غلق المكتبة الوطنية بالحامة بسبب غازات سامة غريبة!
مسؤولو المكتبة حاولوا إبقاء الموضوع سرا ووالي العاصمة أمر بغلقها تحفظيا
إصابة ثلاثة موظفين بتشقق في الرئتين وحالات ”إغماء” و”خوف” وسط 400 عامل
أمر والي ولاية الجزائر محمد لكبير عدو بغلق ”مؤقت” للمكتبة الوطنية المتواجدة بالحامة لمدة 10 أيام، وذلك ابتداء من 25 جوان إلى غاية 6 جويلية 2013، بعد استشارة وزيرة الثقافة خليدة تومي وتوجيهات المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي، التي باشرت بإجراء التحاليل المخبرية المتعلقة بتسرب روائح غازية ”غريبة” داخل أرجاء المكتبة منذ 12 ماي 2013. علمت ”النهار” من مصادر موثوقة بالمكتبة الوطنية للحامة أن والي ولاية الجزائر محمد كبير عدو أمر بغلق ”مؤقت” لمكتبة الحامة، على خلفية رفض 400 موظف دخول المقر ومزاولة عملهم، بعد استنشاقهم روائح غازية غريبة ومجهولة المصدر، فيما ذكرت المصادر ذاتها أن العمال تعرضوا لنفس الأعراض الشبيهة بأعراض الحساسية المتقدمة، والمتمثلة في شعورهم بـالدوار، الحكة، العطاس، الاكزيما والتهاب الجلد وضيق في النفس، حيث تم تسجيل إصابة ثلاثة حالات بما يعرف بانفتاح أو انشقاق الرئتين. وحسب النتائج الأولية للتحقيق الذي باشره المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي، فإن الروائح المنبعثة بأرجاء المكتبة هي غاز ”كاربيرون”، من دون تقديم تفاصيل أخرى عن القضية. وحسب نص الإعلان الذي قامت بنشره إدارة المكتبة الوطنية الجزائرية التابعة لوزارة الثقافة والذي تحصلت ”النهار” على نسخة منه، والموقع من قبل الآمر بالصرف بالمكتبة ويحمل ختم الوزارة الوصية، فإنه وفي انتظار صدور نتائج التحاليل المخبرية المتعلقة بتسرب الروائح الغازية المجهولة المصدر، فإنه تقرر بصفة استثنائية غلق مصالح إدارة المكتبة الوطنية لمدة 10 أيام، وذلك ابتداء من 25 جوان إلى غاية 6 جويلية 2013، على أن تظهر النتائج الأولية يوم 7 جويلية القادم.وقالت مصادرنا إن الفرع النقابي للمكتبة الوطنية للإتحاد العام للعمال الجزائريين، قد أبلغ كافة العمال بتاريخ 30 ماي الفارط، أنه نظرا لعدم صدور نتائج التحليل الخاصة بروائح الغاز المتسرب داخل أرجاء المكتبة، تقرر في الجمعية العامة المنعقدة في يوم الثلاثاء 28 ماي الفارط، عدم الدخول إلى مبنى المكتبة ابتداء من تاريخ 2 جوان الفارط إلى غاية ظهور نتائج التحاليل، وعبّر الفرع النقابي عن قلقه إزاء تأخر الإدارة في مباشرة التحاليل اللازمة، متمنيا أن تكون غير مضرة بصحة العمال والطلبة. وجاء هذا القرار خلال اجتماع أعضاء الفرع مع الأمينة العامة لوزارة الثقافة بمقر الوصاية، بعدما فشلت محاولات مدير المكتبة لتهدئة الموظفين الذين رفضوا الدخول إلى مبنى المكتبة ومزاولة عملهم، ابتداء من تاريخ 2 جوان الفارط، مما استدعى تدخل والي ولاية الجزائر بأمر من وزيرة الثقافة خليدة تومي، من أجل إيفاد لجنة تحقيق إلى مبنى المكتبة الوطنية، وتنقلت فرق من الحماية المدينة لمعاينة المطعم الداخلي الذي كان المصدر الأول لانبعاث الروائح الغازية، إلى جانب فرقة مختصة لشركة ”سونلغاز” و”سيال”، والتي برأت ساحتها حول مصدر الروائح ”الغريبة”، فيما قامت مؤسسة نفطال بغلق مؤقت لمحطتي الوقود المتواجدتين بمحاذاة مقر المكتبة الوطنية كإجلاء ”احترازي”، إلى غاية إنتهاء المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني من إجراء التحاليل المخبرية للكشف عن مصدر الروائح. ولدى تنقل ”النهار” أمس إلى مقر المكتبة والتجول في أرجائها، رصدنا انتشار روائح غريبة منبعثة من الأرضية وفي كافة أرجاء وزوايا المكتبة.