20 مليار سنتيم… من أجل مشاهدة مزرعة في 5 جويلية على المباشر!

لا يختلف الكثيرون على أن بطل مباراة أمس بين “الخضر” والبوسنة هي أرضية ملعب 5 جويلية التي كنا نعتقد أنها ستكون وسيلة لإنجاح احتفالية خمسينية الاستقلال، لكن العكس هو ما حدث، فقد شاهدنا مهزلة حقيقية وأبانت المباراة الودية عيوب الملعب الذي بدا أنه يصلح لكل شيء إلا لكرة القدم، وهو ما ظهر جليا طيلة 90 دقيقة، حيث لم نشاهد إلا بركا مائية وحفرا ترابية و22 لاعبا من دون أن يستمتع الجمهور الغفير بالكرة النظيفة… وضعية ملعب 5 جويلية الكارثية تقودنا مجددا للحديث عن مصير الأموال التي أنفقت من أجل تهيئتها، لاسيما وأن القيمة التي رصدت لترميمها تتعدى 20 مليارا، لكن هذه الأموال يبدو أنها ذهبت أدراج الرياح، والأكثر من ذلك أن أرضية ملعب 5 جويلية ازدادت سواء وجعلت الجزائر مسخرة للعالم الذي شاهد هذه المسرحية على المباشر، وكان الأجدر على مسؤولي “الفاف” وحتى المسؤول الأول عن العارضة الفنية وحيد حليلوزيتش أن يأخذوا بعين الاعتبار حالة الملعب بعد سوء الأحوال الجوية، لكن لا حياة لمن تنادي، حيث إن المدرب البوسني أصر على احتضان المواجهة بالعاصمة رغبة منه في إنجاح العرض مع الدعم الجماهيري الكبير، على خلاف ملعب تشاكر بالبليدة الذي ارتبط اسمه بالنجاحات التي سجلها المنتخب خلال الثلاث سنوات الأخيرة. ملعب 5جويلية الذي تحول من ملعب الجوهرة إلى ملعب “المسخرة” للجزائرين لم يكن يوما مكانا لصنع الإنجازات، بل إن اسمه ارتبط مؤخرا بحالة أرضيته الكارثية التي لا تصلح حتى لاحتضان مواجهات ما بين الرابطات، ونتذكر جيدا كيف كانت بطلة لفضيحة المنتخب الكاميروني الذي رفض المجيئ لمواجهة منتخبنا قبل أن يضطر لاعبو “الخضر” لخوض مباراة تطبيقية بينهم على أرضية كانت مشابهة تماما لأرضية أمس.