20 ألف إمام يشقّون عصا الطاعة

71 % من الأئمة لا يلتزمون بتعليمات وزارة الشؤون الدينية ويعتبرونها سطحية
وزارة الشؤون الدينية لا تهتم بتطبيق الشرع في المجتمع حسب الأئمة
55 % من الأئمة لا يلتزمون بالقدوم إلى المساجد و51 % لايحفظون كل القرآن
توصلت دراسة ميدانية أعدتها «النهار» إلى أن ما نسبته 71.11 ٪ من الأئمة لا يلتزمون بالتعليمات التي تُصدرها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، المتعلقة خاصة بكيفية تسيير المساجد ومضامين خطب الجمعة، كما توصلت الدراسة إلى أن 73.33 ٪ من الأئمة يقرأون القرآن برواية «حفص» عوض رواية «ورش»، وهذا ما يتناقض مع أوامر الوزارة، وإذا علمنا أن عدد الأئمة في الجزائر يقارب 30 ألف إمام، فإن حوالي 20 ألفا منهم أي 70 من المائة، لا يثقون في وزارتهم ولا يقتنعون بتوجيهاتها.شملت الدراسة التي أعدتها «النهار» 13 سؤالا وُزعت على عدد معتبر من الأئمة الموزعين عبر مساجد الجمهورية، واستغرقت الإجابة على هاته الأسئلة ما يعادل 35 يوما، إذ شرعنا في توزيع الاستمارات قبل شهر رمضان، إلا أن تخوف بعض الأئمة من الإجابة وامتناعهم عن بعض الأسئلة التي تمحورت حول «السلفية» حال دون تقديم الإجابات في الوقت المحدد، وهو ما أخّر نشر نتائج الدراسة، كما لمسنا ترددا من قبل بعض الأئمة الذين احتفظو بالإستمارة لمدة فاقت 25 يوما، ليؤكدو لنا فيما بعد أنهم «يعتذرون على الإجابة» لأسباب مرتبطة بتعليمات وزارة الشؤون الدينية التي تمنعهم حسبهم من القيام بأية خطوة من دون الرجوع إليها. وبالعودة إلى نتائج الدراسة، فقد قدر عدد الأئمة الذي يقل سنهم عن 25 سنة 4.44 ٪، فيما وصل عدد الأئمة الذين يتراوح سنهم بين 25 و35 سنة 44.44 ٪، أما الأئمة الذين يتراوح سنهم بين 35 و45 فوصل إلى 35.55 ٪، فيما بلغت نسبة الأئمة الذي يزيد سنهم عن 45 سنة 15.55 ٪. وبالنسبة للمستوى التعليمي، فتصل نسبة الأئمة الذين يملكون شهادة ليسانس 77.77 ٪، فيما بلغ الذين لديهم مستوى الثالثة ثانوي 15.55 من المائة، أما المتحصلين على الدراسات العليا فتوقف عند نسبة 6.66 من المائة.ومن مجموع هؤلاء، يوجد ما نسبته 86.66 من المائة منهم متزوجون، وبالنسبة للمستوى المعيشي للإمام والراتب الشهري الذي يتقاضاه مقابل عمله في بيوت الله، فتقدر نسبة الذين يتقاضون أجرا يتراوح بين 35 ألف و40 ألف دج بـ44.44 من المائة، ويتعلق خاصة بالأئمة المتحصين على شهادة الليسانس، فيما تصل نسبة الأئمة الذين يتقاضون أجرا يفوق 40 ألف دج إلى 15.55 من المائة، وهو راتب ضئيل مقارنة بالدور الذي يقوم به الإمام، حسب تصريحات بعض الأئمة الذين أجابوا على الإستمارات. من جهة أخرى، تبلغ نسبة الأئمة الذين يقل أجرهم عن 27 ألف دج 17.77 من المائة، وأما نسبة الذين يتقاضون بين 27 و35 ألف دج فتقدر بـ22.22 من المائة.
