30 جريحا بعـد «معـــارك» بالعصي والبنادق بين فلاحين من الوادي وآخرين بخنشلة

تجددت، أول أمس، المواجهات بين فلاحين عبر محيطات منطقة البيخر أقصى حدود تراب ولاية خنشلة جنوبا مع ولاية الوادي وآخرين من محيطات تراب بلدية بن قشة شمال ولاية الوادي، لليوم الثالث على التوالي، أين تعرض عدد من مستغلي الأراضي الفلاحية من سكان بلدية أولاد رشاش، للضرب المبرح بالعصي ومحاولة تجريدهم من عتادهم الفلاحي بالقوة وقيامهم بردم عدد من الآبار الارتوازية وتحطيم علامات رسم معالم القطع الأرضية المزمع توزيعها من قبل سلطات ولاية خنشلة على الشباب العاطل في إطار برنامج تنمية المناطق الصحراوية التي رصد لها مبلغ يفوق 3500 مليار سنتيم، قبل أن يتمركزوا بعيدا في عرض الصحراء داخل الشريط الحدودي لولاية خنشلة مع ولاية الوادي. «النهار» حضر عمليات الاستنفار والتحضير للهجوم المضاد من قبل فلاحي منطقة البيخر من سكان بلدية أولاد رشاش، أين تقاطرت الجموع الغاضبة على متن سيارات رباعية الدفع من حدب وصوب في عرض الصحراء الواسعة، قبل تنفيذ عملية الانطلاق صوب جماعات الفلاحين المسلحين القادمين من ولاية الوادي في الجهة المقابلة بقوافل من السيارات يعلوها الفلاحون الذين تسلحوا بدورهم بالعصي والهراوات وقضبان الحديد والمعاول في مشهد مرعب يستحضر صور حركة المهربين أو قوافل الثوار في عرض صحاري ليبيا قبل الإطاحة بنظام معمر القذافي . وكانت هذه المواجهات العنيفة جدا بين فلاحين من دائرة أولاد رشاش شرق خنشلة في عرض المناطق الفلاحية بمحيطات البيخر التي تبعد عن مقر عاصمة الولاية خنشلة بنحو 140 كلم جنوبا وآخرين من محيطات منطقة بن قشة بولاية الوادي، على خلفية قيام فلاحين من ولاية الوادي بتخريب بعض المنشآت وقطع من العتاد الفلاحي وبعض الآبار في محاولة منهم للاستيلاء على تلك الأراضي الواقعة بتراب ولاية خنشلة بدعوى أنها ضمن أملاكهم أسفرت حسب بعض الفلاحين العائدين إلى بلدية أولاد رشاش من موقع الأحداث خلال اتصالهم بـ «النهار» عن أزيد من 20 جريحا 6 منهم من سكان خنشلة. المواجهات العنيفة جدا- يضيف أصحاب الأرض– جاءت بعد محاولة فلاحين من ولاية الوادي المتاخمين لحدودها مع ولاية خنشلة استغلال أراضي فلاحية داخل محيط البيخر الواقع بتراب ولاية خنشلة، أين باشرت المصالح المعنية فيها بتحديد معالم الأراضي الفلاحية المزمع توزيعها على الشباب العاطل من بلديات بابار وأولاد رشاش وتازقاغت في إطار برنامج الاستثمار الفلاحي في المنطقة الجنوبية من الولاية، والتي أعطى وزير الفلاحة إشارة انطلاقها خلال زيارته العملية للمنطقة مؤخرا. وقد تم نقل الجرحى وعددهم 13 من فلاحي ولاية الوادي و6 من ولاية خنشلة، إلى أقرب المؤسسات الاستشفائية للعلاج، فيما سارعت مصالح الدرك الوطني إلى التدخل ومراقبة الوضع للحيلولة دون تجدد المواجهات، فيما طالب الفلاحون المستهدفون فوق أراضيهم في هذه المنطقة الصحراوية مترامية الأطراف من تراب ولاية خنشلة على طول مساحة 85 كلم طولا وأزيد من 15 كلم عرضا من حدود ولاية الوادي داخل عمق تراب ولاية خنشلة من جميع السلطات المعنية محليا ومركزيا ومن رئيس الحكومة ووزير الفلاحة تحديدا التدخل العاجل وبأسرع وقت ممكن، لوقف هذه التهديدات المستمرة من قبل فلاحي ولاية الوادي لأراضيهم وأملاكهم، وذلك بترسيم الحدود بدقة بين الولايتين، قبل أن تنفلت الأمور وتخرج عن السيطرة مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن أرضهم وسيدافعون عنها بأملاكهم وأرواحهم مهما كلفهم الأمر. للإشارة فقد كان لنا لقاء مع رئيس بلدية بن قشة من ولاية الوادي قصد أخذ رأيه في هذه الأزمة الجديدة المتجددة، إلا أنه رفض التصريح أو الإدلاء بأي معلومات.