الجيش يصلح ذات البين لطيّ ملف أزمة غرداية

اللواء أكد أن المنطقة استعادت أمنها واستقرارها بفضل تضحيات الجميع
أعلن اللواء المجاهد «عبد الرزاق شريف» قائد الناحية العسكرية الرابعة، عن انطلاق المرحلة الثالثة لحل أزمة غرداية والتي تخص مرحلة إصلاح ذات البين. الكلمة التي ألقاها اللواء «عبد الرزاق شريف» أمام جمع من أعيان المالكية والإباضية بحضور السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية، أكد فيها أن الثقة التي يحظى بها الجيش الوطني الشعبي الدرع الواقي لهذه الأمة هي التي جعلت رئيس الجمهوية القائد الأعلى للقوات المسلحة يكلفها في إطار المهام الدستورية المخولة لها من خلال تكليف قائد الناحية العسكرية الرابعة من طرف قائد أركان الجيش الوطني الشعبي بالإشراف على عمل مصالح الأمن والسلطات المحلية المعنية من أجل استتباب النظام العام والحفاظ عليه عبر ولاية غرداية ومتابعة الأوضاع نتيجة الأحداث التي عرفتها هذه المدينة.تم احتواء الوضع خاصة بعد إتمام المرحلة الأولى التي ركز فيها على إعادة الانتشار الأمني بالشكل الذي يسمح بالاستتباب الفوري للأمن وعودة الحياة للمدينة بمشاركة كل الوحدات الأمنية التي أدت عملها بكل احترافية والمرحلة الثانية التي تم خلالها إعادة الحياة إلى الممتلكات والرجوع للنشاط التجاري وفتح الحالات بعدما بدأت الأوضاع الأمنية تتحسن، وهو ما شجع على انسياب النشاط التجاري الذي تشتهر به المنطقة، كما أعلن عن انطلاق المرحلة الثالثة التي تخص الشروع في إصلاح ذات البين ومناقشة مختلف الوسائل التي تعيق جهود الحوار من أجل الوصول إلى صلح دائم وحل المشكلة بشكل نهائي، كما أكد اللواء عبد الرزاق شريف، أن الجيش حرص في هذه المهمة على العمل مع السلطات المحلية بالولاية من أجل توزيع التعويضات المناسبة حسب كل حالة على المتضررين والعمل على توزيع لقطع الأراضي والإعانات لمستحقيها، إضافة إلى أن الدولة لم تتأخر بتخصيص كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لأهل المنطقة حتى تصفى النفوس من الأحقاد وترد المظالم ويستتب الأمن. وأكد قائد الناحية العسكرية الرابعة أن ولاية غرداية قد تجاوزت الأحداث التي ألمت بها ومرّت بردا وسلاما على كل الشعب الجزائري الذي كانت قلوبه تعتصر ألما وحزنا على كل ما حل بإخوانهم في هذا الوطن، وأردف أن غرداية اليوم بفضل جهود الجميع مثلها مثل أي شبر من تراب هذا الوطن يتمتع أهلها فيها وينعمون بالسكينة التي غابت عنهم في وقت سابق في جو من التضامن والتعاون فيما بينهم ضمن مبادئ ترسي لأمن وسلام دائمين في كنف العيش الكريم والاحترام المتبادل، وهي في الحقيقة أمانة ووفاء للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وأفشلوا كل مشاريع الاستعمار التي تقوم على أساس التفرقة، مدركين بأن التنوع ثراء مجتمعي وليس بذورا للفرقة تزعزعها المكيدة الاستدمارية، وأردف أنه كيف للجزائريين بعدما استرجعوا استقلالهم أن يزرعوا بذور الفتنة والحقد فيما بينهم، وأضاف اللواء أنه حان لولاية غرداية بعدما أصابها ما أصابها، أن تعود إلى سابق عهدها مطمئنة، وهي التي كانت عبر العصور مهدا للتعايش والتآلف ورمزا للثقافة والتوافق، ووجه اللواء كلمته إلى الشباب بأن يجعلوا من غرداية قلعة للتأخير ومنارة للوحدة وتماسك الصفوف.