إيمان من أبناء القمر الذين تحدوا المرض لإجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط

تعد التلميذة محمودي إيمان واحدة من بين آلاف الطلبة الذين اجتازو اليوم الأحد امتحانات شهادة التعليم المتوسط الا أنها تختلف عن باقي زملائها بكونها مصابة بمرض إكزيرو ديرما(أبناء القمر) و قد تقدمت لهذا الإمتحان الهام و كلها عزم و اصرار على تحقيق النجاح. والتقت واج بايمان بمتوسطة محمد صالحي بعين النعجة و التابعة لمديرية التربية غرب بولاية الجزائر بصوت يشير الى ثقتها بنفسها عن “استعداها التام” لخوض هذه الامتحانات بكل عزم لتحقيق “حلم الدخول الى الثانوية” . وإجتازت اختبار مادة اللغة العربية في قاعة خصصت لاستقبالها وحدها بالنظر الى وضعها الصحي ,و قد أسدلت كل الستائر لتمنع وصول اشعة الشمس الى وجهها الذي نزعت عنه غطائها الخاص , و كانت تبدو عليه علامات الخوف الممزوج بالامل في تجاوز هذه المرحلة. و قالت إيمان التي زاولت دراستها على مدى اربع سنوات بنفس المتوسطة و بنفس القاعة التي تمتحن فيها اليوم انها كانت تحصل في السنة الدراسية معدلات لا تقل عن 16 من 20 , الا ان التخوف من مفاجاة ما في اسئلة الامتحان يبقى موجودا . و اضافت أن “الوصول الى هذه المرحلة لم يكن سهلا أبدا “, و الأن هي ترغب في جني ثمار تعب استمر 4 سنوات. و كشفت هذه التلميذة عن عدم التحاقها ابدا بمقاعد الدراسة قبل سن 14 و كيف لعبت والدتها دور المعلمة خلال تلك الفترة ,ما سمح لها في الأخير باجتياز امتحان اثبات المستوى لنيل شهادة التعليم الابتدائي و مواصلة تعليمها لاحقا في مدرسة نظامية. و أوضحت أن عدم تمكنها من مزاولة تعليمها في عدد من المدارس الاخرى التي تقدمت اليها و لم يتم قبولها بها بسبب وضعها الصحي لم يجعلها تيأس و تمسكت بحلمها في أن تكون “ابنة القمر المتعلمة” . و أشارت ايمان أنها طيلة السنوات الاربع الماضية كانت تستيقظ على الساعة الخامسة صباحا لتلتحق برفقة والدها من مقر اقامتها الكائن ببلدية القليعة بولاية تيبازة الى متوسطتها بعين النعجة بولاية الجزائر. و أكدت أنه و بالرغم من التعب الذي تعانيه جراء هذا التنقل اليومي إلا انها لم تفكر يوما في التخلي عن مشوارها الدراسي. و تأمل إيمان أن تجد إسمها ضمن قائمة الناجحين في امتحانات التعليم المتوسط و التي سيعلن عن نتائجها في 30 من يونيو الجاري , لتدخل بذلك مرحلة جديدة في حياتها “لا يكون فيها للمرض مكان لهزم الارادة” كما قالت. يشار أن مرض (إكزيرو ديرما بيجمنتوسوم ) و الذي يعرف المصابون به بأبناء القمر مرض وراثي نادر تم اكتشافه لأول مرة سنة 1870 حيث يعاني المصاب به من حساسية شديدة للجلد ضد أشعة الشمس, كما يتعرض لالتهابات في العين و لخطر مضاعف للإصابة بسرطان الجلد و العين.