أنصار “الخضر” متخوفون من النكسة ويؤجّلون الاحتفالات إلى لحظة النهاية

انطلق العد التنازلي لمواجهة السد الحاسمة التي تنتظر منتخبنا الوطني أمام نظيره البوركينابي، لحساب إياب الدور التصفوي الأخير لمونديال 2014، ولم يعد يفصلنا عن المشاركة في المحفل العالمي لثاني مرة على التوالي والرابعة في تاريخ الجزائر، سوى 24 ساعة فقط، لكن لا شيء يوحي في الشوارع الجزائرية أن أنصار “الخضر” ينتظرون هذا الموعد الهام والحاسم. صمتٌ وهدوءٌ رهيبان يميزان الشارع الجزائري، مقارنة بالأجواء الكبيرة والرائعة التي عاشتها معظم ولايات الوطن، قبل أربع سنوات من الآن، وبالضبط في مواجهة السد المؤهلة إلى مونديال 2010، والتي فاز بها رفقاء صاحب الهدف الوحيد عنتر يحيى أمام منتخب مصر في موقعة أم درمان، حيث غابت الأعلام الوطنية التي كانت يومها تزين عمارات وشرفات الجزائريين، وغابت معها السيارات التي كانت تجوب كل أرجاء الوطن بالرايات الجزائرية والأغاني الممجدة لأشبال رابح سعدان، ما يجعلنا نطرح عدة تساؤلات، أبرزها هل ثقة الأنصار الزائدة في قدرة المنتخب الحالي على تخطي عقبة رفقاء بيترويبا بسهولة وراء هذا الهدوء، خاصة وأن فارق هدف واحد يفصل “الخضر” عن المونديال؟ أم أن الأجواء الشاحنة التي عاشتها العناصر الوطنية في القاهرة يوم 14 نوفمبر 2009 فجّرت حماس الشعب الجزائري آنذاك؟ أم أن غياب الجزائر يومها عن المحفل العالمي لمدة 24 سنة رفع من شغف الجزائريين وجعلهم يحتفلون قبل مواجهة مصر بطرق جنونية عكس ما نعيشه اليوم؟
تفاؤل كبير يحذو “الفايسبوكيين” على عكس الشارع الرياضي
وعلى عكس الشارع الجزائري، يصنع رواد الشبكة الاجتماعية “فايسبوك” الاستثناء، بفضل الصور الكثيرة الممجدة للمنتخب الوطني، والأغاني والفديوهات، وحتى التعليقات العديدة التي يتداولونها والتي لا تخلو من التفاؤل، وثقتهم الكبيرة في قدرة “الخضر” على حسم تأشيرة التأهل، مما دفع البعض إلى الإبداع وإضافة أفكار أخرى قبل موقعة تشاكر، كما اغتنم بعض الشباب الفرصة لإكثار الأدعية لرفقاء فغولي عبر “الفايسبوك“، كما حملت الشبكة الاجتماعية في الأيام الماضية آخر الخرجات الطريفة التي تميز الجزائريين عندما تناقلت الصفحات الرياضية وغيرها دعاء جاء فيه “اللهم اجعل كل جام هدفا في مرمى بوركينافاسو“، إضافة إلى حملة تدعو أنصار “الخضر” المعنيين بالتنقل إلى ملعب المباراة، إلى قراءة سورة الفلق مباشرة عقب النشيد الوطني لطرد طلاسم المنتخبات الإفريقية.
البليدة تكسر القاعدة… والمدن الأخرى ستنفجر في حال التأهل
وصل حماس أنصار مدينة البليدة، التي ستحتضن مواجهة السد بين “الخضر” والمنتخب البوركينابي، ذروته في اليومين الأخيرين، وتجندت مدينة الورود لاحتضان فرح الجزائريين، وباشر شباب المدينة في رفع ألوان العلم الوطني في الشوارع والشرفات وحتى في السيارات، مكسرين بذلك الهدوء الذي ميز باقي أرجاء الوطن، ما جعل صور أم درمان تعود إلى الأذهان ولو نسبيا في انتظار تحقيق التأهل إلى المونديال، وبالرغم من الهدوء الذي يخيم على باقي ولايات الوطن، إلا أن التأهل سيجعل الشعب يخرج إلى الشارع والجزائر ستعيش أجواء خيالية بطبيعة الحال.