الأعــراس بــدون صـور في قـاعـات الحفـلات

بعد تسريب صور العائلات ونشرها على الانترنت
قـاعـات الحفـلات تـعقد زواج الجـزائـريين وتـرفع تـكالـيف نصـف الـديـن
اللـيموزيــن” و”النڤافـات” لمن استطـاع إليهـن سبيــلا
تعرف العديد من العائلات الجزائرية توافدا كبيرا وملحوظا على قاعات الحفلات، لا سيما في فصل الصيف لإقامة أفراحها ومناسباتها المختلفة من حفل ختان أو زواج أو عند حصول أحد الأبناء على الشهادات التعليمية، إلى درجة أصبح من النادر إيجاد قاعة تتناسب والسعر الذي يريده صاحب المناسبة، ما يضطره للتنقل من مكان إلى آخر لأجل البحث عن قاعة ذات سعر معقول، وهو ليس بالأمر الهيّن بالنسبة لأغلب العائلات وخاصة متوسطة الدخل نظرا لأسعارها المرتفعة. بعدما كانت العائلات الجزائرية تفضل إقامة أفراحها في بيوتها فوق السطوح، أصبح إلزاميا لدى البعض إقامتها في قاعة الحفلات بل وفي الفاخرة منها التي تتوفر على كل المستلزمات الضرورية، رغم أن المدة التي يستغرقها العرس لا تتجاوز نصف يوم. ورغم هذا تسعى العائلات إلى اختيار أجمل القاعات وبأسعار باهظة منفقة بذلك مصاريف كبيرة قد تصل أو تفوق 30 مليون سنتيم.
منع التصوير بالهواتف النقالة أو الكاميرات الخاصة خوفا من انتشارها في ”الفايسبوك”
شرعت قاعات الحفلات مؤخرا في منع المدعوّين للأعراس من استعمال الهواتف النقالة لتصوير العرس أو الحفلات الخاصة في عقودها التي تعطيها لأصحاب العرس، وجاء هذا الإجراء بعد الشكاوى التي أودعها الكثيرون لدى العدالة بسبب استعمال الكاميرات الخاصة والهواتف النقالة في تصوير العرس، ثم تداولها بين الأصدقاء و نشرها عبر الانترنت في الفايسبوك، واستدعاء العديد من أصحاب قاعات الحفلات للتحقيق معهم في مثل هذه القضايا، إلى جانب اتهامهم من طرف الزبائن بمسؤوليتهم اتجاه مثل هذه السلوكات ما أثار تخوفا لدى البعض الآخر جعلهم يرفعون شكوى ضد هؤلاء قبل، أن يقعوا في نفس المشكلة التي غالبا ما لا يوجد لها مخرج، خاصة إذا تم نشر الصور في صفحات الفايسبوك التي باتت نافذة يطلّع عليها الملايين من المتصفحين يوميا. وتجد المتحجبات خاصة أنفسهن ضحايا هذه المؤامرة الاأّخلاقية، فمنهن الكثيرات اللواتي يحببن لبس الألبسة المكشوفة، و حتى نجوم التلفزيون والكرة الذين لم يسلموا من انتشار صور أعراسهم على صفحات ”الفايسبوك” وعلى شبكة الانترنت رغم إقامة أعراسهم في مؤسسات فندقية فاخرة، مثال على ذلك صور اللاعب الدولي ”نذير بلحاج” الذي تزوج من إحدى قريباته وشاهد الكثيرون صورهما التي نشرت على”الفايسبوك”، مما استدعى تدخل البعض لمنع الحاضرين في الحفلات والأعراس من استعمال الهواتف النقالة والكاميرات الخاصة، حفاظا على شرف البنات والإبقاء على الأمور الخاصة لمقيمي الأعراس، وفي اتصال برئيس اتحادية قاعات الحفلات ”شهاب رزقي” الذي صرح بأن الفيدراليات التي تنشط في مجال قاعات الحفلات ليست لها أي علاقة بالشؤون الخاصة، فصاحب العرس هو المسؤول الأول عن منع المدعوين من التقاط صور العرس وليس للجهات الأخرى أي دخل بما يحدث داخل القاعة، ونفى بأن تكون لهم علاقة في منع التقاط الصور والفيديوهات داخل قاعة الحفلات فإذا أراد صاحب العرس منع حدوث التآمرات في نشر الصور فليقم بذلك لأنه هو المسؤول الأول فالحفل يخصه دون سواه، فيما عمدت بعض القاعات إلى إدراج مواد في العقود التي تربطها بزبائنها، تحدّد كيفية تصوير الفرح، بينما تفرض قاعات أخرى تكلف مصوّر معتمد لديها بالعملية، تفاديا لهذه المشاكل.
