البناء الفكري قاعدة أساسية للاحترافية ورقي المجتمع
إن رقي المجتمعات لا يكمن في اتخاذ القرارات بشكل سريع وفي ظروف غير مناسبة، فكلما كانت النتائج تحمل عيوبا ونقائصا، إلا وكان التسرع أحد سماتها، مما يؤدي إلى إقصاء فئات هي بمثابة نواة المجتمع لما لديها من خبرة، فبناء الفكر الإيجابي لا يخضع إلى الميول السياسي وإلى صلة القرابة العروشية، وإنما لرجاحة العقل والتميز في صناعة القرارات المفيدة لكل الناس من دون استثناء، لأن الرابح في الأخير هو المجتمع أو ما يعرف بالصالح العام .
إن ازدهار المجتمعات لم يأتِ عبثا، بل جاء نتيجة لاختيار الكفاءات العلمية وأصحاب الهندسة الفكرية، من لهم باع في شؤون الحياة من كل المستويات، وإدراكهم أنه بفضل التواصل والحوار نستطيع بناء فكر احترافي.
الفضاءات التي بإمكانها تفعيل اسطوانة الفكر البنّاء كثيرة، منها المراكز والمعاهد والجامعات، ويلعب المسجد دورا عقائديا في ربط مثل هذه الأفكار وجعلها موافقة لتجسيد مجتمع حضاري راقي يخضع للضمير والوازع الديني.
البناء الفكري مرحلة أساسية وقاعدة علمية، به ننشئ العقول المؤسساتية التي تجعل من المورد البشري مسؤولا وحريصا على اتقان أعماله من دون الخضوع إلى الرقابة الإدارية التي كثيرا ما عرقلت الشؤون العامة بدل رقيها.
إن الحرص على بناء الفكرة يبدأ بالتخلص من العقد الفكرية والتقاليد البالية، واعتماد سياسة التوسع الفكري بما يناسب مناهج المجتمع الراقي، وعليه في ذلك الاعتماد على انتقاء السلبي ومعالجته وتشجيع الإيجابي وتبيانه للعامة، حتى يُؤخذ كمثل يقتدى به، نسأل الله أن يكون فكرنا مصاحبا لرجاحة عقولنا فيما ينفع المسلمين ويحفظ الجزائر من كل فكر هدام.
@ عبد الله
