20 ولاية منكوبة بسبب الثلوج وعائلات تغرق في مياه الأمطار

الثلوج الكثيفة تعزل مواطنين بين ولايتي بجاية وتيزي وزو ^ الحماية المدنية إجلاء 10 نساء حوامل و15 حالة لتصفية الدم
تسببت التقلبات التي شهدتها العديد من ولايات الوطن، نهاية الأسبوع الماضي، في غلق عشرات الطرقات الوطنية والولايئة في أكثر من 20 ولاية، وأدت إلى عزل العديد من المدن والقرى بكاملها، كما تسببت هذه الوضعية في انعدام قارورات غاز البوتان بعد عزوف الناقلين عن سلوك الطرقات الوعرة.
تيزي وزو، بجاية، البويرة، المدية، سطيف والأغواط ولايات منكوبة
تسببت الثلوج المتساقطة في أعالي ولاية تيزي وزو، بغلق العديد من الطرقات الوطنية والولائية، حيث أدّى تراكم الثلوج إلى غلق أبرز الطرق الوطنية من بينها الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين منطقة إعكورن وولاية بجاية وكذا الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين إفرحونن وولاية البويرة، وهذا على مستوى فج تيروردة وكذا الطريق رقم 33 في منطقة آيت بومهدي ورقم 72 الرابط بين ماكودة وبوجيمة ورقم 30 الرابط بين ولاية تيزي وزو والبويرة، ناهيك عن الطريق الوطني رقم 71 الرابط بين منطقتي بني يني وعين الحمام، أما بالنسبة للطرق الولائية فأغلبيتها مغلقة حيث نجد من بينها الطريق الولائي رقم 253. و150. ورقم 10 و3 فضلا عن رقم 37 و رقم 9. كما شهدت ولاية بجاية، أمس، تساقط ثلوج كثيفة تسببت في قطع العديد من الطرقات الوطنية والولائية والبلدية وتعطل حركة المرور بالعديد من المناطق، فيما خلّفت خسائر مادية معتبرة، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي الذي عمق من معاناة السكان، فقد تسبب تساقط الثلوج في قطع الطريق الوطني الرابط بين الولاية وولاية تيزي وزو على مستوى أفولاذ، بلدية أدكار وأيضا على مستوى الممر الجبلي لشلاطة، إضافة إلى قطع الطريق الولائي الرابط بين شلاطة وأوزلاڤن والطريق الولائي الرابط بلديتي إيغرام وآيت مليكش والطريق الولائي الرابط بين بلديتي إيغيل علي وبرج بوعريريج، حيث تم غلق الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين بجاية وسطيف، نفس الشيء تم تسجيله في منطقة بني معوش، كما تسببت الثلوج في عزل العديد من القرى الواقعة في مناطق مرتفعة على غرار قرى كل من كنديرة، ذراع القايد، بني مليكش ودرڤينة. كما تسببت هذه الوضعية في احتجاز العديد من المسافرين بين ولايتي بجاية وتيزي وزو، على مستوى منطقة أدكار وقمة شلاطة، بعد أن بلغ سمك الثلوج في المنطقة 50 سنتمترا·. هذا وقد أدت، التقلابات الجوية المتبوعة بتساقط كميات معتبرة من الثلوج في معظم مناطق ولاية البويرة، خلال 24ساعة الأخيرة، إلى غلق العديد من الطرقات الولائية والوطنية وعزل قرى بأكملها بعد أن حاصرتها الثلوج، لاسيما في الجهة الشرقية للولاية على غرار قرى بلدية الصحاريج، وأمشدالة وأولاد راشد، حيث تسببت في غلق الطريقين الوطنيين رقم 30 و33 الرابطين ولاية البويرة بتيزي وزو، ناهيك عن الطريق الولائي رقم 24 الرابط بين بلديةبرج أخريص ببلدية أهل القصر، وهو الأمر الذي دفع بالسلطات المحلية الاستنجاد بالمقاولين وتجنيد أصحاب الشاحنات من أجل فك الحصار عن المناطق المعزولة في ظل انعدام العتاد والإمكانيات اللازمة، ونفس الوضع شهدته غالبية قرى الجهة الشمالية في حيزر وأيت لعزيز وكذا الغربية خاصة ببلدية الزبربر ومعلة. كما تسببت الاضطرابات الجوية في انزلاق التربة بقريتي بزيت وتعوينن بأيت لعزيز، أين رفع سكان القريتين نداء مستعجلا إلى السلطات المحلية، قصد التدخل من أجل إنقاذ حياتهم، عن طريق تشيد جدران من الخرسانة لحماية منازلهم من