كراء قاعة الحفلات بـ 23 إلى 50 مليون لليوم واحد
خلال جولتنا التي قادتنا إلى عدد من قاعات الحفلات في العاصمة والبليدة للاستفسار عن أسعار هذه الأخيرة، أول ما تفاجئنا به هو السعر المرتفع، حيث كشف صاحب إحدى القاعات بالبليدة، لـ”النهار” أنه يؤجرها بـ 23 مليون سنتيم، أما قاعات أخرى بالعاصمة فوصل سعرها 50 مليون سنتيم، واعتبره البعض عرضا للأثرياء فقط، كما أن أغلب هذه القاعات التي عاينّاها تتواجد بأحياء شعبية، تنقلنا إلى إحدى قاعة الحفلات بشرق العاصمة، أين كنّا على علم مسبق بسعرها حيث كانت قبل سبعة أشهر بـ 30 ألف دينار لكنه تفاجأ بعد أن أخبرنا من كان داخل القاعة، أن سعرها الجديد أصبح يقدر بـ 60 ألف دينار أما قاعة أخرى فتشترط عليك ”الديسك جوكي” حيث أن سعرها 40 ألف دينار ومحاولة منها لتسقيف الأثمان فإنها تشترط عليك إذا كنت ترغب في ”الديسك جوكي” من عند صاحب القاعة فإن سعرها سيصل إلى 70 ألف دينار، أما بدونه فتشترط عليك أن تأتي بـ”الديسك جوكي” بمفردك مع سعر أقل من الثاني، وقالت ”منال” التي التقيناها بالقرب من القاعة، أنه بالرغم من هذه الأسعار إلا أنهم يشهدون في بعض الحالات انقاطاعات في الكهرباء داخل القاعة، حيث قالت بأنها حضرت أحد الأعراس حيث دخلت العروس في الظلام لعدم وجود الكهرباء، إضافة إلى عدم تشغيل المكيّفات الهوائية وغياب مواقف السيارات.
من العاصمة إلى وهران قاعات حفلات تستثمر في ”النڤافات” لرفع الأسعار
بعد موسيقى ”الدي. جي” التي كانت تميز أغلب حفلات الأعراس بعد الاستغناء عن الفرق الموسيقية، أدخلت بعض العائلات الوهرانية كلمة جديدة وهي ”النڤافات”، أين أصبحت مفروضة وشرطا من شروط الزواج، الأمر الذي أدى بأصحاب قاعات الحفلات إلى تحقيق المزيد من المال، هذه الكلمة الغريبة عن مجتمعنا الجزائري هي مغربية الأصل، تميز الأعراس البورجوازية الملكيّة، حيث أقدمت غالبية قاعات الحفلات بوهران على الاستثمار في ذلك بجلبها لنساء ورجال متخصصين في مجال ”النڤافات” يقمن بتجهيز العروس والعريس بأفخر الملابس والحلي والاستعراض بهم داخل القاعة على أنغام موسيقى ليست حتى بجزائرية بل هي مغربية، يقوم خلالها منظم هذه الطقوس بإجلاس العروس في أريكة شبيهة بكراسي الملوك منمقة بأجمل الألوان الذهبية والفضية، ليتم حملها من قبل شباب في زيّ مغربي يتمثل في جلابية وطربوش مغربيين، يصولون ويجولون بها القاعة وهم يرقصون مع طلبهم من العروس رفع يدها وهي فوق أكتافهم لتحية ضيوف الحفل، وبعد ذلك يضعون العروس وهي جالسة بعرشها الملكي أمام عرش زوجها وسط القاعة ثم تقوم الفرقة الفلكلورية على أنغام مغربية وسط تصفيقات وزغاريد النسوة بالرقص واللف حول العريسين، وتتراوح أسعار خدمات ”النڤافات” لوحدها ما بين 5 إلى 8 ملايين سنتيم حسب متطلبات وإمكانيات كل زبون.
