الانحراف.. ظاهرة لا تعرف الهدنة خلال شهر رمضان

لا تعرف ظاهرة انحراف الأحداث أو ما يسمى الانحراف الصغير بقسنطينة الهدنة خلال شهر رمضان الكريم حسب ما تشير إليه مصالح الأمن الوطني من درك و شرطة. فقسنطينة تعاني من هذه الآفة الاجتماعية التي غالبا ما تكون من فعل شباب غير معروفين لدى مصالح الأمن يرتكبون جرائمهم “بطريقة غير مخطط لها و حسب الظروف من خلال استغلال بعض المناسبات مثل شهر رمضان و كثرة عدد الساهرين” حسب ما توضحه ذات المصالح. و يؤكد ذات المصدر أن التجارة الصغيرة للمخدرات و المؤثرات العقلية الموجهة للاستهلاك المحلي و النشل و الاعتداء مع التهديد بالسلاح الأبيض هي ظواهر “تملأ” يوميات القسنطينيين خلال شهر الصيام. وقد ارتكبت عدة حالات اعتداء و سرقة ضد مواطنين بوغتوا بساحات عمومية بجوار مؤسسات مالية (بنوك أو مراكز بريدية) أو كانوا بصدد التسوق في الأسواق الشعبية على وجه الخصوص. و يوضح رئيس أمن ولاية قسنطينة السيد مصطفى بن عيني أنه “من المؤكد أن الحياة بقسنطينة بعيدة عن أن تكون جهنمية مقارنة بمناطق أخرى عبر العالم حيث تعد الجريمة الكبرى جزءا من يوميات المواطنين لكن مع ذلك تشكل مواجهة الانحراف الصغير إحدى أكبر التحديات التي تسعى مصالح الأمن إلى رفعها في مدينة تشهد حركة رهيبة للسكان و إعادة تنظيم ديمغرافي هام”. و تشكل مواجهة هذه الآفة “و التقليل منها إلى أدنى المستويات بل و حتى القضاء عليها نهائيا الهدف الرئيسي من خلال تنويع الطرق و المناهج” حسب ما أضافه ذات المسؤول معتبرا أن هذا الملف يتطلب “معالجة ينخرط فيها المواطن مباشرة وحتميا”. و أشار رئيس أمن ولاية قسنطينة الى إعادة نشر عناصر مصلحة حفظ الأمن بمناسبة هذا الشهر المبارك مضيفا أنه ” لم يتم اتخاذ أي ترتيبات استثنائية أو خاصة لهذا الشهر و لكن هناك إعادة تنظيم صائبة لأسلوب عمل و تدخل عناصر الشرطة و هذا وفق خصوصيات هذا الشهر”. و ذكر السيد بن عيني أن ضمان تواجد جلي و دائم لعناصر الشرطة بالساحات العمومية والأسواق و بجوار المساجد و مكاتب البريد و البنوك “يعد أساسيا لإخراج المواطنين من مخالب الانحراف الصغير” مشددا على أهمية “التفاعل بين الشرطة و المواطنين من أجل تطويق هذه الآفة”. كما يعتبر السيد بن عيني أنه “من غير الممكن وضع شرطي خلف كل مواطن” مشيرا أن المديرية العامة للأمن الوطني “ضاعفت العمل الجواري و التدخل منذ مدة و لكن هذا سيبقى غير كاف دون انخراط للمواطنين” كاشفا بأنه خلال شهر رمضان يشرع المنحرفون الصغار في ممارسة أفعالهم عادة بعد الإفطار و تحديدا انطلاقا من الساعة ال11 ليلا. “و يتم اختيار الضحايا المستهدفين من بين الأشخاص الأكثر هشاشة مثل الأشخاص المسنين و النساء اللواتي يمشين لوحدهن” حسب ما توضحه مصالح الأمن التي تتحدث عن “عدم إمكانية منع مثل هذه الأفعال”. و تتحدث سيدة ذات خمسين عاما كانت ضحية عملية اعتداء متبوعة بسرقة سلسلة ذهبية بشارع محمد بلوزداد بوسط المدينة عن “سلبية الأشخاص المارين الذين حضروا اللقطة كمجرد متفرجين عاديين”. و يشير رجل آخر في عقده السادس سرقت منه أمواله منذ يومين بمخرج المركز البريدي بحي الكدية غير بعيد عن مقر الأمن الولائي أن “لامبالاة المواطنين أمام مثل هذه الأفعال يشجع استمرار هذه التصرفات المؤذية حيث تكون انعكاساتها في بعض الأحيان مأساوية بل و حتى مفجعة”. واستنادا لبعض الملاحظين فإن ظاهرة الانحراف الصغير بقسنطينة مرتبطة بالتسرب المدرسي و البطالة و غياب آفاق مستقبلية لدى بعض الشباب إضافة إلى ” تخفيف الأحكام الصادرة ضد الأشخاص المتورطين”. و لم تعد تقتصر الجريمة و اللصوصية و الجنح بجميع أشكالها على المدن الكبيرة فقط حسب ما توضحه المجموعة الولائية للدرك الوطني مضيفة أن هذه الآفات بدأت تشق طريقها حتى بالمناطق الصغيرة التي تمتاز بعلاقات اجتماعية وطيدة و متينة”. “و لهذا يتعين أن تشكل ظاهرة الانحراف انشغال الجميع من مصالح الأمن إلى مواطنين حيث أن هؤلاء المواطنين مدعوون للانخراط في عملية القضاء على هذه الآفات من خلال الشروع أولا في عدم التخلي عن مسؤولياتهم المتعلقة بتربية أبنائهم” كما يؤكد مسؤولو قطاع الأمن الوطني وكذا مواطنون بقسنطينة.