إعــــلانات

الرئيس بوتفليقة لوكالة “رويترز”: استعدت نشاطاتي بشكل عادي وهذا ما أقوله لكم

بقلم النهار
الرئيس بوتفليقة لوكالة “رويترز”: استعدت نشاطاتي بشكل عادي وهذا ما أقوله لكم

أدلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بحديث مطول لوكالة الأنباء البريطانية “رويترز” تحدث فيه بالتفصيل عن مواقفه السياسية

إزاء قضايا الإرهاب، الاستحقاقات الرئاسية المقررة السنة المقبلة وأيضا في تقييم وضع العلاقات مع فرنسا والمغرب. كما تحدث في هذا اللقاء الأول له منذ فترة عن وضعه الصحي وأفاق تنفيذ برنامجه الذي انتخب لأجله لعهدة رئاسية ثانية في استحقاقات أفريل 2004. نص اللقاء:

لقد تمكنتم من جعل الجزائر بلدا يحظى بالاحترام. هل تظنون أن اعتداءات القاعدة الأخيرة من شأنها تقويض العمل الدبلوماسي الذي أُنجز خلال عشرية؟
 شهدت الجزائر أحداثا مأسوية لإرهاب أعمى وشرس خلال التسعينات لكنها خرجت من هذه المأساة منتصرة وقوية كما استرجعت تدريجيا منذ 1999 المكانة التي تليق بها في محفل الأمم. أن الاعتداءات الأخيرة في الجزائر مجرد مظهر يأس لإرهاب يحاول أن يثبت حضوره ومدى إيذائه. وما هو البلد الذي يمكنه اليوم أن يسلم من هجوم إرهابي سيما وأننا نرى مثل هذه الاعتداءات تتطور في عدة مناطق من العالم..”إن مثل هذا الوضع لا ينبغي أن يؤثر على تصور واضح للسياسة الخارجية لبلد واستمرار تنفيذها. هذا ما يمكنني أن أقوله بالنسبة لسياسة بلدي.”

ما الذي ينبغي القيام به للقضاء على القاعدة (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) في الجزائر؟

إن سياسة المصالحة الوطنية التي زكاها شعبنا ساهمت في استتباب السلم والأمن عبر كامل تراب جمهوريتنا. وبالرغم من ذلك وعلى غرار سائر البلدان لا يمكن للجزائر أن تطمح إلى أمن مطلق. وينبغي علينا بالطرق القانونية للدولة مكافحة الجريمة المنظمة أيا كانت التسميات التي تطلق عليها. ولان هذه الظاهرة عابرة للأوطان فستكون مكافحتها من خلال تعزيز التعاون الدولي الصريح في هذا المجال.

هل الادعاءات ضد الدولة الجزائرية في التسعينات سيما سؤال “من يقتل من؟” والتعذيب مواضيع بالية أو هل ترون انه من الضروري القيام بالمزيد في مجال الاتصال لخمد هذه الادعاءات؟
رأي بعض الملاحظين في قرار منظمة الأمم المتحدة بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة إعادة لما حدث في التسعينات. تضطلع لجنة التحقيق المستقلة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة بمهمة دراسة مسألة امن موظفي هذه المنظمة عبر العالم وتقديم التوصيات الضرورية في هذا الشأن. وهو هدفنا كذلك والمتمثل في تحسين امن مواطنينا وامن كل مقيم أجنبي على ترابنا الوطني واتخذت الأمم المتحدة هذا القرار عندما لاحظت أن ممثلياتها باتت أهدافا للإرهاب في عدد من البلدان عبر العالم وانه لا يعيد النظر بأي حال من الأحوال في مكافحة الجزائر الصارمة للإرهاب. سؤال “من يقتل من؟” جاء في وقت لم تكن فيه هذه المكافحة معروفة جيدا بالخارج وفي وقت حاول فيه البعض زرع غموض حول مسؤولية لا غبار عليها لأضرار الإرهاب. وكذا الأمر بالنسبة للمعلومات المتعلقة بالتعذيب. فإذا تم إثباتها عندنا كما ثبت في مناطق أخرى من العالم فسيكون بلا ريب محل إجراءات جد صارمة من قبلنا لتحديد المذنبين و معاقبتهم كما ينبغي.

كثر الحديث عن عهدة ثالثة تأمل أحزاب التحالف ومنظمات أخرى ترشحكم للانتخابات الرئاسية المقبلة. فما هو شعوركم بخصوص هذه المسالة؟
في الوقت الراهن أسعى من أجل إنهاء العهدة الثالثة على أكمل وجه مع أمل بلوغ كافة الأهداف التي حددتها والتي تضمنها برنامجي الانتخابي. أن بدأت منظمات وأحزاب سياسية تنشغل من الآن بالانتخابات الرئاسية المقبلة فإنني أرى في ذلك تعبيرا على الاهتمام الذي يوليه المواطنون والطبقة السياسية للحياة السياسية ومستقبل بلادنا. انه دليل على النضج السياسي الذي لا يسعني إلا أن أُرحب به.

