إعــــلانات

27 “فيديو” على هاتف الشهيد تكشف سر الجريمة!

27 “فيديو” على هاتف الشهيد تكشف سر الجريمة!

كشفت التحقيقات الأمنية والقضائية في قضية مقتل الشاب المغدور “جمال بن اسماعيل” ذي 37 ربيعا، عن وقائع خطيرة وخبايا عديدة فكّت لغز الجريمة النكراء التي كانت ساحة “الأربعاء ناث إيراثن” مسرحا لها، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي محل ترويج واسع لها في نفس الوقت.

إذ تبين أن الجريمة حبكتها أيادٍ خارجية، بالتنسيق مع بعض المتهمين الموقوفين، الذين اعترفوا بانتمائهم للحركة الإرهابية الانفصالية “ماك” التي يقودها المتهم الفار “فرحات مهني”، والرئيس الوطني لحركة “ماك” الانفصالية على مستوى منطقة القبائل المدعو “بوعزيز آيت شبيب”، على غرار المتهم الرئيسي المدعو “م.شعبان” المحرّض على قتل الضحية جمال بن اسماعيل، الذي ظهر أن له مكانة عالية وسط الحشد، حيث كانوا يستمعون له ويأخذون بتوجيهاته وهو يصعد فوق سيارة من نوع “كليو” وقام بإلقاء خطاب عليهم.

واعترف المعني بأنه ينتمي إلى حركة “الماك”، كما كشف التفتيش الإلكتروني لهاتفه بأنه على اتصال بأشخاص لهم علاقة مباشرة برئيس تنسيقية الحركة الإرهابية “الماك” بمنطقة “الأربعاء ناث إيراثن” المدعو “موالك محند أو بلعيد”، هذا الأخير بعد توقيفه اعترف بانتمائه لنفس الحركة الإرهابية منذ 2012.

الشهيد جمال قام بتصوير عناصر من “الماك” لدى اعتدائهم على سيارات ونزع لوحات ترقيمها لإيهام الرأي العام المحلي بوجود مؤامرة ضدهم

أما عن ملابسات وأسباب قتل جمال بن اسماعيل، فقد تبين أن الضحية كان يحوز على “فيديوهات” موثّقة لتحركات مجموعة من الأشخاص اعتدوا على سائق سيارة من نوع “كليو كومبيس” ومرافقيه بعد نزع لوحة ترقيم المركبة ثم تحطيمها.

وقائع القضية كانت في الفاتح من شهر أوت 2021، في أعقاب اندلاع حرائق مهولة بعدة غابات عبر مختلف أنحاء التراب الوطني، منها التي شهدتها ولاية تيزي وزو، أين شهدت الأخيرة هبة تضامنية من مختلف الولايات، غير أنه بتاريخ 11 أوت 2021، شهدت منطقة “الأربعاء ناث إيراثن” جريمة قتل راح ضحيتها المدعو “جمال بن اسماعيل” ذو 37 ربيعا، المنحدر من مليانة في عين الدفلى، حيث قام مجموعة من الأشخاص بإزهاق روحه والتنكيل بجثته حرقا وبتر بعض أعضائها، وهي الجريمة التي كانت محل تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن خلال استغلال كل “الفيديوهات” محل التداول، والتي تم توثيقها بمسرح الجريمة، وتمكن المحققون من تحديد هويات الفاعلين، وتم توقيف 6 أشخاص يشتبه بضلوعهم في قضية الحرائق، ويتعلق الأمر بالمدعو “س.حسان”، “آ.وليد”، “ط.محمد أيمن”، “ش.نبيل”، “ف.الياس” و “م.فؤاد”.

وأسفرت التحريات في إطار سماع الموقوفين، عن بعض النتائج، كما جرى استغلال هاتف نقال الضحية جمال بن اسماعيل، بعد إخضاعه للخبرة، وتم استرجاع 27 مقطع “فيديو” قام الشهيد بتسجيلها لتوثيق مساره ابتداءً من خروجه من مقر إقامته بمليانة قصد المشاركة في مساعدة سكان منطقة تيزي وزو في إخماد الحرائق.

