السياسة أصبحت تهريجا.. والبرامج تحوّلت إلى “كْلون”!

إعلاميون يتحدثون إلى “النهار” ويقيّمون مستوى الخطاب السياسي في الحملة الانتخابية للمحليات
أسامة وحيد:”الأفلان تحوّل إلى مسخرة من النوع الرفيع”!
بلال كبّاش:”حملة بشعار.. نتبهدلو ونجياحو لإضحاككم من أجل أصواتكم”!
قادة بن عمّار:”خطابات المترشحين مفلسة.. وأصبحت محل سخرية وتنكيت”
“الشيخ النوي”:”الخطاب المتدني يكشف مستوى المسؤولين”
أجمع عدد من الإعلاميين من مختلف المؤسسات الإعلامية الذين تحدثت إليهم “النهار” بشأن مستوى الخطاب السياسي خلال الحملة الانتخابية للمحليات المقبلة، على أن خطاب المترشحين لاقتراع 23 نوفمبر الجاري، هو أقرب إلى التهريج منه إلى الخطاب السياسي، معتبرين بأن السخرية والتهريج وإضحاك الناس، كانت السمّة التي غلبت على تلك الخطابات، وعكست المستوى الحقيقي لـ”الأميار” المنتظرين، وحتى زعماء التشكيلات السياسية التي يمثّلونها.
بلال كبّاش:”حملة بشعار.. نتبهدلو ونجياحو لإضحاككم من أجل أصواتكم”!
قال مقدّم برنامج “قهوة وجرنان” الذي تبثّه قناة “النهار” وراديو “شمس أف أم”، الزميل بلال كبّاش، إن الحملة الانتخابية الجارية غلب عليها طابع الخطابات البهلوانية والشعارات المليئة بالوعود الكاذبة، التي لا يستطيع “المير” أن يوفّرها حتى لنفسه.
وأضاف الزميل بلال في تصريح لصفحة “تيلي دي زاد” قائلا إنه “بالإضافة إلى إطلاق الوعود الكاذبة ومستحيلة التحقيق، هناك الطريقة الجديدة للحملة الانتخابية، والتي تتمثل في محاولة جلب الأنظار بصور وشعارات إما مضحكة أو استفزازية، تشير إلى أن هؤلاء المترشحين هدفهم الوصول إلى المنصب في البلدية أو الولاية ولو على حساب المساس بكرامتهم، تطبيقا لشعار نتبهدلو ونضحكو ونجياحو من أجل أصواتكم”.
قادة بن عمّار:”خطابات المترشحين مفلسة.. ومحل سخرية وتنكيت”
وصف الإعلامي في قناة “الشروق”، قادة بن عمّار، خطابات المترشحين للمحليات المقبلة بـ”المفلسة”، حيث قال إنها تعكس حالة الإفلاس الذي توجد عليه الساحة السياسية، معتبرا في نفس الوقت، أن أكبر دليل على ذلك، هو تحوّل معظم الشعارات والصور المرفوعة خلال أيام الحملة، إلى مادة للسخرية والتنكيت بالنسبة للجزائريين.
وأضاف الإعلامي قادة في تصريح لصفحة “تيلي دي زاد” بالقول:”أصلا كنا نعاني من مشكلة مقاطعة العمل السياسي والانتخابات.. والآن أصبح هناك تسفيه للعمل السياسي، وهذا لأن السياسة أصبحت رديفا عند الجزائريين للمسخرة، وتعبّر عن حالة إفلاس المترشحين الذين بات هدفهم الوحيد هو إضحاك الناس”، مضيفا أن “الغريب هو أنه من المفترض أن حزب الأغلبية هو من يقود الساحة السياسية، ولكننا نشاهد العكس، فخطاب الأفلان اليوم، أصبح مادة دسمة للتنكيت والعنوان الأبرز للسخرية، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
هارون نمّول:”الخطابات مجرد وعود واتهامات وهرطقات”
يعتقد الإعلامي ومقدّم نشرات الأخبار في تلفزيون “النهار”، الزميل هارون نمّول، أن خطاب الحملة الانتخابية لم يختلف عن المواعيد السابقة كالعادة، فهو مجرد وعود واتهامات وترهات وهرطقات، وفي بعض الأحيان، هناك من حاول وضع برامج وآخرون تحدثوا وكأنهم مترشحون للرئاسيات.
