الإشاعة وغياب تطبيق القانون يحولان حادث مرور إلى فتنة في عين الدفلى

دركيون بالزي المدني حاولوا نقل سيارة الجاني من موقعها أثناء الليل وأهالي الطفل الضحية منعوهم
أثار حادث مرور وقع في حدود الساعة العاشرة إلا ربع من ليلة الخميس إلى الجمعة، على الطريق الوطني رقم 18 بمحاذاة حوش «بوروفة» بمنطقة «الحجارة» التابعة لبلدية عين السلطان في ولاية عين الدفلى، سخط مواطني المنطقة، وفَتحَ الباب واسعا على العديد من التأويلات، إثر فرار سائق سيارة فخمة من طراز «أودي» ،التي كانت سببا في وفاة طفل في الثامنة من عمره بعد اصطدامها بشاحنة . الحادث الذي تأسف له سكان المنطقة وجعلهم يشيرون بأصابع الاتهام إلى السلطات التي لم تضع الممهلات على هذا الطريق الذي تكررت حوادثه وتعدد ضحاياه، جاء هذه المرة مخالفا لسوابقه، كون بطله هو صاحب السيارة التي تسببت في الحادث، والذي فرّ - كما يقولون – بعد فعلته إلى جهة مجهولة دون مبالاة بضحاياه ولا بعواقب فعلته تاركا وراءه مجالا واسعا للتأويل. وأبدى مواطنون من أبناء المنطقة غضبهم من هروب الجاني دون أن يسلم نفسه لمصالح الأمن، رغم مرور يومين على الحادث، متهمين جهات معينة بالمداراة عليه، وقال آخرون ن صاحب السيارة التي لا تزال إلى غاية كتابة هذه الأسطر في قبضة أهل الضحية، وهو من أبناء ذوي السلطة والمال، كما قالوا إنه كان في حالة سكر وغير ذلك من الأحاديث التي تناقلها بعض المواطنين، واختلفت أحكام سكان المنطقة على الحادث وملابساته، وجعلتهم يهددون بالاحتجاج وغلق الطريق وغير ذلك من التهديدات، مطالبين بالقبض على الجاني، وهو الأمر الذي دفع بـ«النهار» إلى الوقوف على تفاصيل القضية عن قرب، حيث صرّح والد الضحية الذي لا يزال متأثرا بوفاة ابنه، أن ما حدث قضاء وقدر، وأن الجاني حسبما أدلت به بعض الجهات، سلم نفسه لجهة أمنية وهو يأمل في أن يجري العدل مجراه، وهو ما أكدته مصادرنا، التي أفادت بأن الجاني البالغ من العمر حوالي 22 سنة من سكان بلدية سيدي لخضر بعين الدفلى، كان رفقة صديق له بالسيارة أثناء الحادث، وفر خوفا من غضب أهل الضحية. وقد لمست «النهار» أمس، خلال تحريها في الموضوع، كيف انقلبت مواقف ومطالب أهالي الضحية، حيث أنهم كانوا في الصبيحة يلحون على تطبيق القصاص ومعاقبة الجاني، قبل أن يعلن والد الطفل الضحية في المساء عن تغير جذري في مواقفه، حيث اتصل بـ«النهار» وهو في حالة هستيرية، وعبّر عن استعداده للتسامح، ليبقى هذا الانقلاب والتغير في المطالب يخفي الكثير من الألغاز والأسرار وراءه، وينمي إشاعة أن الجاني ابن أحد المتنفذين بالمنطقة.