الأنهيار، وهذا لتفادي تكرار سيناريو شتاء العام الفارط الذي لايزال راسخا في أذهانهم، بعد أن تعرضت العشرات من المنازل للانهيار. كما شهدت ولاية المدية نفس الوضعية يعد تهاطل كميات معتبرة من الثلوج على المنطقة، حيث أدت إلى غلق عشرات الطرقات ما تسبب في حرمان الكثير من الحوامل للوصول إلى المستشفيات بكل من حي الرمالي و بلدية بن شيكاو لوضع موالدهن ناهيك عن الأشخاص المصابين بالقصور الكلوي، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية إجلاء 10 نساء حوامل و 15 حالة لتصفية الدم، في الحين بلغ عدد التدخلات الإجمالية 95 تدخل منها 91 متعلقة بالإجلاء الصحي، وكذا تقديم المساعدات للعائلات ومستعملي الطرق بين مدينتي البراواڤية وبن شيكاو، كما بقيت كاسحات الثلوج عاقلة على مستوى الكثير من الطرق لا سيما الطريق الوطني رقم 01 بسبب سد الأروقة المخصصة للسير من طرف أصحاب المركبات، وهو الأمر الذي ساهم عدم وصول الآليات للأماكن التي شهدت سقوط كميات معتبرة من الثلوج. أما ولاية الأغواط فقد انحصرت الطرقات المقطوعة بسبب هذه التقلبات المناخية في الجهة الشمالية من إقليم الولاية لا سيما الطريق الوطني رقم واحد «أ» ببلدية سيدي بوزيد والطريق الوطني رقم «47» في شقه الرابط بين بلديتي آفلو وبريدة. ومست العملية أيضا بعض الطرقات الثانوية على غرار الطريق الولائي المؤدي من ڤلتة سيدي سعد نحو عين سيدي علي وطريق تاويالة إلى غاية مفترق الطرقات الموصول في الطريق الوطني رقم «47». كما بلغ سمك الثلوج المتهاطلة، ليلة أول أمس، على مستوى معظم بلديات ولاية سطيف الـ30 سم، حيث تسببت في غلق العديد من الطرق الوطنية، والولائية والبلدية خاصة على مستوى المنطقة الشمالية التي تعتبر من أكبر المناطق المنكوبة في الولاية، وهو الأمر الذي أدى إلى تسخير الكاسحات وكميات هائلة من الأملاح لفتح الطرق في وجه مستعمليها، ويتعلق الأمر بكل من الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين سطيف وبجاية على مستوى محورين، الأول في الجزء الرابط بين بوعنداس وبجاية على مستوى المكان المسمى تيزي لمان، والثاني على مستوى منطقة «طكوكة» هذه الأخيرة التي تعرف صعوبة كبيرة في التنقل نتيجة تساقط كميات كبيرة من الثلوج بها، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 9 على مستوى منطقة «ثنية الطين» التابعة لبلدية عموشة وذلك على مسافة 3 كلم، والطريقين الولائيين رقم 45 و06.
عائلات تغرق في مياه الأمطار وأخرى في رحلة بحث عن قارورات الغاز
عاشت، أمس، عشرات العائلات القاطنة في حي ديار الزيتون ببلدية عزاية في ولاية سكيكدة، ليلتها في العراء بعد أن احتلت مياه السيول منازلها وغمرتها، جراء الأمطار التي تساقطت على الولاية خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث وصل منسوب المياه في بعض المنازل لأكثر من نصف متر، ما تسبب في خسائر جمة لسكانها بعد أن تعرض أثاثهم للتلف خاصة الأجهزة الكهرومنزلية وازداد الوضع سوءا بعد انسداد قنوات الصرف الصحي، وهو ما جعل المياه القذرة تعود لمنازل هؤلاء، أين استعملت بعض العائلات المضخات لامتصاص المياه التي غمرت بيوتها إصافة إلى المعابر التقليدية لمغادرة منازلها، هذه الوضعية قال عنها سكان الحي لـ «النهار « التي زارتهم إنها أصبحت مزمنة وأنهم يعانون الأمرين في كل مرة تتساقط فيها الأمطار، لاسيما وأن شبكة الصرف الصحي قديمة ومسدودة على طول السنة، ورغم مناشدتهم للجهات الوصية منذ سنوات إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تتحقق وبقيت معاناتهم متواصلة، هذا وقد حضر عناصر الأمن بمعية عناصر الحماية المدنية إلى عين المكان لمساعدة السكان.
