إعزم على قطف ثمار الحسنات لتحمي نفسك من المهلكات

أيها الغافل عن قيمة وأهمية عملك وفعلك، المنغمس في مغريات الدنيا وحلاوتها، واللاهي بزينة الحياة ومفاتنها وما أكثر انتشارها في زماننا هذا، لقد طغى حب الدنيا ونما في نفوس البشر نموّا مروّعا وهداما لأسس القيم الانسانية والمبادئ السليمة التي علقت بها الشوائب وكساها ثوب المنكرات، متنوعة بفعل الرذائل والموبقات .فكثير من هو يركض وراء الملذات وزخرفتها والقليل من هؤلاء من يستفيق من غيبوبة عبوديته للمعاصي والتراجع عن مواصلة الغوص في يم الخطايا.أيها الغافل، راجع دائما تصرفاتك اليومية وراقب ميولك باستمرار مستنبطا أحكامك من ديننا الحنيف، واستند في أفعالك وأقوالك إلى الضمير الحي الناهي عن المنكر والآمر بالمعروف، واسلك دربك في سبيل طاعة الله تعالى.نحن نعلم أن المحيط غارق في مستنقع الاعوجاج، محاط بمحطات المعاصي، لكن هناك مساحات النقاء والصفاء فعليك اللجوء إليها للبحث عبرها عن محطات الصلاح والخير المؤدية الى طريق النجاح والتقوى، فيجب عليك أن تتصفح كل يوم دفتر أعمالك وتأمله وادرسه بكل حذافيره، حتى تغربل أفعالك مستندا في ذلك على الوعي والإدراك لتتفادى الأخطاء الدنيئة حتى لا تتكرر مرة أخرى، ولتكون عبرة لك ودرسا لا ينسى.فاغتنم ساعات عمرك وحاول مجاهدة النفس بتجنب فعل المحرمات والتفكير الدنيوي وعدم اتباع خطوات الشيطان، وذلك بمطالعة الكتب والجرائد القيمة المزودة بالعلم النافع وصحبة الأخيار من البشر والابتعاد عن رفقاء السوء.أيها الغافل لا تتأثر بمفاتن الحياة، فهي مفسدة للنفس ومرهقة للروح ومضيعة للوقت، وتكاسل عن ممارسة الأوامر الدينية ومورثة للخمول والنسيان.إذن، استقبل أيامك ببذل ما في وسعك في تخطي المعاصي وغض البصر عنها، واعزم على عدم ارتكاب السيئات حتى تقطف ثمار الحسنات وتنجو بنفسك من المهلكات.
ابنة الهضاب/ نادية واحدي