سأنبش قبر والدتي لأحرق عظامها في الدنيا قبل الآخرة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا شاب في العشرين من العمر، تشجعت كثيرا من أجل البحث عن والدتي، لأن المرأة التي تكفلت برعاتي لم تكن إلا سيدة مُحسنة، فعلت ذلك لوجه الله، علما أنها منذ طفولتي أخبرتني بالحقيقة، ولم تزرع في قلبي أبدا أي نوع من الكره أو الضغينة تجاه من أنجبتني، بل كانت تلتمس لها الأعذار وتحثني على البحث عنها عندما أصبح شابا . كانت حياتي مفعمة بالحب والرعاية، إلا أن الشعور بالنقص كان يلازمني، لكنه لم يمنعن من الدراسة والتفوق بل التميز في الجامعية حيث أدرس منذ سنتين، في الوقت نفسه كنت أفتش عن والدتي من مكان إلى آخر، فكلما أشع الأمل وإن كان ضئيلا تشبثت به، وبقيت على نفس الوضع منذ خمس سنوات، حتى توصلت إلى حقيقة مُرة تمنيت الموت قبل إدراكها، لأن والدتي لم ترتكب ذنب الفاحشة لكي تنجب طفلا مجهول الهوية، بل أقدمت على صنيع يهز عرش الرحمان ويزعزع أركانه.. وهذه حكايتها:لقد ماتت والدتي بعدما شنقت نفسها، لأن والدتها وأخوتها ضيقوا عليها كثيرا، بعدما تسببت في سجن والدي الذي قتل شقيقه، فالقتيل عمّ والدتي في نفس الوقت والدي، لقد أقدمت على هذا الفساد في سن الثلاثين كانت ناضجة ولم يرغما شريكها على ارتكاب هذا الفعل أبدا.بعدما أنجبتني تخلصوا مني أخوالي وجدتي بتركي في المستشفى، أما ابنتهم (أمي) فظلت مسجونة في بيت أهلها حتى نفد صبرها فشنقت نفسها، لكي تتخلص من عذاب الدنيا بل عجلت لكي يطالها عذاب الآخرة، وقبل أن يسلط الله عليها ما تستحق، سأكون سباقا لذلك، لأني قررت نبش قبرها واستخراج عظامها لكي أحرقها فهي تستحق ذلك، سأفعل ولن أتراجع متى توصلت إلى القبر الذي أخفى عارها، فهي لا تستحق أن تُكرم بالدفن بل الإلقاء بجثتها إلى مفرغة عمومية.

ياسر/ الشرق