إقرا واعتبر…ما ضاع حق وراءه طالب

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: إخواني القراء، رغبت فيس المشاركة من خلال هذا الركن كي أفضي بوجعي، وحتى يدرك الجميع أن الحق لا يضيع أبدا وعنده صاحب أولى به .
أنا ابن عائلة جزائرية متكونة من ثلاث بنات، تزوجن وكل منهن شقت حياتها، شقيقي الأصغر بلغ الخمسين من عمره ولم يتزوج، لأنه انشغل عن نفسه بمتاع الدنيا وبهارجها، أما المتحدث فاحتل المرتبة الثانية بعد أختي الكبرى، تزوجت ورزقني الله بالذرية، ما حدث قبل سنوات وبعد وفاة والدي ثم والدتي، أن أكبرنا سنا أوكلت لنفسها مهمة تقسيم الإرث، فاستدعت الجميع سواي، وقامت بتقسيم مال والدي المودوع في البيت، لأن المرحوم لم يكن يحبذ التعامل مع البنوك وغير ذلك، وفعلت نفس الشيء بالنسبة لمجوهرات والدتي رحمها الله، أما البيت العائلي فقد جعلته من نصيب الأخ الأصغر، وقالت أن الجميع مستقر في بيته، والأحرى بنا التنازل له عن هذا العقار.
لقد فعلت ما يحلو لها، حرمتني من حقي لسبب واحد، أنها وزوجتي في اختلاف على طول الخط، ولا واحدة منهما تحب الأخرى، وحتى أشهد بالحق، فإن زوجتي امرأة مُسالمة وطيبة إلى أقصى درجة عكس شقيقتي.
بعد أن حدث ما حدث، وكّلت أمري لله وسألته أن يعوضني خيرا، واندمجت في حياتي وكأن شيئا لم يكن، وبعد مرور سنوات مرض أخي ولزم الفراش أسابيع، وبعد الفحص تبين أنه مصاب بمرض خبيث، مما ألزمه الخضوع لجراحة دقيقة، وقبل أن يدخل المستشفى طلب مني الذهاب إلى بيته، ولم يفعل ذلك من قبل أبدا، فلم أتردد لحظة واحدة وقلت في نفسي إنه لا محالة في ضائقة من أمره، وهذا أخي الوحيد، فلن أتأخر مهما كلفني الأمر، تناسيت كل الذي فات واستجبت لعاطفة الأخوة. إلتقيته فطلب مني العفو والمعذرة، لقد حمل نصيبه من المجوهرات وقدمه لي وقال «إنه يجدر بي مرافقته حيث الجهة المعنية، كي يتنازل عن البيت» فعل ذلك بعدما أدرك الخطأ الذي أقدمت عليه أختنا، حدث هذا الأمر في وقت مناسب لأنني في أمس الحاجة للمال، في ظل المتطلبات المادية لأبنائي وبناتي، ومنهن واحدة مقبلة على الزواج.
إخواني القراء، لن يضيع الحق أبدا، فيا من ظلمت وسلبت حقك، إسأل الله أن يعينك على أمرك ويعوّضك، فلن تخيب أبدا.
@ ابراهيم/ سطيف