الأنثى بطبعها حساسة.. والثنيّ عليها بكلمة طيّبة بمثابة منحها ماسة

المرأة كائن لطيف، حساس وعاطفي، فثلاثة أرباع عقل المرأة يرتكز على العاطفة والمشاعر والأحاسيس، وكان ذلك تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم»
إنهنّ ناقصات عقلٍ ودين»، فالمعنى المراد والمقصود من قوله أنّ المرأة يغلب على تعاملها وتفكيرها المشاعر والعواطف، أكثر من العقلانية، وليس كما يفسر البعض على هواه، أنهنّ ناقصات ذكاء وإدراك، فمن ربّت وعلمت وأنشأت أجيالا، هي أعظم وأسمى من أن ننعتها بهذا اللفظ.
فالتعامل مع النساء فن حقيقي، لا يجيده أيّ كان، فكما ذكرت سابقا، المرأة عبارة عن مشاعر وأحاسيس مرهفة، وتحتاج لأن تعامَل بلطف، فالنساء يعطينّ أكثر بكثير مما يأخذن، خصوصا في مجتمعنا الشرقي، الذي يظلم المرأة ويهضم حقوقها، وكما أنّ المرأة تجرحها أبسط وأقل الكلمات، فهي أيضا ترضى بأبسط العبارات، ولهذا استوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا، فقال: «رفقا بالقوارير»، بالفعل فالنساء قوارير في شفافيتهنّ وإحساسهنّ، لكن يستوجب الحذر جيّدا، فالقارورة حين تُكسر لا تعود كما كانت سابقا، ولا تحتاج النساء كل هذا التعقيد في التعامل، المرأة تحب الاهتمام والتقدير، فهي تمنح من دون كللٍ أو ملل، وكل ما تحتاجه أن تجد مقابلا لما تعطيه، وتقديرا واحتراما لما تقدّمه، وإن كان التعامل مع النساء فنا، فهذا لا يعني صعوبة الأمر، على العكس تماما، فهذا الفن بسيط ماديا وعظيم ورائع معنويا، فكيف نسعد نساءنا اللاتي هنّ أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا؟.
بشكل عام المرأة تحب الغزل والكلام اللطيف، والمدح والإطراء يعطيها ثقة كبيرة بنفسها، حين يكون باستمرار ومن دون انقطاع، فالمرأة على استعداد كبير أن تقف طوال اليوم تعمل في البيت، ترعى أبناءها وتنظر إلى متطلباتهم لكي تلبيها، وتحضر الطعام لهم منتظرة عودتهم من المدارس والجامعات، ومهيّأة لزوجها جو الراحة والاستقرار، تعويضا عن تعبه خارج البيت في العمل وتسعد بلمتهم حولها، وكل ما تحتاج إليه وتنتظره، هو شكر منهم، وسماع كلمة طيّبة من زوجها، كأن يثني على طعامها ويستطيبه، وأن يشعرها أنّه ليس هناك من شخص قادر على إسعاده وإشعاره بالراحة.
لا تصدق امرأة إن قالت أنّها لا تكترث للمناسبات والهدايا والأعياد والمفاجآت، فكل هذه الأمور إن تذكرتها وشاركتها مع النساء، ستضفي عليها جوا من السعادة والبهجة، لا تهملها ولا تهمل هذه الأمور، أن تجد بجانبها وردة حين تستيقظ من نومها، كفيلة بأن تزيح عن قلبها هموم وأحزان الكون كله، وأن تدعوها للعشاء في الخارج والسهر معها كم سيمنحها هذا ثقة بالنفس، وكم ستعطيك أضعاف ما قدّمته لها، هذا ليس بالكثير على الجنس اللطيف.