55 ٪ من الأئمة لا يلتزمون بالقدوم إلى المساجد و51 ٪ لايحفظون كل القرآن
أظهرت الدراسة أن 55.55 من المائة لا يلتزمون دائما بالحضور إلى المسجد، كما بلغت نسبة الأئمة الذين لا يلتزمون بتاتا بالقدوم إلى المساجد 15.55 من المائة، أين يقومون بالاعتماد على المقرئين والمؤذنين من أجل تسيير أمور المسجد، فيما عبّر ما نسبته 28.88 ٪ من الأئمة أنهم يلتزمون بالقدوم إلى المسجد منذ الفجر صباحا إلى غاية العشاء، من أجل النظر في مشاغل ومشاكل المواطنين.وحسب ذات الدراسة، فقد بلغ عدد الأئمة الذين يحفظون 60 حزبا 28.88 من المائة، وهي نسبة ضعيفة جدا باعتبار أن الشرط الأساسي في الإمام أن يكون حافظا لكل القرآن مع التفسير، إضافة إلى حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، كما توصلت الدراسة إلى أن 11.11٪ من الأئمة يحفظون أقل من 10 أحزاب، و8.88٪ منهم يحفظون أقل من 20 حزبا، فيما بلغت نسبة الأئمة الذين يحفظون بين 20 و60 حزبا 51.11 من المائة.
73 ٪ من الأئمة يقرأون القرآن برواية حفص و68 ٪ يرون أن تكوين السلفيين أحسن من تكوينهم
أفرزت الإجابات التي تضمنتها الإستمارات الموزعة على الأئمة، أن ما نسبته 73.33 ٪ من الأئمة يقرأون القرآن برواية حفص، فيما يصل عدد من يقرأ القرآن برواية ورش 26.66 من المائة، وهذا ما يتناقض مع تعليمات وزارة الشؤون الدينية التي تؤكد في كل مرة على أن قراءة القرآان لا تتم إلا عبر رواية ورش المستعملة في المشرق.وحسب إجابات الأئمة، فقد أكدوا أن كل المتخرجين من كليات الشريعة الإسلامية حفظوا القرآن برواية حفص، وهذا ما يؤكد أن تناقضا حاصلا يقع حول الرواية الأصح التي يتبعها الجزائريون، وعن عدم إلتزامهم بتعليمات الوزارة أرجع الأئمة السبب إلى تكوينهم الذي أملى الالتزام برواية دون أخرى. هذا وقد رفض كل الأئمة الذي سألناهم الإجابة عن السؤال المتعلق «حول رأيهم في السلفية»، وقد كان هذا السؤال سببا في رفض العديد منهم الإجابة على الاستمارات، لحساسية الموضوع حسبهم وتخوفهم من ردة فعل الوزارة حسب البعض الآخر.وفي سؤال آخر أردناه أن يكون غير مباشر، عبّر 68.88 ٪ من الأئمة أنهم يرون أن تكوين الأئمة المحسوبين على التيار السلفي أحسن بكثير من التكوين الذي يتلقونه من المعاهد التابعة لوزارة الشؤؤون الدينية والأوقاف، فيما امتنع 15.55٪ من المستجوبين عن الإجابة على هذا السؤال.
71 ٪ من الأئمة لا يلتزمون بتعليمات وزارة الشؤؤون الدينية
كشف 71.11 ٪ من الأئمة أنهم لا يلتزمون بالتعليمات التي تصدرها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لأن هذه التعليمات «لا ترقى إلى النهوض بدور المسجد وبالتالي خدمة المجتمع»، وهي تعليمات تركز أساسا على الأوامر والتعليمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع حسب تعبير البعض منهم. هذا وبلغ عدد الأئمة الذين يلتزمون بالتعليمات 28.88 من المائة، وهي نسبة ضئيلة جدا تؤكد أن وزارة الشؤون الدينية لا تقوم بالعمل المنوط بها ولا تتكفل كما ينبغي بالإمام، كما أن الأوامر التي تصدرها هي أوامر اعتباطية غير مدروسة.وعلى هذا الأساس، قال 46.66 ٪ من الأئمة أن الصراعات التي تحدث داخل المسجد بين الإمام ولجنة المسجد تعود إلى تداخل الصلاحيات، فيما أرجع مانسبته 37.77 ٪ هذه النزاعات إلى أموال التبرعات، فيما اعتبر 15.55 ٪ منهم أن السببين لا يختلفان عن بعضهما.
73 ٪ لا يرون أن هناك اهتماما فعليا بتطبيق الشرع في المجتمع و55 ٪ منهم ضد صلاة المرأة في التراويح
يرى ما نسبته 73.33 ٪ من الأئمة أنه لا يوجد اهتمام فعلي من قبل وزارة الشؤون الدينية في تطبيق الشرع داخل المجتمع، بالرغم من أن كل التركيز يتمحور في خطب الجمعة على قضايا المجتمع بنسبة 75.55 من المائة، فيما تحتل القضايا السياسية 17.77 من المائة.من جهة أخرى، عبّر 55.55 ٪ من الأئمة بأنهم ضد أداء المرأة لصلاة التراويح، وهذا من خلال الفوضى التي تحدثها النساء ومساهمتهن في عدم تركيز المصلين.