إعــــلانات

أحياء العاصمة لا تستجيب لحملة النظافة

بقلم وكالات
أحياء العاصمة لا تستجيب لحملة النظافة

تعرف الجزائر العاصمة  في مجال تسيير وجمع النفايات المنزلية نقائص كبيرة بالنظر الى الاوساخ المنشرة في شوارعها رغم كل حملات التنظيف التي نظمت مؤخرا في عدة احياء حسبما لاحظت واج . وتبدو العديد من أزقة و شوارع  العاصمة خاصة في الضواحي التي تنتشر الاسواق الفوضوية فيها ك”الحراش ب (بومعطي) وباب الزوار (سوق دبي  والجرف ) وباب الوادي وبوزريعة والكاليتوس وبراقي  بعيدة عن المقاييس المعمول بها للحفاظ على جمال ونظافة المحيط نتيجة  انتشار النفايات المنزلية وتناثرها في ارصفة الشوارع . وما يشد انتباه المارة  في الوهلة الاولى  مظاهر تشمئز منها النفوس كان بعاث روائح كريهة وانتشار حشرات وفئران وجرذان وحتى كلاب ضالة وقطط وهي تلتقط بقايا اللحوم المرمية من طرف تجار الاسواق الفوضوية . وعلى سبيل المثال يعاني حي مئة مسكن بمنطقة “بوحمام ” بوزريعة عدة مشاكل بيئية  كما أوضح عدد من السكان لواج نتيجة “تراكم النفايات  التي لم يتم جمعها لمدة تفوق اسبوعا كاملا” مما ادى ذلك على حد تعبيرهم الى  “بروز نقاط سوداء تضربالصحة والمحيط البيئ “. ويناشد سكان هذا الحي الجهات المعنية الى الاسراع لتدارك الوضع بجمع  ونقل النفايات وتطهيرالمحيط حفاظا على البيئة وعلى صحتهم .  من جهتها تعاني عدة مناطق بباب الزوار خاصة في “سوريكال والجرف” من  انتشار الاسواق الفوضوية التي تتسبب في تراكم  النفايات بكميات كبيرة في  الشوارع وفي المساحات الخضراء . وقد خصصت مؤسسة “نات كوم” لهذه المنطقة بالذات 43 شاحنة وجندت 300 عون نظافة كما ذكر احد اعوان المؤسسة الذي قدر من جهته كمية النفايات التي تفرز يوميا في احياء هذه البلدية  ب 350 طن. 

العمل على تعميم استعمال حاويات ضخمة لجمع وفرز النفايات   

في هذا الاطار اوصت السيدة حورية أولبصير عضوة لجنة الصحة و النظافة و البيئة للمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر في تصريح لواج بضرورة التفكير في “وضع حاويات ضخمة في الاحياء والتجمعات السكانية لجمع النفايات”. وأشارت السيدة اولبصير الى المشروع النموذجي الذي انطلق بحي دالي ابراهيم حيث وضعت حاويات صفراء خاصة بجمع النفايات الجافة وحاويات  خضراء للنفايات  الرطبة . وشددت  نفس المسؤولة على أهمية انشاء مؤسسة جديدة ‘اكسترانيت في أفريل  الماضي لتكمل دور مؤسسة “نات كوم” التي انشئت في 1995 لتطهير 29 بلدية من ضمن 57 بلدية على مستوى الولاية . وأبرزت في هذا الشان دور هذه المؤسسة الجديدة و التي ” ستتكفل ب 28 بلدية”  اخرى مشيرة الى أن الولاية خصصت 3مليار و600 مليون دج من ميزانياتها لدعم كل  المؤسسات المختصة في تسيير وجمع ونقل النفايات النزلية . وستشرع مؤسسة “اكسترانيت” في الخدمة في بداية جانفي 2014 حيث ستوظف ازيد من 2600 عون كانوا يشتغلون في مختلف بلديات الولاية .  وشددت أيضا على وجوب  انشاء مراكز جديدة للردم التقني تراعى فيها كل معايير الفرز الانتقائي للنفايات مذكرة بمركز الردم التقني لحميسي  “معالمة” الذي فتح مؤخرا حيث  يستقبل حاليا 100 طن من النفايات من ضمن 3500 طن يوميا من النفايات الناجمة من مجموع بلديات الولاية . والحت في نفس الوقت على ضرورة انشاء وحدات  لمعالجة وفرز النفايات كالبلاستيك و الورق والكارتون و الزجاج  مشيرة في هذا الاطار الى مؤسسة “سيجيتال” التي انئشئت مؤخرا من طرف الولاية لتقوم بالفرز الانتقائي للنفايات بمركز حميسي .

دور نات كوم  جمع النفايات وتطهيرالمدينة          

 

اما السيدة نسمية يعقوبي مسؤولة تقنية بمؤسسة نات كوم فقد ارجعت اسباب “التدهور البيئي بالعاصمة الى سلوكات الكثير من السكان الذين لايحترمون أوقات أخراج الفضلات والمحددة على الساعة ال 21 ليلا”. وقالت السيدة يعقوبي لواج أن الكثير من السكان  لا يضعون  فضلاتهم داخل السلل المخصصة لجمع النفايات موضحة بانه تم منذ 2004 الى حد اليوم اقتناء أزيد من 35 الف سلة. غير ان معظم هذه السلل التي تكلف ما بين 7000 و35000 دج للسلة الواحدة تتعرض للسرقة أوالتمزيق والاتلاف حسبما لاحظته واج في عدة احياء من  العاصمة .  وتجند “نات كوم ” يوميا 5500 عون في المتوسط و350 شاحنة لجمع النفايات ونقلها الى مركز الردم التقني لأولاد فايت لحد الان. و قدرت السيدة يعقوبي كمية النفايات الفرزة يوميا في 29 بلدية  ب 2000 طن يوميا وهي ترتفع بنسبة 40 بالمئة في رمضان و الاعياد. وقدرت عدد “النقاط السوداء التي تزول أحيانا وسرعان ما تعود من جديد جراء تصرفات بعض المواطنين وتجار الاسواق الفوضوية ب 205 نقطة “. من ناحيته دعا السيد ناصر جابي مختص في علم الاجتماع كل  الجهات المعنية للمساهمة في عمليات التحسيس والتوعية للتمكن من ترسيخ ثقافة وتربية بيئية لدى الاجيال الصاعدة للحفاظ على نظافة المحيط  في المستقبل. وقال السيد جابي ان الجزائري “نظيف عندما يسافر خارج الوطن وفي بيته لكنه تعود ان يرمي بفضلاته في الشارع نتيجة سلوك اللامبالاة الذي ترسخ لديه “قائلا ان “اكتساب تربية و ثقافة بيئية هي مسالة وقت فقط”. في حين دعت طبيبة مختصة في الامراض التنفسية بالمستشفى الجامعي بابن مسوس الى ضرورة تدارك الوضع البيئي المتدهور بتحسين وسائل وطرق جمع وفرز النفايات المنزلية   مرجعة اسباب انتشار بعض امراض الجلد والامراض التنفسيية كالحساسية والربو الى التلوث البيئي جراء انتشار النفايات في الشوارع والارصفة .

رابط دائم : https://nhar.tv/2cuJn
إعــــلانات
إعــــلانات