أعترف أني أخطأت في حق زوجي فكيف أستعيد رضاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي الفاضلة نور.. بقلب ينفطر ألما وروح تتنفس أملا أراسلك علّني أقتبس من صدرك الرؤوم نورا يعيد لحياتي السكينة ويكون لي الحل الذي يشفي جراح زوجي الذي أخطأت في حقه. سيدتي نور.. أنا سيدة متزوجة وأم لطفلين، كنت أعيش سعيدة إلى جانب رجل يكنّ لي الودّ والاحترام، لكن مؤخّرا أراه قد انقلب عليّ رأسا على عقب، وأعلم أني السبب.. فذات صباح طلبت من زوجي أن يأخذني في زيارة لأهلي لكنه رفض بحجة أنه يريد إتمام بعض الأمور ليتفرّغ لي بعد ذلك، لكن الشيطان أعماني ورحت ألح وألح إلى أن تطوّر النقاش وصار بيننا حديث شديد اللهجة، فسوّلت لي نفسي في لحظة غضب ورحت أُذكِّرهُ بأني من كان السبب في الراحة التي يتمتّع بها اليوم، وذلك بعد أن كان قد تعرّض لمشكل كبير أفلسه ووجد نفسه بين خيارين؛ إما تسديد ما كان عليه من ديون أو دخول السجن، وقتها لم أتردّد دقيقة وبعت كل ما كنت أملك وأنا كلي قناعة أني أضحّي من أجل سعادتي وسعادة زوجي وكذلك أطفالي، صدّقيني سيدتي حين قلت إني قمت بذلك دون أدني تفكير أو حسابات، لكن لست أدري كيف تفوّهت بتلك الحماقات التي نزلت كالصاعقة عليه؛ والتي زلزلت الأرض من تحت قدميه وأدخلته غيبوبة الصمت القاهر.. حينها فقط أدركت حجم الخطإ الذي اقترفت والذي اليوم أراه يهدّد بيتي لا وبل مستقبلي. فزوجي سيدتي ومنذ ذلك ليوم يأبي أن يحدّثني ويتحاشني حتى أنه لا يأكل من يدي، والأمر الوحيد الذي يربطه بالبيت هم الأطفال وحاجاتهم الخاصة، لا تتصوّري مدى القهر الذي أعيش، فمن جهة أنا جد نادمة على ما تفوّهت به، ومن جهة أخرى لا أعرف كيف أستعيد ثقة زوجي وحبه، أرجوك سيدتي أرشديني إلى حلّ يمكنني من تمديد جسور المودةّ بيننا من جديد، والوصول إلى قلبه الطيب الذي تسبّبت في جرحه.. فلا تبخلي عليّ من فضلك…
زوجة حائرة
الرّد:
سيدتي.. أنت حقا في موقف لا تحسدين عليه، وصدّقيني إن قلت لك إني حقا أحسّ بما تشعرين؛ فلا يوجد في الحياة ما هو أمرّ من أن تشعر المرأة بالفراغ وأنها وحيدة إلى جانب زوجها الذي تحب والذي ترى فيه الأمان والآمال… لكن سيدتي اسمحي لي إن قلت أنك سبب القهر والعذاب الذي أنت فيه، فليس من حقك أن تواجهي زوجك بذاك الماضي المرير، فبمجرد أن وجدت نفسك عاجزة على مواجهة تلك المشكلة التي في الأصل أنت وتعنّتك السبب فيها؛ أطلقت العنان للسانك ورحت تقلّبين دفتر الذكريات التي أكل عليها الزمن وشرب، فسحبت ملفا أسود في حياة زوجك، ملفا كنت قد سامحته عليه في وقتها وأوهمته بأنك قد نسيت كل شيء وفتحت معه صفحة جديدة، لكن في الواقع أنت مازلت تذكريه ووضّفتيه في وقت كان زوجك بالكاد يقف فيه على رجليه ويتخلّص من آلامه التي كسرت جناحه في يوم من الأيام، حقا هذا أمر مؤسف من طرفك سيدتي في حق زوجك الذي أنت الآن تشكين صمته ونفوره الذي يهدّد استقرارك ومصيرك معه. لكن هوني عليك أختاه، لأنه ما من مشكلة إلا ولها ألف حل، فأنت وبعد أن جرحت كرامة زوجك في الصميم؛ عليك أن تعالجيها ببلسم الحب والتودّد إليه من جديد، لذا حاولي بكل الطرق أن تزرعي الثقة في نفسه من جديد وتعزّزي من جهة ثانية الأمان الذي افتقده معك بمجرد أن أطلقت سهامك السامة التي مسّت قدره وقزّمت رجولته، فلتحدثيه ولتداعبي طيبة قلبه واطلبي الاعتذار بصريح العبارة عما صدر منك في لحظة فقدت فيها السيطرة على نفسك، لأن الاعتذار لمسة من نوع خاص تذيب جليد الغضب وتكسر حواجز الصمت والتجاهل وتعبّد لك طريق السعادة والهناء، فلتحاولي ولا تملّي من المحاولة ولا تقيمي اعتبارا لعزّة النفس في هذه الفترة، لأنه في الأول والأخير يبقى زوجك ووالد أطفالك وبإذن الله ستعود المياه إلى مجاريها بينكما. عزيزتي.. أعلم أني بالغت في بعض الكلمات لكن كان لزاما عليّ التحدّث إليك بتلك اللهجة، لأنه من الخطإ أن ننبش أوراق الماضي أو نستدعي المواقف القديمة والحرجة، وهذا ليس فقط في علاقاتنا الزوجية فحسب؛ بل على صعيد كل العلاقات الاجتماعية الأخرى، لأن ذلك يعتبر أمرا مخجلا ودليلا على ضعف الإنسان في مواجهة وتحدّي المواقف الآنية، أعانك الله أختاه وسدّد خطاك، وأتمنى أن يزرع الله بينكما المودة والرحمة السكينة من جديد.
ردّت نور