إعــــلانات

108 مليارراحت قمار بالخروبة

108 مليارراحت قمار بالخروبة

  10 آلاف «قمارجي» يتردّدون على فروع شركة سباق الخيل يوميا ^ فقراء «قمّروا» بـ10 دنانير وفازوا بـ100 مليون

 تسببت سياسة التقشف المعلنة من طرف الحكومة في أعقاب انهيار أسعار البترول في السوق الدولية وارتفاع أسعار مختلف المواد، بداية من جانفي 2016، في تزايد الإقبال من طرف المواطنين على لعب «القمار»، أملا في الخروج من دائرة الفقر و«الميزيرية» إلى دائرة الثراء والرفاهية. منهم من خاطر بعشرة دنانير من أجل اختيار رقم الحصان الذي سيفوز في السباق، وهو الرقم الذي توج باللقب ليفوز بمبلغ مالي قد يصل إلى مائة مليون سنتيم، ومنهم من خاطر بعشرة ملايين حتى يضع علامة «X» على الحصان الذي سيفوز في السباق لكن الحظ لم يحالفه ليخسر ذلك المبلغ.. هي عيّنات من أصل مئات الآلاف من الجزائريين الذين يترددون على شركة سباق الخيل وفروعها الموزعة عبر مختلف ولايات الوطن، أعمارهم خمسون سنة فما فوق، يسيطرون على الطبقة المتوسطة من المجتمع وأحيانا الفقيرة منها.. منهم من يستقل سيارة أجرة ومنهم من يستقل الحافلة حتى يطرق أبواب الشركة أو فروعها لصرف ما تحمله جيوبهم من أموال. «النهار» حاولت اختراق عالم «القمار» بالجزائر في عز فترة التقشف التي تمر بها البلاد، لتحصل على أرقام رهيبة تؤكد على إحصاء شركة سباق الخيل ما لا يقل عن عشرة آلاف «قمارجي» يتهافتون عليها يوميا، لصرف أموال بقيم مختلفة تتراوح بين عشرة دنانير وعشرة ملايين سنتيم، وقد تفوق هذا المبلغ في غالب الأحيان، للتنبؤ بأي خيل سيفوز بعدما يقوم الشخص «المقامر» أو «العوّاد» مثلما يحلو للبعض تلقيبهم، بترقيمهم من واحد إلى خمسة من أصل خمسة عشر حصانا متسابقا، في وقت يلجأ البعض إلى الاعتماد على رمز «X» ويتم استعماله مرتين فقط عند كل سباق رغم تكلفته المالية المرتفعة، إلا أن العديد من «المقامرين» يلجأون إلى هذه الحيلة كونها الأوفر حظا لربح مبلغ يفوق مائة مليون سنتيم، ويصل إلى مائة وخمسين، كون قوانين اللعبة هنا تجعل من أي حصان غير مرقم يحتل مرتبة من المراتب الخمس الأولى ضمن قائمة الفائزين، وتؤهل صاحب التصنيف للفوز بمبلغ مالي. كثرة الإقبال من طرف الجزائريين على لعبة «القمار» جعلت الشركة تحقق مداخيل تصل إلى ثلاثمائة مليون سنتيم يوميا وتسعة ملايير شهريا ليقدر بمائة وثمانية ملايير سنويا، هي مصاريف حوَّلت بعض الفقراء إلى أثرياء في رمشة عين والبعض الآخر زادتهم فقرا، خاصة أولئك الذين «قمَّروا» بعشرة دنانير، فيما أفلس أولئك «الطمَّاعين» الذين «قمَّروا» بعشرة ملايين. ولعل الهدف الأساسي الذي تصبو إلى تحقيقه شركة سباق الخيل، هو توسيع رقعة تربية الخيول الأصيلة في الجزائر، خاصة أن الشركة تكافئ ملاك الخيول المتفوقين في كل سباق بخمسة عشرة مليون سنتيم.                 

رابط دائم : https://nhar.tv/XEoae
إعــــلانات
إعــــلانات