وأشار الزميل هارون قائلا:”لكن الأكيد أننا لا زلنا نشهد بعدا كبيرا بين خطاب المترشحين وحقيقة ما يحتاجه المواطن وما يطلبه من تنمية محلية”، مضيفا أن الأمر الملفت للانتباه كذلك، هو “التراشق الكلامي” بمعانٍ وألغازٍ بين جمال ولد عباس، الأمين العام لحزب “جبهة التحرير الوطني”، وأحمد أويحيى، الأمين العام لحزب “التجمع الوطني الديمقراطي”، وكأنها “حملة رئاسيات مسبقة”.
أسامة وحيد:”الأفلان تحوّل إلى مسخرة من النوع الرفيع”!
اعتبر الإعلامي المتخصص في الصحافة الساخرة، أسامة وحيد، أن الخطابات التي رافقت الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر الجاري، مناسبة محلية لدغدغة القاعدة، باعتبار أن الأمر يتعلق باستحقاق محلي بمبدأ:”كيف تصل إلى سكان قريتك؟”.
وفي قراءته لخطابات المترشحين لمحليات 23 نوفمبر، ذكر الإعلامي أسامة وحيد في تصريح لصفحة “تيلي دي زاد” قائلا:”لو نتحدث عن رؤساء الأحزاب والشعارات العامة، فإن الثابت هو أن خطاب أحزاب الموالاة يُختزل في السخرية التي انتهزها حزب الأفلان، والذي تحوّل إلى مسخرة من النوع الرفيع، والأمر يشبه المسرح أقرب منه إلى التهريج، فهو خطاب لإضحاك الناس، أما بالنسبة للأرندي، فقد أظهر خطاب أمينه العام، أحمد أويحيى، كاريزما واضحة، وبالنسبة للأرندي، فهي محطة وقفزة نوعية للوصول إلى الرئاسيات، فأويحيى عينه على الرئاسيات ورجله في المحليات”، كما شدد أسامة وحيد، على أن زعيم “الأرندي” حاول من خلال الحملة ألّا يسوّق للوعود الكاذبة.
وبخصوص خطابات الأحزاب الأخرى، فهي - حسب محدثنا – لا تحمل أصلا برامج، وهي بعيدة عن الرئاسيات، أما أحزاب المعارضة وأولها الأحزاب الإسلامية، فقد اعتبرها أسامة وحيد أنها لا تزال تتاجر بالدين والفضيلة كعادتها، وتستغل الأزمة التي نعيشها لتركب الموجة، أما الأحزاب الصغيرة، فهي جزء من “الديكور”.
وأضاف أسامة وحيد قائلا:”بالمختصر المفيد، الشعب يحبّ من يضحك ويتضاحك عليه، بكري كانت الزردة والآن تغيّرت، من يهرّج أكثر ويستطيع إضحاك المواطنين.. والشعب هو الحاضر الغائب”.
أحمد مداني:”وعود خيالية.. دعاية وشعبوية في خطابات المترشحين”
قال الإعلامي في قناة “النهار”، الزميل أحمد مداني، إن خطاب المترشحين للمحليات المقبلة يغلب عليه الطابع الدعائي ولغة الوعود الخيالية بعيدة المنال، وهذه المعطيات جعلت منه خطابا شعبويا غير مؤسس على أي مقاربة اجتماعية جوارية، وهو الأمر الذي جعل الحملة الانتخابية باهتة، والمواطن خارج مجال التغطية، لأنه قطع الشك باليقين، بأن وعود الحملة الانتخابية لا حدث.
