أيها الجـزائـريــون لا تنســاقوا وراء دعـــاة الفتــنــة والتحــريــض

يا من تنعمون بالأمن اليوم تذكروا سنوات التسعينات والعهد ليس ببعيد
وجّه شيوخ السلفية في الجزائر، نداء للشعب الجزائري يطالبونه بضرورة اعتزال الفتنة وعدم الانسياق وراء دعاة التحريض والفوضى، مؤكدين أن الأمن هو من أعظم النعم التي منّ الله بها على عباده، لذلك كان لابد على كل من حظي بهذه النعمة المحافظة عليها، داعين العقلاء والحكماء في الجزائر إلى إذكاء كل ما من شأنه المحافظة على الأخوة والابتعاد عن الضغينة . وجاء في بيان وقّعه 12 شيخا من مراجع السلفية بالجزائر، نشر على الموقع الرسمي للشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس، أنه «أمام هذا الوضع المقلق والحال المتأزم الذي تعيشه بعض بلاد الإسلام والذي امتدت ظلاله وظهرت إرهاصاته في ربوع الوطن، لذا يتعين على العقلاء والحكماء ممن تهمهم مصلحة العباد والبلاد نصحا للأمة واستباقا للخير فيها وصيانة لها من أدواء الانحراف ومخاطر الإنجراف، أن يذكروا أفرادها وجماعاتها بفضل الجماعة وأهميتها في حماية بيضة الدين واستتباب الأمن والحفاظ على مكتسبات الأمة». وحذّر المشايخ من جنايات الفتن وشرور الثروات التي لا تورّث إلا الفقر والجوع وتآمر الأعداء وتعطيل مصالح العباد والبلاد والتمكين لدعاة الشر ومروجي الفساد أن يقفوا بالمرصاد في وجه مبتغي الفتنة ومثيري الفوضى، ويقطعوا الطريق أمام المغرضين الشانئين لوحدة الجزائر وما تنعم به من أمن واستقرار الداعين إلى العصيان والتمرد والعودة بها إلى سنوات الجمر والهرج والمعاناة. ودعا مشايخ السلفية الذين صاغوا البيان على رأسهم، الشيخ فركوس، الجزائريين، إلى «أن يوقظوا ضمائرهم بأن هذه الثورات ليست من أساليب شريعة الإسلام في المناصحة، ولا من طرائق تغيير المنكر ودفع الظلم ودرئه إذ القاعدة الشرعية التي بها قيام مصالح الدنيا، أن الوسائل لها أحكام المقاصد وأن ما أصاب الأمة من هوان وخذلان سببه الذنوب والخطايا والتقصير في القيام بما أمر الله». وتضمن البيان، أنه «لسنا بحاجة إلى أن نحدث في جسم الأمة شروخا أو نجدد له أحزانا أو ندمي فيها جروحا بعد أن ذاقت الويلات وتجرّعت المآسي واكتوت بنار الفتن وتجذابتها سياسات العنف والخوف طيلة عهد لم يكن من السهل عليها اجتيازه، أذكروا أيها المنعمون بالأمن اليوم، كيف كنتم بالأمس والعهد ليس ببعيد». وجاء في الرسالة، «أن الناظر في أحوال أمتنا وما يجري في أوطان أهل الإسلام من أحداث متابعة ووقائع متسارعة نالت من سمعتها وعجّلت في إضعافها وجرّأت الأعداء عليها حتى تلاحقت بها الأزمات من كل جانب وصارت هدفا لكل رام وضارب، ليتضح له مدى ذلك العداء الدّفين والإتفاق الهجين، والمخطط المهين الذي يعمل أهل ملة الكفر على تمريره بدهاء ومكر وتنفيذه أحيانا بقوة وقهر في بلاد الإسلام، غرضه النيل من دين الأمة والقضاء على وحدتها ووسيلته التهوين من لزوم جماعة المسلمين والانتـظام في سلكها والإجتماع على كلمتها، والتشجيع على مفارقتها وشق عصاها ومخالفة سبيلها والإفتيات عليها فزينوا لهم باسم الحريات واسترداد الحقوق والتداول على السلطة والخروج في المظاهرات واحتلال الشوارع والساحات وتصعيد موجة الإحتجاجات وإذكاء نار الفتن.