15 سنة عمر معاناتي صغيرهم وكبيرهم يتدخل في شؤون حياتي

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
السلام عليكم إخواني القراء وعليك سيدتي نور وكل الساهرين على إنجاز جريدة النهار، أما بعد:
أنا سيدة متزوجة منذ خمسة عشرة سنة، ولدي أربعة أطفال، أقيم مع أهل زوجي، أحبهم وأحترمهم، وأحب زوجي بجنون، المشكلة أن أهله يعاملونني بالسوء، فليس لي قيمة، وكل شيء مغلق علي بالمفتاح، حتى الأواني المنزلية لا يحق لي استعمالها دون استئذان صغيرهم إن غاب كبيرهم، وليس لي الحق في استقبال أي شخص في المنزل مهما كانت صلة القرابة التي تربطني به، المهم أنني صابرة لأجل زوجي.
أشعر أن هذا الأخير لا يهتم بأمري رغم أنني طلبت منه سكنا مستقلا، وذلك منذ سنة فقط، وكان الرد أنه سوف يبحث عن سكن خلال أشهر، ولكن حتى الآن لم يتخذ أي خطوة جادة في البحث عن محل إقامة غير هذا، بل ـ للأسف ـ بات يعاملني كطفل يسكته بأي رد!
أصبحت أخاف من كل شيء في حياتي، زوجي يتعمد إهانتي، وأهل زوجي يعاملونني أسوأ معاملة، ولا أستطيع الرد حتى لو كنت على حق. أما أبنائي فلا أستطيع الدفاع عنهم لو أُهينوا أو ضُربوا، وكل هذا بسبب خوفي وترددي.
أشعر أن حياتي تسير نحو الضياع، وأتمنى أن تساعديني سيدتي نور، سأكون شاكرة لك، فلو أكتب عن المشاكل التي أعانيها في حياتي فلن يسعني الوقت ولا صفحات الجريدة لأفعل ذلك، هذه فقط خلاصة معاناتي.
الحائرة من بسكرة
الـرد:
أحيّي فيك صبرك وحسن جوارك وتعاملك مع زوجك، تيقني أن لهذا أجرا كبيرا عند الله.
عزيزتي، لست وحدك؛ إنها مشكلة تعاني منها الكثيرات، تدور حول العلاقة بين الزوجة وأهل الزوج، فهذه مشكلة عامة وليست خاصة.
أتفهم تماما الجو الذي تعيشين فيه ومدى قسوته، ولكنني أرى أن الحل الأساس لمشكلتك يكمن فيك أنت، فأنت من يحتاج إلى الدعم والمساندة. إن أهم شخص يجب أن نساعده ونسانده هو أنفسنا. أريدك أن تعلني خلال الأيام القادمة أمر العناية بنفسك. قومي ببعض الأفعال التي تشعرك بأنك مميزة. قومي بأفعال إيجابية بنّاءة كالصلاة في جوف الليل، أو فعل معروف مميز لإدخال السعادة على نفسك وروحك.
عزيزتي، عليك ببث روح جديدة في علاقتك الزوجية، حتى بعد مضي خمسة عشر عاما. هناك العديد من الأشياء الرائعة التي يمكن أن تحيي بها علاقتك مع زوجك. اعطي اهتماما خاصا لأطفالك، واجعليهم مميزين لأنك والدتهم.
كل هذه الأفعال ستزيد من ثقتك بنفسك، وتُخلّصك من التردد والخوف في داخلك، أنت تستحقين الاحترام والتقدير، وأثبتي لنفسك ذلك.
كل صباح أرسلي رسائل إيجابية إلى نفسك. تذكّري أن الكلمات التي تخرج من أفواهنا ولا تذهب سدى في الهواء بل تعود إلينا لتعزز أو تقلل من أهميتنا واحترامنا لأنفسنا. توقفي عن إرسال الرسائل السلبية، مثل: “أنا امرأة ضعيفة، لا أحد يحبني، لا أحد يحترمني، إنهم يعاملونني بقسوة، أنا مسكينة، وغيرها..”، وابدئي من الآن بقول: “الحمد لله أنا بخير، لدي أربعة كنوز يتمنى الكثير من الناس مثلهم - أقصد أطفالك – أموري طيبة، أنا قوية ولن أعطي الفرصة لأحد كي يؤذيني”، وغير ذلك كثير.
يجب أن نفرق بين أفراد أسرة زوجك، أما أمه فهي كأمك، لا بد أن تبدي لها كل الود والاحترام، وادفعي زوجك للبر بها، وذكريه بذلك فهذا سيدخل السرور عليه، ويزيد من احترامه لك. أما باقي أقاربه فمنهم القريب ومنهم البعيد، وهم – بلا شك – ليسوا سواء.
قومي بتقوية علاقتك مع القريب منهم، ومع حسنة الخلق منهم، وتقديم الهدايا في المناسبة الخاصة، وتجنبي سيئة الخلق دون أن تُظهري الضيق من أفعالها، كوني قوية أمامها دون تجاوز حدود الأدب، وتجنبي ذكرها بسوء أمام زوجك، فهذا قد يكون علامة ضعف.
بعد أن تشعري ببعض التحسن تجاه نفسك كرري على زوجك حقك في الاستقلال ببيت خاص، مع التأكيد على حرصك الدائم على بر والديه، وأن هذا لن يؤثر على بره بهما، واستغلي لحظات التقارب والصفاء بينكما عبر الإشارة العابرة اللطيفة دون شكوى أو تذمر أو إصرار مزعج.
ويبقى سلاح الدعاء والتقرب إلى الله تعالى والصبر واللطف في التعامل مع الجميع، أقوى ما يمتلكه العبد المؤمن في حياته، فلا تتخلي عنه حتى لو سارت الأمور على غير ما تريدينه.
أرجو أن أكون قد قدمت لك ما يفيد، فلا تترددي في مراسلتي أو الاتصال بي مرة أخرى، فأنا دوما في الخدمة.
ردت نـور