هل يجب أن يمر تطبيع الحياة السياسية حتما باسترجاع الرئاسة للقرار السياسي الذي حول لأسباب سياسية خلال التسعينات للعسكريين؟
أنا لا أقبل عبارة “تطبيع” الحياة السياسية الجزائرية لان ذلك يحمل على الاعتقاد أننا في وضع غير طبيعي بينما “مقياسنا” يحدده دستورنا وليس المقارنة مع النظام السياسي لهذا البلد أو ذلك. حقيقة لقد لعب الجيش دورا هاما للغاية في حياة بلدنا مع احترام الإطار الذي حدده له الدستور. أن هذا الدور يتراجع من حيث الأهمية كلما تعززت المؤسسات السياسية للبلاد وأصبحت أكثر شجاعة لتحمل مسؤولياتها كاملة. وعليه فان الجيش مدعو لان يصبح جيشا احترافيا وهو ما يجري حاليا طبقا لتوجهات سياستنا.”

هل فتحتم حقا كما يقول بعض الملاحظين الحقل الثقافي للإسلاميين مع تقييدكم النشاط السياسي خلال عهدتكم؟

لا أدري على ما تستند هذه الملاحظات مادمنا نبذل جهودا واضحة لتشجيع كافة النشاطات الثقافية والنشاط السياسي يعرف تطورا مستمرا من خلال الأحزاب السياسية أولا ثم من خلال تنظيم انتخابات على كافة المستويات.

هل توافقون التحليل القائل بأنه رغم أن الإرهاب هزم في الجزائر إلا أن قاعدته الإيديولوجية أي التطرف لا تزال على حالها؟
نعم انتم على صواب بقولكم أن الإرهاب هزم بالرغم من مظاهره المتفرقة التي نواجهها بكل قوة. ان الشعب الجزائري متمسك جدا بالإسلام والتطرف الذي غذى الإرهاب لا يتقاسمه إلا الإرهابيون أنفسهم. انه ليس إيديولوجية تتقاسمها الأغلبية إذ أن الأغلبية الساحقة لشعبنا لم تكف عن نبذه كبدعة.”

ألا تعتقدون أن الاقتصاد الموازي يشكل خطرا حقيقيا على استقرار البلاد سيما وأن الملاحظين يرون انه يوجد تحت تأثير الإسلاميين؟

أن الاقتصاد الموازي حيث ما كان وحيث ما كان حجمه يشكل خطرا يهدد التوسع الاقتصادي سيما من خلال التجارة غير الشريفة وتدهور الإنتاج وفقدان الموارد الجبائية علاوة على الأخطار التي يشكلها على الصحة والأمن العموميين. هي ظواهر نجدها في أي مكان وبدرجات متفاوتة بما في ذلك البلدان المتطورة وهذه الظواهر موجودة طبعا في الجزائر لكن ليس إلى درجة تشكل خطرا على استقرار البلاد. الإصلاحات الجاري تطبيقها سمحت بتوسيع التعامل المصرفي للاقتصاد وتخفيف الضغط الجبائي وتحرير التجارة الخارجية والتحويل التجاري للعملة الوطنية و تبسيط الإجراءات الجمركية. وهي عوامل من شأنها المساهمة في وضع حد لنشاطات الاقتصاد الموازي.

لطالما أشرتم في خطاباتكم إلى أن تبعية الاقتصاد إلى البترول تعد خطرا في الوقت الذي لم يطرأ أي تغير على وضعية التبعية فهل تفكرون في إدخال أشياء جديدة لقلب هذا التوجه السلبي؟
من البديهي أن تشكل تبعيتنا الكبيرة للمحروقات أحد أهم انشغالاتنا. فتقليص مستوى هذه التبعية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تنويع الاقتصاد الوطني وبعد أن حققنا استقرارنا الاقتصادي والاجتماعي أضحت اليوم هذه المهمة من أولويات اهتماماتنا.

هناك القليل من رواد الصناعة في الجزائر هل ذلك يعني أن تكوين ثروة عن طريق حرية المقاولة صعب في الجزائر أم انه من اِلأسهل أن تصبح مليارديرا في مجال الاستيراد والتصدير؟
ان القطاع الخاص لا يزال فتيا في بلدنا. فما هو بطبيعة الحال سوى نتاجا لتاريخنا الاقتصادي. فمثلما تعلمون كان اقتصادنا ذو طابع إداري ومسير مركزيا لعدة عقود خلت.
غير انه بإمكانكم ملاحظة أن العديد من الصناعيين الخواص الجزائريين خاضوا اليوم مجال المقاولة وأصبحوا روادا في مختلف القطاعات الاقتصادية خلال السنوات القليلة الماضية. ومن جهة أخرى ما انفك إسهام الاستثمارات المباشرة الأجنبية في الجزائر يزداد أهمية من الجانب المالي وعلى صعيد التكنولوجيا.

