إعــــلانات

ابني المراهق يسرق مال والده ليُمتع أصحابه

ابني المراهق يسرق مال والده ليُمتع أصحابه

السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد:

سيدتي نور؛ سأكون لك ممتنة لو ساعدتني في مشكلة ابني الذي يبلغ من العمر 12 سنة، لأنّه أصبح كثير الكذب، يقوم بسرقة مبالغ كبيرة من البيت ليفرقها على أصدقائه والتّنزه على حسابه، وعندما اكتشفنا الأمر من أصدقائه أنفسهم، لم نعاقبه، وتركنا له الفرصة لكي يشعر بتأنيب الضمير، لكن ذلك لم يحدث بل أصبح المجال أوسع أمامه للممارسة هذا التّصرف، اعتقادا منه أنّنا في غفلة من أمرنا، علما أنّ لديه كل الإمتيازات التي يحلم بها أغلب الأطفال في سنه.

 لقد حاولت أن أناقشه، فعلق كل شيء على الشيطان الذي يوسوس له ـ حسب قوله ـ فهو لا يشعر بالنّدم في معظم الأحوال، ولا يفيد معه أي نوع من عقاب، فكيف أتصرف معه قبل أن تتأصل فيه هذه الآفة.

الرد:

لقد بدأ بمرحلة المراهقة المبكّرة، وهو يحتاج إلى إثبات الذّات وجلب وجذب الأنظار إليه، وفرض شخصيته على من حوله بطرق مختلفة، بغض النظر عن كونها صحيحة أو خاطئة، ولغياب دور التربية السليمة ظهرت مثل هذه المشاكل، ولعدم التّعامل معها من البداية بطريقة صحيحة وصلت إلى ما وصلت إليه، ولا شك أنّه أمر منذر بالخطر، ولكن يمكن علاجه، ومن أبرز وأهم الوسائل لتحقيق ذلك، دور الأب وفاعليته، حيث يحتاج الابن إلى والد حنون مرب يجلس معه ويشعره بأن هذا أمر غير طيب وخلق سيء، وتصرف مناف للعرف والشرع وطبيعة الرجال، ولا يقتصر دور الأب هنا على التّوجيه، بل يتنوع بين التّوجيه والمتابعة والمراقبة والعقاب بوسائل مؤثرة في النفس، وليس في البدن.

من المهم مصاحبة الأب لابنه أثناء الخروج وتكليفه بأعمال هي من واجبات الأب للقيام بها بدلا عنه، كالمشتريات أو متابعة إحدى شؤون الأسرة لإشعاره بالمسؤولية، مع التّركيز على جانب التّرهيب والتّخويف باللّه تعالى وعقابه في الدنيا والآخرة، وضرب الأمثلة وتعريفه ببعض أحكام السّرقة والسّارق وعقاب ذلك عند الله تعالى، وبيان عقاب السّارق في الدّنيا كالسّجن وغيره.

من الضّروري تغيير الرّفقاء والأصحاب الذين اعتادوا أن يصرف عليهم، ولو اضطر الأمر إلى نقله إلى مدرسة أخرى، وربطه بأترابه من ذوي الخصال الحميدة والأخلاق الطيبة.

من الوسائل التي يُعتمد عليها في مثل هذه الحالات أيضا، السعي لوضعه في مواقف مشرفة ومدحه فيها وتحذيره بعدها مباشرة بعدم العودة إلى خصال السّوء، ومن الأمور الأكثر أهمية، تعويده على المحافظة على الصّلاة وكثرة الدّعاء واللّجوء إلى اللّه تعالى بالعفو والمغفرة من الذّنوب.

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/8e5i4
إعــــلانات
إعــــلانات