إعــــلانات

الأندية تتقشّف واللاعبون يتقلشو

الأندية تتقشّف  واللاعبون  يتقلشو

تشهد الأيام الأولى من سوق الانتقالات الصيفية في الجزائر ركودا غير عادي مقارنة بالمواسم السابقة، التي كان خلالها رؤساء الأندية يبرمون صفقاتهم مع انطلاق الميركاتو بحجة أن العصافير النادرة في البطولة المحلية تصطاد مبكرا.بعد أكثر من أسبوع عن نهاية الموسم الكروي، لم نسجل إلا بعض الصفقات الشحيحة، لكنها في المقابل غير مدوية لا من حيث القيمة المالية أو الفنية للاعبين، وكأن الأندية الجزائرية ورؤساءها تأثروا بسياسة التقشف التي أطلقتها الحكومة الجزائرية بداية السنة الجارية تزامنا مع سقوط أسعار البترول، كما تميزت بداية ميركاتو صيف 2015 بمساومة اللاعبين لرؤساء الأندية الذين ربطوا اتصالات معهم تحسبا لضمهم إلى صفوف أنديتهم، بين لاعب يفاوض أكثر من فريق في يوم واحد من أجل رفع قيمته في سوق الانتقالات، وآخر يؤكد أنه يملك عروضا احترافية من أوروبا وإن لم يحترف فسيعطي الأولوية لذاك الفريق على حساب آخر، وثالث يطلب من رئيس ناديه رفع أجرته الشهرية بحكم أن مستواه أعلى بكثير مما يناله.

أبرز اللاعبين مرتبطون والأندية تراقب من بعيد

لعل من بين الأسباب التي جعلت الميركاتو الحالي يبدو هادئا، هو ارتباط أبرز لاعبي البطولة الذين تألقوا في الموسم الماضي مع فرقهم، على غرار الثنائي الدولي لمولودية العلمة شنيحي ودرارجة، اللذين يتواجدان محل أطماع أكثر من نادي، إلا أنهما مرتبطان بعقد مع إدارة «البابية» التي رفضت مبدئيا فكرة فتح أبواب الرحيل أمامهما باعتبار الفريق تنتظره 6 مباريات هامة في دور المجموعتين لرابطة أبطال إفريقيا، وهو الحال نفسه بالنسبة لمهاجم مولودية بجاية حمزاوي الذي أسال لعاب فرق رابطة «موبيليس» المحترفة الأولى غير أنه مرتبط مع «الموب» التي يرفض رئيسها إخلف تسريح لاعبه لاسيما وأن الفريق مقبل على المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا الموسم القادم، ليبقى رؤساء الأندية يراقبون من بعيد في انتظار أن يتمكن اللاعبون المرتبطون من إقناع إدارتهم بتسريحهم نحو الفرق التي تريد ضمهم.

العميد وبلوزداد في الواجهة.. سوسطارة في سبات والحراش بالتقاليد 

يلاحظ المتتبع لشؤون الكرة الجزائرية، أن الأندية العاصمية تعد الأكثر حركة مقارنة بالأندية الأخرى، على غرار شباب بلوزداد الذي ضمن ثلاثة لاعبين إلى حد كتابة هذه الأسطر، إلى جانب مولودية الجزائر التي ضمت لاعبين وبقيت وفية لعادتها، من خلال رصدها أعلى الأجور إلى حد الآن وصل إلى 170 مليون سيتقاضاها مقداد بدعم أموال سوناطراك، ولم يخرج إتحاد الحراش عن عاداته وضم لاعبين من المحترف الثاني، كما يتواجد العديد من اللاعبين من الأقسام الدنيا تحت المعاينة، لكن المفاجأة في العاصمة يصنعها إلى حد الآن إتحاد العاصمة الذي طالما صنع الحدث بصفقاته المدوية في كل موسم، لكن إدارة حداد هذا الصيف لم تحرك ساكنة إلى حد الآن لضخ دماء جديدة في تشكيلتها، بالرغم من أن الفريق نجا من السقوط في الجولة الأخيرة وينتظره رهان هام في رابطة أبطال إفريقيا، حيث يترقب الجميع تحرك حداد.

النصرية غائبة عن الساحة والأربعاء سرحت دون تعاقدات 

نصر حسين داي وأمل الأربعاء نجيا من مقصلة السقوط في الجولة الأخيرة، غير أن إدارتي الناديين لم تتحركا إلى حد الآن، فإدارة النصرية تتجه لتسريح متوسط ميدانها بوسعيد لأسباب انضباطية، غير أنها في المقابل لم تربط اتصالا مع أي لاعب، وفي الجهة الأخرى يبدو أن إدارة «الزرڤا» التي تعاني من صراعات داخلية تتجه بخطى ثابتة لمعايشة سيناريو الموسم الماضي، غير أن المفارقة تكمن في كون الفريق سرح 7 لاعبين إلى حد الآن ولم يضمن خدمات أي لاعب جديد.

