العثور على جثة طفل اختطفه والده واحتجزه بمنزله في حي الحمري بمغنية

المشتبه فيه فرّ إلى فرنسا وزوجته لجأت إلى منزل أشقائها هربا من اعتداءاته
الطفل سبق أن تعرض لتسمم عندما سلمته والدته لزوجها
اهتزت، في الساعات الأخيرة، دائرة مغنية الحدودية غربي ولاية تلمسان، على حادثة تراجيدية تمثلت في العثور على جثة طفل مختطف في ظروف غامضة داخل مسكن والده الكائن في حي الحمري.
وكان الطفل «ز.يانيس» البالغ من العمر 3 سنوات، قد اختطف على يد والده عنوة من والدته التي فرت منذ حوالي شهر إلى منزل عائلتها الكائن بمنطقة البخاتة الحدودية، بحثا عن الحماية تحت ضغط الضرب العنيف الذي تعرضت له من قبل زوجها العائد من فرنسا، حيث حاولت الأم منع الأخير من أخذ فلذة كبدها جراء تعقيدات صحية ظهرت عليه بعد آخر مرة رافق فيها والده.
علما أن الأطباء وبعد معاينة الطفل وقتها أكدوا تناوله لمادة سامة تبعها غسيل بطن، الأمر الذي جعل والدته تشدد عنايتها به، ورغم الضجة الكبيرة التي صنعها وضع «يانيس» تجرأ والده على أخذه مجددا، إلا أنه تخلف عن إعادته لأمه هذه المرة، محدثا حالة من الخوف والقلق وسط أقاربها، حيث كان من المفترض إعادته لوالدته في مساء ذات اليوم، إذ تجاوز اليوم الأول ثم الثاني وهكذا حتى شكل اختفاء الطفل صداعا للأم وذويها.
ومن دون سابق إنذار تقدمت الوالدة بشكوى أمام مصالح الأمن، التي أخذت إذنا بتفتيش البيت من دون العثور على الطفل، حيث تحاشى رجال الأمن فتح غرفتين بداعي أن الطفل موجود في حماية أبيه، لتتنقل بعدها الأم وأقاربها إلى النائب العام لمحكمة تلمسان تحت تأثير القلق الشديد على مصير فلذة كبدها.
أين أعطى الأخير تعليمات لقوات الدرك الوطني تقضي بضرورة مداهمة المنزل وتفتيشه كليا، حيث داهم رجال الدرك المكان قبل العثور على الطفل جثة هامدة، وهو نائم على سرير وعند رجله مصحف، أين وجهت الاتهامات لوالده باحتجاز طفله وقتله بواسطة مادة سامة، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج تشريح الجثة.
وما زاد من تعقيد هذه القضية، وجعل كل الفرضيات تتجه نحو اتهام الوالد بقتل طفله، هو فراره إلى فرنسا بحكم أنه مغترب ويحمل 3 جنسيات وهي الجزائرية والفرنسية والأمريكية.
وكان هذا الأخير حسب مصادر مقربة من عائلة الطفل، قد طالب الأم وعائلتها بتسديد مبلغ 170 مليون كفدية لتسليم الطفل، لتضيف المصادر أن تلك التهديدات قد تم تسجيلها وقدمت ضمن المرفقات مع الشكوى الموجهة للجهات الأمنية والقضائية المختصة، في انتظار ما ستكشفه التحريات، علما أن والدة الطفل يتيمة الوالدين وتعيش مع أشقائها، مؤخرا، هربا من عنف زوجها المتسلط، قبل أن يصدمها بهذه الجريمة التي جاءت انتقاما لطلبها الطلاق.