”القرقابو” و”الليموزين” لـ ”أصحاب الزلط والتفرعين”
ميزة أخرى صارت لصيقة بحفلات أعراس العائلات الوهرانية، وهي ضرورة إخراج العروس من بيتها رفقة زوجها بسيارة الليموزين التي تتراوح أسعار كرائها من 3 إلى 10 ملايين حسب المسافة التي يقطعها موكب العرس حتى أن بعض الفتيات يؤكدن عدم خروجهن من بيت أهلهن من دون رؤيتها وصعودها، والمشكل لا يكمن فقط في العائلات الثرية، فهناك عائلات بسيطة جدا تجدها تكلف نفسها لتحقيق ذلك لزوجة ابنها، الأمر الذي استغلته أيضا بعض قاعات الحفلات وأدخلته ضمن البرامج المقترحة على الزبائن، بتخصيص سيارة الليموزين لنقل العروسين من بيت العروس إلى غاية قاعة الحفلات قبل التنزه بها بأرقى شوارع وهران كواجهة البحر باتجاه المكان المسمى مؤخرا ”بدبي” بمحاذاة فندق الميريديان، فضلا عن تخصيص فرقة ”القرقابو” التي لابد من بدء أولى عروضها بالحي التي تسكنه العروس أمام مدخل بيتها قبل التحاقها بالقاعة.
رئيس اتحادية قاعة الحفلات شهاب رزقي لـ”النهار”
”أسعار قاعة الحفلات ارتفعت بنسبة 50 من المائة بسبب تشميع الكثير منها بدون سبب”
قال ”شهاب رزقي” رئيس اتحادية قاعة الحفلات، أن هذه الأخيرة عرفت زيادة كبيرة في أسعار التأجير بأكثر من 50 من المائة مقارنة بالسنوات الأخيرة، بسبب توقف الكثير منها عن النشاط، بسبب المشاكل الكبيرة التي تعترض مزاولي هذا النشاط، إضافة إلى الضغط الكبير عليها مما أدّى إلى المضاربة في الأسعار.وقال ”شهاب رزقي” في اتصال مع ”النهار”، إن الكثير من قاعات الحفلات المتواجدة على المستوى الوطني تم تشميعها في الآونة الأخيرة لعدم حيازة أصحابها على شهادة المطابقة، في حين يوجد عدد قليل منها تحوز على الاعتماد، ما دفع بالكثيرين إلى غلقها أو تغيير نشاطها. وأشار المتحدث، أنه بسبب هذه المشاكل العديدة تم تشميع القاعات بأمر من الولاة، في حين وصف هذه القرارات بالتعسفية، كما انتقد رئيس النقابة بشدة محتوى المادة الرابعة من القانون 50/ الصادر في 2007 التي صنفت قاعات الحفلات ضمن الملاهي والحانات، مُلّحا على ضرورة إعادة النظر في تصنيف قاعات الحفلات ضمن سلم المسرح والسينما، وإعداد دفتر خاص بها، مؤكدا، أنه من غير المعقول أن تُصنف في خانة المراقص والحانات، لأن طابعها ترفيهي وثقافي.كما انتقد ممثل قاعات الحفلات المواد الأربع المتتالية لهذا القانون، حيث تمنع إحداها على سبيل المثال، مزاولة خدمة النادلة داخل القاعة لفتاة يقل سنها عن 25 سنة. ومن جهة أخرى طالب ”شهاب رزقي”، بمنح العقد لمالك القاعة وليس لمُسيّرها، مثلما هو سارٍ لأن تجديد العقد قد تترتب عنه مشاكل، مضيفا كذلك أن شهادة المطابقة والبناء وراء تشميع عديد من القاعات خاصة بالعاصمة، حيث طالب أيضا، في نفس الوقت بإعادة إلغاء هذه الشهادة وتعويضها بشهادة مطابقة البنايات التي تمنحها الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبنايات.