مركز سيدي موسى.. جوهرة رياضية بمقاييس دولية في خدمة المنتخبات الوطنية

يعتبر المركز التقني الوطني للاتحادية الجزائرية لكرة القدم الواقع بمنطقة سيدي موسى وسط طبيعة ساحرة، والذي دشّنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تحفة معمارية كانت الكرة المستديرة الوطنية في حاجة ماسة إليها منذ مدة طويلة. وأنشئ هذا الصرح الرياضي، تبعا لقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شهر ديسمبر 2003 نظرا للحاجة الملحة التي تتطلبها المعايير الدولية لتكوين لاعبين شبان وبروز نخبة كروية قادرة على التمثيل المشرف للجزائر في المحافل الدولية. ويعود تاريخ مركز سيدي موسى إلى السنوات الأولى للإستقلال، حيث كان يقصده لاعبون مميزون، لما كانوا يلقبونه بـ“القصر” على غرار حسان لالماس، رشيد مخلوفي، مصطفى زيتوني، محمد معوش، سعيد عمارة والإخوة سوكان، وتم بعث المشروع سنة 2002 من قبل المدير الحالي لهذا المركز، حميد حداج، عندما وضعت “الفاف” مخططا لإعادة بناء كرة القدم الجزائرية التي أصبحت في حاجة إلى مرافق رياضية تتماشى والمقاييس الدولية، كي تمنح نفسا جديدا لهذه الرياضة في الجزائر التي كانت تعاني في ذلك الوقت. وأعيد ترميم “القصر“، المترامي الأطراف على أرضية تقدر بـ8ر5 هكتار، بعدما عانى الويلات خلال العشرية السوداء. وتتوسط هذا البناء المعماري الساحر مساحة أرضية تقدر بـ300 هكتار وتلتف حوله بساتين ومساحات خضراء تسرّ الناظرين.
يتكون من فندقين فخمين وقاعة بيداغوجية بكامل المستلزمات
ويتوفر المركز أيضا على عدة مبانٍ للإيواء تضم ما بين 40 و64 سريرا ومطعما بطاقة 120 مقعدا، ويسمى المركز الأول للإيواء بفندق “الأفناك” ويحوي 20 غرفة مزدوجة مخصصة للفريق الوطني الأول وقاعة للعبة البلياردو وألعاب ترفيهية للاعبين. أما مركز الإيواء الثاني فيشتمل على 64 سريرا مخصصا للمنتخبات الوطنية الشابة والمواهب الشابة، إضافة إلى الأكاديميين المتواجدين بالنظام الداخلي ويتابعون دروسا مخصصة تقدم لهم من قبل حوالي 20 أساتذا، ومبنى بيداغوجي ومكتبة وأربع قاعات للدراسة، ثلاث منها قادرة على استقطاب من 60 إلى 100 طالب بالإضافة إلى قاعة محاضرات.
قسم العلاج والاسترجاع يتكون من أحدث التجهيزات الطبية
وتعتبر المتابعة الطبية للرياضيين الشبان أمرا ضروريا، ولهذا تم تزويد هذا المرفق التحضيري الكبير بمركز طبي رياضي، وهو يتكون من أحدث التجهيزات العالمية التي يعتمد عليها الطب الرياضي في إعادة تأهيل اللاعبين، هذا ويحتوي المركز الطبي على جهاز لإعادة تقوية عضلات الرياضي هي الوحيدة على المستوى الإفريقي، تقدر قيمتها حسب مسؤول المركز بـ 1.5 مليار سنتيم.
أرضية معشوشبة طبيعيا بمقاييس دولية واثنتان بالعشب الصناعي
ويتكون مركز سيدي موسى من ملعبين لكرة القدم معشوشبين اصطناعيا، وأرضية ميدان من العشب الطبيعي في حالة جيدة، وقد نالت حسب مصادر قريبة من “الخضر” استحسان لاعبي المنتخب الوطني وحتى الطاقم الفني الذين أكدوا أنها أحسن من أرضيات موجودة في أوروبا، والتي تم تمويلها من قبل الاتحادية الدولية لكرة القدم “الفيفا” في إطار برنامجها التدعيمي.
قاعتان لتقوية العضلات بمواصفات عالمية
ويضمّ المركز قاعتين لتقوية العضلات بمواصفات عالمية، تحتويان على حمام ساخن “صونا” وحوض مائي متطور(جاكوزي)، بالإضافة إلى تجهيزات عالمية تساعد اللاعب على التحضير الجيد للمواعيد الرسمية، وهو الأمر الذي استحسنه الناخب الوطني الذي أصر في كل مرة على التحضير بالمركز لما يوفره من سبل الراحة.