“الشيخ النوي”:”خطاب المترشحين المتدني يكشف مستوى المسؤولين”
قال الإعلامي عامر دراجي المعروف بـ”الشيخ النوي”، وصاحب البرنامج السياسي الساخر “طالع هابط”، الذي يبثّ على قناة “النهار”، إن خطاب المترشحين في منحى متدني يكشف وضعية المسؤولين على المستوى المحلي، والذين يتحمّلون مسؤولية عدم تحرك التنمية، مشيرا إلى أن هذا الخطاب، يعبّر عن الحالة المزرية التي آلت إليها منظومة الحكم على المستوى المحلي.
وأضاف “الشيخ النوي” بالقول إن “الخطاب وصل إلى درجة أن هؤلاء المترشحين أصبحوا يوزعون الوعود الكاذبة عيني وعينك، ويكشف الحقيقة المرّة والمزرية لهؤلاء، الذين هدفهم الوحيد هو الوصول إلى منصب رئيس البلدية”.
لميس زبيري:”الشخصنة والتراشق غلبتا على الخطاب السياسي”
قالت الزميلة لميس زبيري، مقدّمة نشرة الأخبار على تلفزيون “النهار”، إن خطاب الحملة الانتخابية إلى حد الآن، غاب عنه الحديث عن الأفكار والبرامج وغلبت عليه الشخصنة والتراشق والانتقادات بين الأحزاب الكبرى.
وشددت الزميلة لميس على أن الحملة الانتخابية، بيّنت أن الجزائر تخوض انتخابات محلية بنكهة رئاسية، مضيفة:”أعتقد أن الأحزاب في ورطة كبيرة، بل حقيقية.. لا برنامج مُقنع ولا حزب استطاع استمالة الشعب والمواطن عن طريق برنامج يفترض أن يكون قاطرة كل حزب في الوصول إلى صوت المواطن، لكن دائما هناك استثناءات.. هناك من يجتهد لخدمة مصالح المواطنين ولو أنهم قلة قليلة”.
أحمد حفصي:”ولد عباس لم يحفظ درس التشريعيات”
من جهته، قال الزميل أحمد حفصي، رئيس التحرير في قناة “النهار”، إن أمين عام “الأفلان”، جمال ولد عباس، وبدلا من أن يطرح تصورات تعيد الثقة إلى الشعب، راح يلمعّ صورته الشخصية بالإشارة مرة إلى ماضيه الثوري.
وأوضح نفس المتحدث، أن ولد عباس وقع في كثير من الأحيان في سقطات جراء تصريحات غير مدروسة خلال الحملة الانتخابية، مشددا في نفس الوقت، أنه فيما يخصّ “خرجات” أحمد أويحيى خلال الحملة الانتخابية، فقد قال إنه شاهده بصفته وزيرا أول وليس بصفته الحزبية كأمين عام لـ”الأرندي”، مشيرا إلى أن هذا الأخير، وظّف موقعه من أجل التسويق لتشكيلته السياسية.
كما قال حفصي إن الملاحظ في الحملة، أن أويحيى له عقدة من وصفه بـ”المنبوذ شعبيا”، ولهذا راح لحسابات تتعلق برئاسيات 2019 يحاول أن يكسب تعاطف الجزائريين، أين ظهر في صورة المدافع عن حقوق العمال، والحريص على القدرة الشرائية للعائلات محدودة الدخل.
وبالنسبة إلى خطاب بن فليس خلال الحملة الانتخابية، فقد قال حفصي إنه بدا وكأنه لا يزال تحت الصدمة، تائها ويردد نفس الخطاب، كونه لم يستوعب أن حزب “طلائع الحريات”، لم يستطع ضمان مشاركته في كل البلديات والمجالس الولائية، مضيفا أن زعيم “حمس” الجديد، عبد المجيد مناصرة، ظهر هو الآخر تائها، وكأن عباءة “حمس” أكبر منه، ولم يستطع خطف الأضواء وصناعة الحدث كعبد الرزاق مقري، الذي قال عنه إن له “كاريزما” خاصة.