أفطر على الشربة الجزائريـة في السعودية.. كوكاكولا حرام عليّ والسعوديون ما يغلبهمش رمضان

 اتصلنا بنور الدين زكري في السعودية للحديث إليه عن تجربته الجديدة في فريق الرائد السعودي وكذلك عن أجواء شهر رمضان هناك، حيث تحدث بصراحة كعادته ولكن من دون تصريحات نارية  .

كيف تقضي أيامك في السعودية؟ 

بين العمل والعبادة، في رمضان هنا تحس بأجواء خاصة جدا في الشهر الفضيل، المساجد تمتلئ، وفي كل مكان تسمع التلاوة والنساء كلهن منقبات، هناك احترام كبير للدين الإسلامي، وتقريبا الحياة هنا ليلية، ففي النهار الجميع نائم، وهنا «ما يغلبهمش رمضان» لسببين، أولهما أنهم هادئون ومنذ وصلت لم أر مشكلا ولم أشاهد أحدا يتحجج بشهر رمضان لافتعال المشاكل، وثانيا لأن 75 بالمئة منهم ينامون إلى غاية آذان المغرب .

وأنت منهم؟

تقريبا تعودت على النوم ولكن ليس إلى هذه الدرجة، أي إلى آذان المغرب، في النهار حرارة شديدة جدا قد تصل 50 درجة، لا يمكن أن ترى مخلوقا في الخارج إلا للضرورة القصوى، شخصيا إذا لم يكن هناك عمل أفضل النوم، كما أسهر كثيرا إلى غاية الصباح وأنام.

وما أحوال فريقك الرائد السعودي؟

تقريبا عادية جدا، نحن في مرحلة تحضيرات، ولكن الإشكالية هي أن الفريق سرح أبرز لاعبيه، لم يبق سوى الشباب والعناصر التي تم ترقيتها من صنف الآمال، وكمدرب لما عرض علي تدريب الفريق أعطوني أشرطة مباريات للفريق الخاص بالموسم الماضي والذي احتل المرتبة الثامنة،وعلى فكرة سيلعب كأس الخليج، كان الأداء العام جيدا، ولكن هذا العام هناك نقص كبيرة في الخبرة والمهمة تبدو صعبة، رغم أنني مستعد لتحمل المسؤولية، لقد جلبت معي مدربا للحراس هو بوزيد ومحضر بدني إيطالي وحتى مدلكين، وما عليّ إلا العمل، علما أنني تكفلت بجلب لاعبين أجانب واحد عماني والآخر لاعب سابق في الزمالك والنادي الإفريقي.

تريد البقاء إذن لأطول فترة؟

البطولة السعودية من أقوى البطولات العربية ولا أجزم أنها الرقم 1 كما نقل على لساني، توجد ملاعب كبيرة واحتراف حقيقي وهذا يساعدني، مادمت قد جئت فالهدف أن أبقى لأطول وقت ممكن.

هل ترى أن نمط المعيشة السعودي يلائمك؟

جيد جدا، هي دولة تحترم الدين الإسلامي وهذا النمط يعجبني كثيرا، خاصة فيما يتعلق بالعبادة، ولا تنس أننا في بقعة طاهرة، وفي كل الحالات قد تلتحق بي الزوجة الكريمة وأبنائي الصغار بينما أفضل أن يبقى أولادي للدراسة في الجزائر لأن النظام الدراسي مختلف هنا ولا أحب أن أكسر وتيرتهم.

ماذا تتناول في الإفطار في السعودية؟

الشربة، نعم الشربة ودونها لا يمكننا أن أحس بطعم رمضان، يوجد إلى جانبي بوزيد مدرب الحراس ويعرف عائلات جزائرية كثيرة، تتكفل مشكورة بتمكيننا من الشربة الجزائرية التي تعتبر الأروع في العالم، وشخصيا لا يمكن أن أقضي رمضان من دونها، طبعا إلى جانب أطباق جزائرية تصلنا وتجعلنا لا نحس بـ «الغربة».

وهل تناولت المأكولات السعودية؟

توجد شربة حساء عندهم مثل «العصيدة» في الجزائر، هي طيبة المذاق ولكنها لا تعجبني كثيرا، جربتها ووجدت أن «الشربة» الجزائرية أفضل بكثير.

هل لايزال زكري يقاطع كوكا كولا؟

حرام أن تدخل بيتي، منذ أن صدرت فتوى بتحريمها، شخصيا لا أحب المشروبات الغازية أصلا وكوكا كولا لم أشرب قطرة منها منذ عشر سنوات على الأقل، خاصة لما علمت أنها أحد ممولي الكيان الصيهوني.

وماذا تشرب إذن؟

أفضل العصائر الطبيعية.

ماهي أحسن وأسوأ ذكرى لك في رمضان؟

أحسنها لما صمت أول مرة وكان عمري 7 سنوات، قاومت الحر وكل شيء وعائلتي كانت فخورة جدا بي، هذا اليوم لن أنساه طول عمري، وأسوؤها فريق لا أذكر اسمه كنت ألعب له وتم تركي وغادرت الحافلة من دوني في شهر رمضان وهذا الحادث يبقى في ذهني دائما، كما أن الذكرى السيئة الثانية يوم تمت إقالتي من تدريب فريق وفاق سطيف وأنا صائم، لم يتركونا أفطر وأبلغوني «الله يهدينا».

ماذا تضيف؟

البعض في السعودية ينتظرون مني تصريحات نارية مثلما كان عليه الحال في الجزائر وهكذا سمعت، لن أسقط في هذا الفخ، أنا لما أتكلم فذلك بصراحة وما يحز في نفسي لا أتكلم بصورة مجانية، لهذا السبب عليهم أن لا يتوقعوا ذلك، أنا هنا للعمل وحفر اسمي في هذا الفريق الشاب الذي أريد أن أواصل وأنجح معه رغم أن المهمة تبدو صعبة للغاية.

تبدو متخوفا؟

ليست مسألة تخوف ولكن البطولة السعودية قوية، لقد واجهت وديا الهلال السعودي، وأملك فكرة عن مستوى البقية، نحن نلعب بالشبان ولست من اختارهم ولكن مع هذا لن أعود إلى الخلف وسأكمل إلى الأمام مثلما تعرفونني «وديما واقفين» (يضحك).