بيوت منهارة والجرارات لسحب السيارات العالقة في الثلوج بـ1000 دينار
كما تعرض، أول أمس، أحد المنازل الواقعة في حي «لا سيتي أوزاس» بواد الذهب في بلدية عنابة، إلى تشققات وسقوط أجزاء كبيرة من السقف، وذلك بسبب تشبعها بمياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها الولاية خلال الآونة الأخيرة، وهي الحادثة التي خلّفت ذعرا وهلعا لدى سكان المنزل، والذين سارعوا بالهروب خارجه، فيما تدخلت وحدات الحماية المدنية، والتي لم تسجل أي خسائر بشرية، في حين فتحت الجهات الأمنية تحقيقا، وتدخلت مصالح القطاع الحضري الثاني لتحرير محضر معاينة، فيما تبقى حياة العديد من سكان المنطقة في خطر بسبب هشاشة بنية المنازل التي تأثرت بتساقط كميات كبيرة من الأمطار خلال الآونة الأخيرة. كما تسببت موجة التقلبات الجوية التي مرت على ولاية قسنطينة خلال الـ 24 ساعة الماضية، في شل حركة المرور على مستوى العديد من الطرقات نظرا للتساقط المعتبر للثلوج، وحسب خلية الإعلام والاتصال بالدرك الوطني، فإن فرق الأخيرة تدخلت لإعادة حركة السير وإزاحة الثلوج على مستوى كل من الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين ولايتي قسنطينة وڤالمة الذي أغلق على مستوى منطقة بونوارة بالخروب، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين قسنطينة و بلدية عين مليلة في أم البواقي، الذي أغلق على مستوى بونوارة، زيادة على الطريق الولائي رقم 51 بجبل الوحش الذي شهد صعوبة كبيرة في تنقل المركبات، ناهيك عن العديد من الطرقات داخل الأحياء التي عرفت انسدادا خلال الساعات الأولى من الصباح، والتي عادت فيها حركة المرور تديرجيا بعد أن باشر السكان بالخروج من منازلهم حيث ذابت الثلوج. أما في ولاية ميلة فقد شهدت العديد من المحاور الطرقية، نهار أمس، شللا وانقطاعا وتوقفا في الحركة المرورية بسبب التساقط الكثيف للثلوج، خاصة على المناطق الجنوبية والغربية الجنوبية من الولاية، أين شهد الطريق الوطني رقم 100 الرابط بين بلديتي بوحاتم وشلغوم العيد والطريق الوطني «5أ» الرابط بين بلديتي سيدي خليفة ووادي العثمانية والطريق الولائي رقم 5 مكرر الرابط بين بلديتي العياضي بربا وعين البيضا أحريش إضافة إلى تجيل تدخل فرق الدرك الوطني بالطريق الولائي رقم 7 الرابط بين بلديتي بوحاتم وتاجنانت و كذا الولائي 152 الرابط بوحاتم وعين لملوك وأحمد راشدي والطريق البلدي غير المصنف العياضي برباس ومشتة مرج الرمان ونحو أيضا مشتة وادي الطاق والطريق البلدي رقم 28 الرابط بين مشتة عين الكحلة و بلديتها الإدارية بوحاتم إضافة للطريق البلدي 29 الرابط مشتة عين الحمرا و بوحاتم إلى ذلك قدرت الصور والمعاينات بلوغ سمك الثلوج المتساقطة ب5 ملم وحدات الدرك أوضح قائد الأركان في مكالمة للنهار أنها استنفرت نحو مختلف شبكات الطرقات الولائية الوطنية أو البلدية لتسهيل حركة المرور ومساعدة مستعمليها وتوجيههم مخافة الحوادث أو تقديما للإعانات، هذا وقد سمح التدخل السريع للإمكانيات المتوفرة على مستوى البلديات في إسراع عملية فتح الطرقات التي أغلقتها الثلوج في وجه مستعمليها. كما تسببت التقلّبات الجوية في تسجيل تذبذبات في عملية تموين و تزويد العديد من المناطق بغاز البوتان، مإنجر عنه أزمة الندرة في قارورات الغاز بعد نفاذه في نقاط البيع التي شهدت إقبالا واسع و تهافت كبير للموطنين عليها، على الرغم من توفير كميات إضافية من طرف نفطال التي بذلت كل مجهوداتها لتفادي الأزمة إلا أن إستمرار تساقط الثلوج بكميات كثيفة عرقلت من مهمتها في العديد من المناطق الذي يتعدى علوها 700متر. وعرفت، أمس، مختلف نقاط بيع غاز البوتان بالعديد بمناطق بني دوالة وبني زمنزار وايت محمود وبني عيسي ومعاتقة وسوق الاثنين، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين جراء موجة البرد التي اجتاحت تلك المناطق بداية من الأسبوع الماضي مما شكل طوابير طويلة منذ الساعات الأولى من الصباح للظفر بقارورة غاز بعد نفاذ الكمية التي مونت بها باقي المحطات جراء كثرة الطلب على هذه المادة الحيوية، وحسب بضع المحتجين الدين تحدثت النهار معهم فانهم شرعوا مند ثلاثة ايام في رحلة البحث عن هذه المادة الحيوية التي هم في أمس الحاجة إليها في ظل تطمينات الجهات الوصية بتوفير الكميات إلا أن الطلب كان أكثر من العرض. وفي ذات السياق فقد اشتكى المواطنون من ظاهرة ارتفاع أسعار البوتان التي تسبب فيها المضاربون وبالأخص خلال موجة البرد، حيث وصل سعر قارورة غاز البوتان إلى حدود 350 دج و400 دج للقارورة الواحدة في الوقت الذي من المفروض أن سعرها مدعم ولا يتجاوز 200 دج بنقاط البيع المعتمدة من قبل مصالح نفطال إلا أن هناك بعض الأطراف اغتنمت الفرصة لتقوم بالمضاربة في أسعار هذه المادة الحيوية على اعتبار أن طالبيها يعتمدون عليها في الطهي وكمصدر للتسخين، مما جعل الطلب يكثر عليها خاصة في أوقات البرد والشتاء الذي طرق الأبواب بقسوته الباردة في أول أيامه.