إعــــلانات

الكاليتوس تغـرق

الكاليتوس تغـرق

 شهدت أحياء وشوارع بلدية الكاليتوس بالعاصمة، فيضانات كبيرة جراء الأمطار المتهاطلة منذ ليلة الأحد، إلى غاية صبيحة الاثنين، حيث تعرضت أحياء بكاملها للعزلة بعد أن حاصرتها المياه من كل الجوانب، وتحولت الطرقات بها إلى بحيرات، كما تسربت السيول إلى المنازل عبر عدة أحياء كحي 917 مسكن الأمير وحي زواوي، حيث وصل منسوب المياه داخل البيوت إلى المتر، ما جعل السكان يغلقون الطريق احتجاجا على التهميش الذي تعرضوا له  .

لا دخول ولا خروج من الكاليتوس

كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف، عند وصول طاقم «النهار» إلى مدخل بلدية الكاليتوس، أين كانت حركة المرور متوقفة تماما بسبب الفيضانات، وأول مشهد شد انتباهنا هو السيارات التي لا تظهر عجلاتها بسبب علو منسوب المياه في الطرقات، ومع التوغل أكثر بالطريق الرئيسي للكاليتوس بدأت علامات الكارثة تتجلى، حيث وجدنا أحياءً محاصرة بالسيول والسكان يحاولون الولوج إليها بارتدائهم للأحذية المطاطية «ليبوط»، ثم وجدنا بساتين البرتقال والمندرين غارقة تماما ولا يظهر منها إلا بعض أغصان الأشجار وكأن إعصارا ضرب المنطقة.وفي الطريق، وجدنا وحدة الحماية المدنية التي كانت غارقة في المياه هي الأخرى، في الوقت الذي كان بعض الشباب يحاولون فتح البالوعات المسدودة تحت الوديان التي كانت تجوب الشوارع.

 منسوب المياه داخل المنازل فاق المتر

وعند وصولنا إلى حي زواوي، أين أغلق المواطنون الطريق الولائي رقم 118 بسبب تسرب مياه الأمطار إلى بيوتهم، ليلة أول أمس، وزاد منسوبها عن المتر متسببا في خسائر مادية كبيرة، استعرنا أحذية مطاطية «ليبوط» ودخلنا إلى بعض المنازل المتضررة والتي تعد بالعشرات.. فرأينا الأثاث والأواني والقارورات تطفو على سطح المياه، والأفرشة في كل مكان والفوضى عارمة، وكأننا في منطقة تعرضت لتسونامي، وقد لجأ سكان المنازل المنكوبة إلى قطع التيار الكهربائي عن مناطق سكناتهم بعد ارتفاع منسوب المياه، لتغرق معها المآخذ الكهربائية.

المطلوب حلول إستعجالية وليس وعودا

أكد السكان الذين التقيناهم في تصريح لـ«النهار»، أنهم ضاقوا ذرعا من سياسة اللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية، بعد أن تحوّل حيهم إلى منطقة منكوبة بكل ما يحمله المصطلح من معنى، بعد أن غمرت مياه الأمطار الطوفانية المتساقطة على مدار الساعات الأخيرة، سكنات عشرات المواطنين الذين أصيبت عائلاتهم بحالة هستيريا غير مسبوقة عكسها صراخ الأطفال والنساء نظير الاجتياح الهائل لمياه الأمطار المتهاطلة، ما أدى إلى حصر السكان ودفعهم إلى التوقف عن الحركة «لا دخول ولا خروج». وعن سبب الكارثة، أرجعها المتضررون إلى انعدام تهيئة الطرقات وغياب البالوعات التي من شأنها امتصاص السيول في محيط الحي الذي كان محل معاينة مسؤولي العديد من المديريات لبعث أشغال تهيئته المؤجلة إلى إشعار آخر، وناشد محدثونا والي العاصمة النزول إلى موقعهم السكني للوقوف على حجم معاناتهموأوضح محدثونا أن تدخلات عناصر الحماية المدنية تواصلت في مناطق متفرقة من الكاليتوس إلى غاية منتصف النهار، مدعمة بأعوان وحدة الديوان الوطني للتطهير بغية تجفيف مياه الأمطار بالعديد من المساكن والمحلات التجارية والمدارس الابتدائية، كما قال المحتجون إن سبب الفيضانات هو ارتفاع مياه واد مفتاح الذي يعبر عبر المنطقة، بالإضافة إلى سوء إنجاز قنوات الصرف الصحي التي لا تتوفر على العمق اللازم  وأنشئت في غير موضعها.وقالت مصالح الحماية المدنية، إنها قامت بالتدخل على مستوى طرقات أحياء باش جراح وبوروبة ولاڤلاسيار، فضلا عن عدة أحياء بباب الوادي وبولوغين، بعد أن شلتها مياه الأمطار المتجمعة، حيث تدخل أعوان الحماية المدنية لإخراج المياه، إضافة إلى الكاليتوس. وفي حديث إلى «النهار»، قال رئيس بلدية الكاليتوس، عبد الغني ويشر، إنه تم الانطلاق في دراسة خاصة بالبلدية بالتنسيق مع مديرية الري من أجل إنشاء قنوات جديدة للصرف الصحي تفوق قيمتها 60 مليارا، وهو الآن ينتظر الدعم لتنفيذه، كما تم تهديم جدار قديم لتسهيل صرف المياه المتجمعة في الأحياء، وأرجع نفس المتحدث سبب الفيضانات إلى ارتفاع منسوب المياه بأغلب الوديان المحيطة بالبلدية، والبناءات الفوضوية التي شيدت في مسار هذه الوديان، ما تسبب في شل الحركة بالبلدية، وفي آخر التطورات، فقد انتقل العشرات من المنكوبين إلى الطريق السيار وأغلقوه لساعات.

 

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/5RmP9
إعــــلانات
إعــــلانات