«الموب» تتحفظ…السنافر يترقبون والكناري ينشط بقوة ويضم 4 لاعبين 

يبحث وصيف البطل مولودية بجاية، المتوج بكأس الجمهورية، عن الاستقرار في التشكيلة وسط تحفظ الرئيس، الذي يرفض تسريح لاعبيه المرتبطين إضافة إلى مباشرته المفاوضات مع اللاعبين المنتهية عقودهم على غرار يايا ورحال ومنصوري المعار من إتحاد العاصمة، في انتظار اتضاح الرؤى، ومن جهتها تبقى إدارة شباب قسنطينة تراقب التحركات البطيئة للميركاتو مكتفية ببعض الاتصالات غير الرسمية مع بعض اللاعبين، في حين غيّرت شبيبة القبائل من سياسة جلب الأسماء وتعاقدت  صديقي من أمل الأربعاء وبولعويدات  من أولمبي المدية والمغترب ملوكة وقعقع.

سريع غيليزان يصنع الاستثناء بين الفرق الصاعدة

عوّدتنا الفرق الصاعدة إلى المحترف الأول عن صفقات في المستوى تبحث من خلالها عن ضمان لاعبين يساعدونها في لعب ورقة البقاء، غير أن إتحاد البليدة ودفاع تاجنات حادا عن هذه القاعدة، وإن كان أبناء مدينة الورود يعانون وسط مشاكل إدارية داخلية فإن غياب دفاع تاجنانت عن الميركاتو يبقى غير مفهوم، في حين صنع الصاعد الثالث سريع غيليزان الاستثناء مؤقتا بضمانه لاعبين جديدين في تشكيلة الموسم القادم. 

الاستقرار… درس حفظه معظم الرؤساء 

«لا نغير التشكيلة التي تفوز»… عبارة يتناقلها العديد من المدربين عبر المعمورة، حفاظا منهم على الاستقرار واستمرار النتائج، لكن يبدو أن رؤساء الأندية الجزائرية تيقنوا حقا بأن الاستقرار في الفريق يعتبر أمرا أساسيا لأداء موسم في المستوى، وإلا كيف نفسر تصريحات رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر عبد الكريم رايسي الذي أكد في الكثير من المرات أن إدارته لن تكرر خطأ الموسم الماضي بتسريح 17 لاعبا لتجد نفسها تصارع على البقاء، وضعية مماثلة عاشها أمل الأربعاء الذي عرف هجرة شبه جماعية قابلتها استقدامات عديدة كادت تعيد النادي إلى المحترف الثاني.

الحمراوة يستعدّون لـ«حط الشكارة» وسطيف قد يكسر التقشف

الصفقات المدوية قد تأتي من عاصمة الغرب وهران في قادم الأيام، بعدما وعد رئيس المولودية المحلية بابا أنصار الحمراوة بتكوين فريق ينافس على الألقاب ابتداء من الموسم المقبل، معربا عن استعداده لتخصيص أموال كبيرة لرسم خارطة الاستقدامات. وفي شرق البلاد، قد يكسر بطل إفريقيا والجزائر وفاق سطيف حاجز التقشف الذي خيم على الميركاتو الحالي، باعتبار رئيسه حسان حمّار عبر عن استعداده لمنح ابن الفريق السابق واللاعب الحالي للإفريقي التونسي عبد المومن جابو أجرة شهرية تصل إلى 500 مليون سنتيم، لكن في المقابل لم يدخل الوفاق الميركاتو بقوة ويبقى يراقب الوضع عن قرب رغم الرهانات التى تنتظره وانتعاش خزينته بأموال كثيرة.

الأندية السفلى حلٌّ لإنقـــاذ الميركاتــــــــو 

أمام تقشف الرؤساء وارتباط اللاعبين بعقود مع أنديتهم، لن تجد الفرق الراغبة في تدعيم صفوفها منفذا إلا في التنقيب عن المواهب في الأقسام السفلى، بمستوى جيد وبقيمة مالية زهيدة، لاسيما وأن العديد من الصفقات التي جاءت من الأقسام الدنيا أثبتت نجاحها، في مقدمتها سليماني الذي جاء إلى شباب بلوزداد من شبيبة الشراقة ليجد نفسه هدافا للخضر ولاعبا محترفا مع سبورتينغ لشبونة، كما يعتبر الدولي براهيم شنيحي القادم من وفاق المسيلة إلى مولودية العلمة مثالا آخر في نجاح الصفقات من الأقسام السفلى، إلى جانب بونجاح وبلقروي والقائمة طويلة. 

 

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/hkEM4