الصيام مقدس واللجنة الأولمبية لم تطلب أبدا من الرياضيين الإفطار في رمضـان

يفتح مصطفى بيراف، رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، قلبه لـ«النهار» في هذا الحوار الذي يكشف فيه عن وجهه الآخر ويومياته خلال شهر رمضان المبارك، كما يتطرق محدثنا إلى تأثير الصيام على الرياضيين خلال الشهر الفضيل وكيفية تعامل اللجنة الأولمبية الجزائرية مع الرياضيين الجزائريين المعنيين بالمشاركة في مختلف المنافسات الدولية في خير أيام السنة…
مرحبا بك، كيف أحــــوالك في شهر رمضان؟
في أفضل حال والحمد لله، مثلها مثل بقية أيام السنة، فلا تختلف أحوالي أبدا بقدوم شهر رمضان المبارك.
كيف قضيت مــا مضى من أيام الشهر الفضيل؟
مثل سائر الأيام، أقضي معظم يومي في العمل نظرا لالتزاماتي الكثيرة خصوصا في الفترة الحالية، أين تنتظرنا الألعاب الإفريقية بالكونغو، ونحن مقبلون على انتخابات اختيار المدينة المستضيفة لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 التي تنافس وهران على احتضانها، إضافة إلى بقية الالتزامات على مستوى اللجنة الأولمبية الجزائرية، لذلك أنهض باكرا وأنهي عملي متأخرا.
إذن لا تنال قسطا كافيا من النوم مثلما هي عادة الكثير من الجزائريين في شهر رمضان؟
بالفعل، فأنا أنهض حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا لأذهب إلى العمل وأعود حوالي الساعة الخامسة إلى الخامسة والنصف لأمارس بعدها بعض التمارين الرياضية قبل أن أعود إلى المنزل قبل آذان المغرب بلحظات قليلة، آخذ خلالها حماما وأنتظر الآذان.
نفهم من كلامك أنك لا تتسوق في رمضان؟
لا، ليس لدي وقت للتجول في الأسواق وأنا أترك التسوق لـ«مولات الدار» هي المسؤولة عن الطبخ والتحضيرات «دبّر راسها» في شراء الحاجيات، رغم أنها تشتكي خصوصا من غلاء الأسعار، إلا أنني دائما ما أشدد عليها بضرورة اقتناء ما تقدر عليه وما تجده باهضا جدا لا تشتريه، لكن علينا أن نكون عقلانيين ونتجنب التبذير.
وكيف تقضي السهرة الرمضانيـــــة؟
والله سهرتي مثل نهاري، فبعد الإفطار أرتاح قليلا رفقة العائلة قبل العودة إلى العمل مرة أخرى، فالفترة التي نمر بها خاصة مثلما ذكرته لك من قبل والالتزامات الكثيرة تحتم عليّ الوقوف على الأوضاع دائما ومع هذا فإنني أحاول استغلال بعض فترات السهرة لشرب القهوة مع زملائي وأصدقائي في العمل ونتبادل أطراف الحديث قبل العودة إلى المنزل بعد الواحدة صباحا للتسحر والنوم مباشرة.
ما هي الأكلات والأطباق التي لا تستغني عنها في مائدة الإفطار؟
«ما نسمحش» في البوراك والبطاطا المقلية، هاتان الأكلتان يجب أن تتزين بهما مائدة الإفطار، إضافة إلى «الشربة فريك» التي
أحبها كثيرا لكن ليس بدرجة البوراك والبطاطا المقلية، وبعد الإفطار لا أستغني عن «القطايف» قبل التوجه إلى العمل في السهرة.
هل مصطفى بيراف من النوع الذي يتنرفز و«يغلبو» رمضان؟
لا «ما يغلبنيش» رمضان، الحمد لله بيراف في هذا الشهر الفضيل هو نفسه بيراف بقية أشهر السنة، ليس هناك اختلاف أبدا فأنا لست من النوع الذي يتنرفز ويتأثر بالصيام.
أنت لا تتأثر لكن الرياضيين يتأثرون بإجراء المنافسات في هذا الشهر.. أليس كذلك؟
فعلا.. الرياضيون يتأثرون كثيرا بالمنافسة في شهر رمضان سواء من حيث التركيز أو من حيث القوة البدنية والجسمية وهذا أمر لا يمكن إنكاره وهو شيء طبيعي.
بناء على هذا، ألم يسبق لكم في اللجنة الأولمبية أن طالبتم الرياضيين بالإفطار في المنافسات؟
لا أبدا، الصيام شعيرة دينية مقدسة ولا يمكننا في اللجنة الأولمبية أن نطالب الرياضيين بالإفطار عند تزامن المنافسات الرياضية في شهر رمضان، «كل واحد يعرف صلاحو» وكل واحد مسؤول عن قراراته، نحن لا نطالب ولا نفتي بإفطار الرياضيين أثناء المنافسة الذي يبقى حرية شخصية لا يمكننا التدخل فيها، فهناك من يتألق وهو صائم ويحقق نتائج رائعة، وما حققه العداء توفيق مخلوفي خير مثال على هذا عندما تألق وهو صائم.
في الأخير، بماذا تود أن تختم هـــذا الحـــــوار؟
أشكركم على اتصالكم، وأود أن أحيي الشعب الجزائري والأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك وأتمنى أن يعيده الله علينا أعواما عديدة بدوام الصحة العافية، وأن يتقبل الله صيام وقيام كل جزائري ومسلم، كما لا أود أن تفوتني الفرصة لتوجيه رسالة إلى الشباب الجزائري…
تفـضــــــل..
أتمنى من الشباب الجزائري التحكم في أعصابهم والتحلي بالروح الرياضية خلال هذا الشهر الفضيل، وعليهم تجنب كل ما يعكر مزاجهم وينقص من أجر صيامهم.. وصح رمضانكم وصح فطوركم.