وفي أحد “الفيديوهات” التي وثّقها الشهيد جمال، تم العثور على مقطع صوره الضحية في حدود الساعة الرابعة وعشرون دقيقة، برفقة حشد كبير من الأشخاص، قاموا بالاعتداء على شخصين كانا على متن مركبة من نوع “رونو كليو كومبيس”، مع تحطيم زجاجها بعد إخراج السائق ومرافقيه بالقوة، ونزع لوحة الترقيم لكي تتوافق مع ما قاله المشتبه فيه “م.شعبان” بأن هناك أشخاصا على متن سيارات من دون ترقيم يقومون بإضرام النيران عمدا في المنطقة.

أحد عناصر “الماك” تفطن لتواجد الشهيد جمال وقيامه بالتصوير فحرّض الحشود الغاضبة عليه واتهمه بالتورّط في الحرائق

وضمن نفس “الفيديو”، فإن الضحية قام بتسجيل كل تحركات هذه المجموعة التي نفذت الاعتداء، رغم تواجد عناصر الشرطة، فتفطن له شخص يرتدي بدلة رياضية وقميصا رماديا مكتوبا عليه باللغة الفرنسية DSQUARED2 ICON، وكان يضع كمامة زرقاء وقبعة، وبيديه حجارتين، هذا الأخير تقدم نحو الضحية وخاطبه “فيلمي فيلمي”، فرد عليه الضحية “راني مع صحابي هنا يا خو”، وفي نفس المقطع استفسر ذلك الشخص من الضحية عن سبب تواجده في عين المكان، وراح يتهمه بإضرام النيران، ثم راح يصرخ وينادي بأعلى صوته من أجل لفت انتباه الحشد الكبير، الذين قاموا بالاعتداء على الشخصين قبلا، من خلال ترديده عبارة “نتوما واش ديرو هنا، راكو تحرقو، ارواحو ارواحو”، رغم محاولة جمال بن اسماعيل تهدئته، ومن ثمة توقف التسجيل.

وفي نفس الصدد، تم التوصل إلى عدة “فيديوهات” تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أين ظهر الضحية داخل سيارة الشرطة بساحة مقر أمن الدائرة محاصرا بجمع غفير من شباب المنطقة، أين تمكنوا من الدخول إلى المركبة والاعتداء عليه، وترهيبه مع تفتيشه وسلب ممتلكاته، “وثائقه الشخصية، هاتف نقال، ومفاتيحه”، ثم إنزاله من السيارة، واشتركوا في ضربه ثم جرّه على الأرض إلى غاية ساحة “عبان رمضان”، أين تم حرق الجثة والتنكيل بها، بعدما تداولوا على ضربه وركله وهو جثة هامدة، وتزايد عدد المعتدين الذين اقتحموا مقر الدائرة، ولم تتمكن قوات الشرطة من السيطرة على الوضع، رغم محاولتهم تخليص الضحية من قبضة المعتدين، حيث باستغلال “الفيديوهات” تم تحديد هويات المشتبه فيهم وتوقيفهم.

ولدى سماع المشتبه فيه “م.شعبان”، أنكر علاقته بقتل الضحية، رغم أنه ظهر في “الفيديوهات” وهو يقتحم سيارة الشرطة، ثم تفتيش الضحية، مع ركله والاستحواذ على وثائقه وجهاز هاتفه، وتحريضهم، كما ظهر أنه له مكانة عالية وسط الحشد، حيث كانوا يستمعون له ويأخذون بتوجيهاته وهو يصعد فوق سيارة من نوع “كليو”، وقام بإلقاء خطاب عليهم، حيث صرح بأنه تم سرقتهم منه لحظة إظهارهم إلى الحشد.

رابط دائم : https://nhar.tv/GFNMK
إعــــلانات
إعــــلانات