ديوان الحج يتـستّر عـلى نـشر أسـماء ''بارونات'' بعثة الحج
غلام الله لا يثق في قدرة مديريه الولائيين ويفضّل 10 منهم لمرافقة البعثة كل عام
أصبحت مرافقة الحجاج الجزائريين إلى البقاع المقدّسة تحت غطاء البعثة، وعلى حساب ميزانية الدولة؛ خاصة بإطارات معينين دون غيرهم، يتم اختيارهم من قبل مسؤولي القطاعات المشاركة في العملية بالتنسيق مع المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، حيث أدّى العشرات منهم مناسك الحج للمرة العاشرة على التوالي.وكشفت مصادر مسؤولة لـ”النهار” أمس، أن القائمة الإسمية لأعضاء البعثة هذا الموسم تضمّ أكثر؛ موظّفين وإطارات لدى مختلف القطاعات، يحجّون على حساب الديوان للمرة العاشرة على التوالي تحت غطاء خدمة الحجاج، في الوقت الذي لا يقومون بأي عمل ميداني في الواقع لفائدة الحجاج، بينما يشتهي كثير من الإطارات الأخرى رؤية البقاع وخدمة الحجاج.وأكدت ذات المصادر، أن 10 مديرين من الشؤون الدينية إلى جانب رئيس الديوان؛ يترأّسون قائمة وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، ضمن أعضاء البعثة التابعين للوزارة، وذلك منذ 10 سنوات كاملة، في الوقت الذي حرم معظمهم من زيارة البقاع وخدمة ضيوف الرحمن، بما أنها مسؤولية وينبغي أن تكون تكليفا وليست تشريفا. ومن بين المديرين العشرة حسب مصادرنا، المديرون الحاليون لكل من ولايات، العاصمة، مستغانم، غرداية، الشلف، قسنطينة وآخرون، فضلا عن مدير ديوان الوزارة الذي تمنح له سنويا رئاسة مركز البعثة بمكة المكرمة، حيث جعل تكرار هذه الأسماء وغيرها ضمن قطاعات أخرى؛ جعل الديوان يتحفّظ في الكشف عن قائمة أعضاء البعثة التي تم اختيارها لمرافقة الحجاج هذا الموسم وكذا المواسم السابقة.وفضلا عن حرمان باقي المديرين وإطارات الوزارة الآخرين من شرف خدمة الحجاج حسب الشعار الذي يتغنّى به القائمون على العملية-، فإن مديريات الشؤون الدينية تبقى لمدة شهرين كاملين بلا مسؤول يدير شؤونها، وهي المدة التي يقضيها الحجاج الجزائريون في البقاع المقدّسة. وتجدر الإشارة؛ إلى أن أعضاء البعثة من الإطارات والمسؤولين يتقاضون أجورهم كموظفين في صفوف أعضاء البعثة، وذلك بالعملة السعودية ”الريال السعودي”، فضلا عن الراتب الذي يتقاضونه في الجزائر مقابل المنصب الذي يشغلوه، أين كشفت ذات المصادر، أن الأتعاب التي يتقاضونها تصل إلى 50 مليون سنتيم، يتسلّمونها بالعملة الصعبة، مع العلم أن كل مصاريفهم طيلة مدّة إقامتهم في البقاع تقع على عاتق ميزانية الدولة.كما تجدر الإشارة إلى أن المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة كان قد أشار فيما سبق عبر التلفزيون الجزائري، إلى أن قائمة أعضاء البعثة الجزائرية تضمّ تجارا ورجال أعمال إلى جانب إطارات ضمن مؤسسات وإدارات عمومية.
الديوان الوطني للحج والعمرة:”قائمة أعضاء البعثة من خصوصيات الديوان ولن يتم الكشف عنها”
رفض الديوان الوطني للحج والعمرة؛ الكشف عن أسماء أعضاء البعثة الذين اختارهم هذا الموسم، لمرافقة الحجاج الجزائريين وخدمتهم في البقاع المقدسة، واكتفى بالقول أن ذلك من خصوصيات الديوان وهو غير ملزم بكشف أسمائهم للإعلام أو لأية هيئة أخرى.وقال مسؤول بالديوان في اتصال بـ”النهار”، أمس، بعدما أكد أن مدير الديوان ليس في مكتبه، إن قائمة أسماء الأشخاص الذين سيشاركون في خدمة الحجاج تبقى من خصوصيات الديوان وحده ومن أسراره الخاصة، مما يؤكد الأمر الذي كشفت عنه مصادرنا، بشأن المحاباة في اختيار الأسماء وكذا الشيء الذي يفسّر احتجاجات الحجاج بعد عودتهم من البقاع، بأنهم لم يعثروا على أعضاء البعثة حين أداء شعائر الحج؛ لأنهم لبسوا كلهم لباس الإحرام وتجرّدوا من لباس البعثة.