لا أريد أن أخسرها… ولا أطيق غيرتها
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
وبعد…
سيدتي الفاضة نور، بقلم التوتّر والحيرة، أخطّ لك ألمي وشجني، فما أقرأه يوميا لك شجّعني على أن أفرغ ما في جعبتي، علّني أجد عندك ما يعيد لي راحتي وتستقرّ له أفكاري.سيدتي نور، أنا رجل متزوّج منذ سنتين، بعد علاقة جميلة جدّا كُلّلت بميثاق غليظ، بعد حبّ كان يُضرب به المثل في صدقه وشفافيته، لكن في الآونة الأخيرة باتت هنالك نزاعات وخلافات كبيرة بيني وبين زوجتي التي أحب، بسبب غيرتها الشديدة عليّ، وحبّها للتملّك.لا أنكر سيّدتي أنني أحبّها ولا أريد أن أخسرها، لكنني في نفس الوقت لا أطيق تصرّفاتها التي أراها صبيانية أحيانا، وأنا في نفس الوقت لست أدري إن كان هذا نابع من حبّها أم نابع من الفراغ الذي تعيشه في البيت؟، فنحن وإلى حدّ اليوم لم نُرزق بأولاد، لكن والحمد لله كل شيء على أحسن ما يرام، أعلم أنها تحبّني، فهي تسعى دائماً لإسعادي بالمفاجآت السارّة ومشاعرها الجميلة، لكن شكّها ومحاصرتها لي بالمكالمات الهاتفية أثناء العمل أو حين أكون في الخارج، أمر يُشعرني بالضيق ويمدّني بإحساس رهيب لدرجة أن جعلني أراقب تصرّفاتي، لا وبل أتحفّظ حتى في علاقاتي مع الأصدقاء؛ فقط لكي لا أقع في فخ غيرتها ومأزق الشجار مع من أحب، فلا أنا أحبّ النزاعات ولا التوتّرات التي قد تكون سببا في فتور ما بيننا.سيدتي الفاضلة، أرجوك قولي لي إن كان ما يحصل بيننا أمر طبيعي؟، أم أن هنالك نوع من المبالغة؟، من فضلك أنيري دربي قبل أن ينهار بيتي.
تائه من الغرب
الرد:
أخي الكريم، لقد احترمت تعقّلك وحكمتك، وحبّك الكبير لزوجتك التي صدّقني وحسبما ذكرته عنها، فإنها تكنّ لك نفس المشاعر الطيبة ونفس الإحساس الجميل، فقط هي مرحلة وبإذن الله ستحتويها وتتمكّن من إزالة الغبار عليها.أتفهّمك وأقدّر جيدا مدى الخناق الذي فرضته عليك زوجتك، فالثقة هي أساس كل علاقة ناجحة، وأدري تماما ما لهذا الأمر من أهمية في استقرار الحياة الزوجية، فمجرد التفكير بأن من نصّبتها ملكة في حياتك تُشكّك فيك وتظنّ بك السوء ؛أمر يزعج ويفقد طعم الحياة الهنيئة، لا بل أمر يجعلك دائم التوتّر، لكن مادام الحب قائما بينكما فلا يجب عليك أن تفقد تركيزك وتنساق وراء التوتّر الذي خلقته لديك بغيرتها وحبّها للتملّك. أخي الكريم، لقد ذكرت تفصيلاً مهما في رسالتك لا أدري لما لم تنتبه له؛ ولما لم تستغلّه في فك لغز غيرة زوجتك، فقد قلت أنّها ربما تشعر بفراغ رهيب لأنكما لم ترزقا بأولاد بعد، لكن صدقني يا أخي إن ما تشعر به زوجتك ليس فراغاً بل إحساس بالتقصير، إحساس بأنها لم تلبي لك مطلب الأبوّة وبالتالي فهي تظن أنك ستختلق لها المشكلات بسبب تأخّرها في الإنجاب أو أنك ستفكّر في أخرى لتحقيق ذاك الحلم، والذي حسبما فهمت، أنك غير قلق بشأنه.أخي الفاضل، حاول أن تتقرّب من زوجتك وأن توضح لها الأمور وحقيقة موقفك من هذه النقطة بالذات، وسترى كيف أن الأمور ستنقلب رلى الأحسن.. حاول أخي أن تتحدّث معها في الأمر -أمر غيرتها-، ومن جهتك أنت، تجنّب كل عمل أو سلوك قد يثير غيرتها، اهتمّ بها وشاركها اهتماماتها، وأن تجدا يوميا ما تفعلانه مع بعض، فهذا من شأنه أن يعيد بعث الثقة في نفسيتها من جديد؛ وبالتالي تتنفّسا معا الأمل والحب الذي لم يزُل ولا ليوم بينكما.تحلّى بالرزانة والحكمة ولا تكن متهوّرا وحاورها بالتي هي أحسن، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه وما خلى من شيء إلا شانه، كان الله في عونكما وأدام المودة بينكما، ورزقكما الذرية الطيبة بإذنه عزّ وجلّ.
ردت نور