إعــــلانات

أن يغدو كل الرجال على هذه الحال سنعيش السعادة والسلام

أن يغدو كل الرجال على هذه الحال سنعيش السعادة والسلام

تحية طيبة وبعد تأكد أخي القارئ أن وجودك لم يكن عبثا، وأنك لم تُخلق لتكون مُهمشا أو صدفة ولدها القدر، بل خُلقت لغاية سامية وعظمى، خلقت لكي تكون عنصرا فعّالا في مجتمعك وذا قيمة، خلقت لعبادة المولى عز وجل والدخول في جنانه بإذنه تعالى، فلا تستمع إلى من ينقص من قدرك ويحط من شأنك، كن رقما يصعب تجاوزه، وكن في المقدمة دائما، واجعل لنفسك مقاما بين البشر يذكرونك فيه بعد رحيلك عنهم.لقد تميّز مجتمعنا بفئات بين الناس، أفراد لا يقبلون إلا بوظيفة مرموقة وبمنصب وجاه، وهم يتسكعون مع رفقاء السوء بين إضاعة الوقت والسذاجة، منذ متى أصبحت الحياة محسنا كبيرا يُوزع العطايا على البائسين؟، لن تشعر بعلو مكانتك وقيمتك ما لم تتحصل عليها بقوة الإرادة والإصرار والتعب والمشقة، فالإنسان طاقة كامنة وقوة هائلة تؤهله لفعل كل ما يصبو إليه، كل ما يلزمك هو نفض الغبار عن خبايا ذاتك والكشف عن أسرارها.أغلب الرجال يعشقون التميّز والسلطة والقيادة، وطبيعة آدم تقتضي ذلك ولكن، مهلا يا آدم، ليس على حساب الآخرين واستحقارهم، وليست من الرجولة أن تهمش من حولك لترتقي فوق أكتافهم، تحت شعار أنا ومن بعدي الطوفان، مكانتك بين الناس تفرضها باحترامك للغير وتقديرهم وليس بسرقة الأضواء منهم وتسليطها عليك، وإخماد بريقهم.كثير منا خاض تجارب في هذه الحياة، وهي أمر لا بد من حدوثه، شئنا أم أبينا، كل إنسان معرض لأنواع الصدمات والمفاجآت والمُنعطفات في حياته، هناك من تعلم واستفاد من تجاربه وزادته قوة وإصرارا وتحملا في مواجهة الحياة، فلم يهتم بالنتيجة بقدر ما استفاد منها فعلمته وجعلها كوقود يزوّد به عزمه لتقبل الأمور ومواجهة الصعاب، وهناك من توقف عند أول تجربة له، وحكم على نفسه بالفشل واليأس والانهزام، فأغلق كل نوافذ الأمل وأعلن الحداد، فألقته في ذلك الكهف المُظلم، حيث لا أمل يشعر به ولا بصيص نور يبصره.دع الحب يأتي إليك، لا تبحث عنه، فهو والموت وجهان لعملة واحده، كلاهما يأتيانك بلا سابق إنذار ولا مفر منهما إن أرادا أن يأتياك، فالحب ليس مسابقة لجمع أكبر عدد ممكن من النساء لتتباهى بعلاقاتك وقصصك الغرامية، هو أسمى من ذلك وأقدس، تحكم بعواطفك قليلا وكن صادقا مع نفسك.لماذا نُحمّل أنفسنا فوق طاقاتها؟، لماذا نجامل الآخرين على حسابنا؟، لماذا نبتسم في وجه عدونا حاضرا ونمقته غائبا؟، كل ذلك من أجل أن يمدحك ذاك وتُعجب بك تلك، لماذا لا نتعامل ببساطة، فالبساطة تكسب قلوب من حولنا من دون أن نشعر؟، فعش بسيطا تعش سعيدا.الأبوة شيء عظيم وحمل ثقيل، لا يستطيع تحمله إلا من امتثل بالمعنى الحقيقي للرجولة والاستقامة، هذه أمانة عظيمة أيها الأب ستسأل عنها يوم القيامة عند الخالق، أصبح الأمان والطمأنينة والاستقرار النفسي ثروات لا تقدر بثمن في زمننا، امنحهم لأبنائك وبناتك، حاورهم وتبادل الآراء معهم والتف حولهم دائما، فالأب هو السفينة والربان، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، فكن خير والد لأبنائك.

شفيقة/ خنشلة

 

رابط دائم : https://nhar.tv/ZeaUD