كيف تصفون العلاقات الجزائرية الفرنسية وهل تعتقدون انه لا يمكن تجاوز الخلاف التاريخي الا بمجيء جيل لم يشارك في الحرب ضد فرنسا؟
إن للعلاقات بين الجزائر وفرنسا من التنوع والتعقيد ما لا يمكن حصره في مجرد مسألة جيل كما ان تدفق المبادلات الاقتصادية والثقافية والبشرية يعد في الواقع جد مكثفا إلى درجة انه يضفي على هذه العلاقة طابعا جد متميز. لقد ازداد العلاقات بين البلدين تطورا و عمقا منذ 2000 بما يتيح إعطاء هذه العلاقات بعدا مستقبليا و يضفي عليها عمقا و كثافة يكونان في مستوى الصلات المتعددة الأشكال سيما البشرية من خلال مئات من الجزائريين المقيمين بفرنسا و التي تربط البلدين و تربط بشكل او باخر مصيريهما. لقد طورنا هذه الحركية على حد سواء مع الرئيس (جاك) شيراك ومع الرئيس ساركوزي الذي زار الجزائر مرتين في ظرف لا يتجاوز ستة أشهر.” ولقد توجت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس ساركوزي في ديسمبر الماضي بالتوقيع او التوقيع بالأحرف الأولى على عدد من الادوات القانونية اهمها اتفاقية الشراكة او اتفاق التعاون لتطوير الطاقة النووية واستعمالها السلمي. ان هذه التطورات حتى وان كانت معتبرة فانها لم ترق بعد الى اعلى مستواها وتبقى علاقاتنا تزخر بامكانيات كبيرة ينبغي استغلالها.

هل هناك احتمال إعادة فتح الحدود مع المغرب واذا كان الأمر كذلك متى قد يتم اتخاذ هذا القرار؟
بالطبع ان فتح حدودنا مع المغرب أمر جد وارد بل ان ذلك املنا القائم أيضا على اعتبارات ثقافية واجتماعية واقتصادية تستمد اهميتها مما يربط الشعبين الجزائري والمغربي من عرى الاخوة الضاربة في عمق التاريخ غير ان اعادة فتح الحدود مرتبط بالظروف التي ادت الى غلقها وستتم عندما تذلك كل العقبات التي تحول دون ذلك حاليا.

هل هناك ما يبعث على المخاوف اذا ما استمرت الدبلوماسية في التعثر من عودة القتال بين جبهة البوليساريو والمغرب؟
ليس من طبيعي الدبلوماسية ان تستسلم للفشل وانا على يقين بان الطرفين المغرب و بوليساريو لم يستنفدا كافة الإمكانيات التي يتيحها التفاوض وميزة التحادث مباشرة دون أدنى شروط مسبقة مثلما طلب بذلك مجلس الأمن الأممي قصد التوصل إلى حل دائم لنزاع الصحراء الغربية في إطار احترام الشرعية الدولية والحق غير القابل للتقادم للشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل حرية. وينبغي لهذه المفاوضات التي ستدخل قريبا جولتها الرابعة بمنهاست أن تكون مصحوبة باحترام صارم لوقف اطلاق النار الذي أقرته الأمم المتحدة في 1991 ولا أود أن أتصور عودة للقتال بين المغرب و جبهة بوليساريو ذلك ان عودة القتال قد تشكل تطورا خطيرا و مأساويا بالنسبة لمنطقتنا برمتها. ان المفاوضات تبقى السبيل الاوحد من اجل ان يعم الهدوء نهائيا في منطقتنا فتسير بخطى ثابتة على طريق التكامل قصد التمكن من رفع مختلف تحديات العولمة.

حسب مصادر لم يتم تكذيبها لم تعودوا ملزمين بممنوعات فيما يتعلق بحالتكم الصحية هل يعني هذا أن هذه المسألة قد تم تجاوزها نهائيا؟

يعلم الجميع أنني كنت مريضا ولزم علي أن أتابع فترة نقاهة جدية. ولكن اليوم استعدت نشاطاتي بشكل عادي ولا اعتقد أن تكون حالتي الصحية داعيا لاختلاق التعاليق والمزايدات.”

رابط دائم : https://nhar.tv/DjxOl
إعــــلانات
إعــــلانات