعلم، ويسأل عن كل شيء، عامّة يتصرف بطريقة طبيعية، ولكن هذه رغباته الدّاخلية أعرفها من خلال النقاش معه، ودائما يتمنّى أن يكون لدينا فتاة، ويعلم أن هذه التصرفات غير مقبولة لدينا، ولكنه يحاول كبتها فقط وليس التخلي عنها، فأرجو منك المساعدة.


أم صهيب/ البويرة

 الرد:

عزيزتي لقد طرحت المشكلة وطرحت بعض الحلول، فأنت مدركة لحجم المشكلة، فأقول لك أن ابنك في مثل هذا السن، يستطيع لدرجة كبيرة أن يبني هويته الجنسية، أقصد بذلك أن الأمر يجب تداركه، ولا أريد أبدا أن أولد لديك أي قلق، فنحن الآن نشاهد الكثير من المآسي فيما يخص اضطراب الهوّية، ومرجع ذلك تأثير البيئة والتّهاون من جانب الأسرة.

أقدر الظّروف التي تعيشين فيها، ولكنّي أقول لك أنّ العلاج لمثل حالة ابنك تتمثّل في الوقاية، والوقاية التي أقصد بها، أن يهيأ له المحيط الذكوري، هذا مهم وضروري، الطّفل يفهم ويعرف ويدرك تماما في هذا العمر، فالأطفال أذكياء وليس كما يتصور البعض أنّهم غير ذلك، يجب أن توضّح له الفرق بين الذّكر والأنثى، يجب أن تُشعريه بأنّه رجل، ولا بد أن يكون لوالده دور كبير في هذا، ولا أريدك أنت تتحملي هذه المسئولية وحدك، لأنّك أيضا في نهاية الأمر أنثى، حتّى وإن كنت أما له، اجعليه يُقلد والده، اجعليه يشعر أنّه رجل داخل البيت، لا بد أن يختلط بالأولاد، وعليك مثلا أن تقومي بتثبيت بعض القيم الرجولية فيه، كأن تقومي بإعطائه قلما وورقة، ليقوم برسم الرجال ويتصور نفسه أنّه في هذا الموقف في السنوات القادمة، ويجب أن تتخلصي تماما من الملابس ذات الطابع الأنثوي أو حتى الملابس التي تتاح للجنسين.

إن الشيء الذي يميز تفكيرك؛ هو إدراكك التام لحجم المشكلة، وأعتقد أن الحلول واضحة، وهي تهيئة البيئة لتنشئة الطفل، ينشأ دون أن نرهبه، ولكن لا بد أن يكون هناك نوع من الصرامة ونوع من تحديد الثّوابت، وفي نفس الوقت يُشجّع الطّفل ويحفّز على أي سلوك إيجابي يقوم به، فيما يخص دوره الجنسي، خاصّة اجعليه يشاهد الرسوم ذات الطابع الرجولي، ولا تنسي أن المدرسة أيضا تلعب دورا مهما وفاعلا، عموما أنت مدركة لحجم المشكلة، فكل مولود يولد على الفطرة ولا شك في ذلك، وكل إنسان يتعلّم من بيئته، والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فلا أريدك أبدا أن تأخذي ما وصفته برغباته الدّاخلية كحاجز أو كعثرة، بمعنى يجب ألاّ ترضخي لهذه الأمور أبدا، لأنّ الكثير من النّاس قد تهاونوا تأثرا بمثل هذه المفاهيم، أو أنّ الأمر بسيط أو أنّ الأمر سوف يتغير.

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/ArrjT
إعــــلانات
إعــــلانات