المجلس العسكري يعلن الحداد في مصر ومجلس الشغب والحكومة يبحثان التداعيات

أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحداد ثلاثة أيام في جميع أنحاء مصر اعتبارا من اليوم ،على خلفية أحداث مدينة بورسعيد أمس التي راح ضحيتها 76 قتيلا ومئات الجرحى،وأمر المجلس بتشكيل لجنة تحقيق من كافة الجهات المعنية للوقوف على أبعاد الأحداث التي شهدتها مباراة ناديي المصري والأهلي بملعب بورسعيد في الدوري العام لكرة القدم وكذا العناصر المتورطة فيها لتقديمهم للمحاكمة، وفي سياق ذلك سيعقد هذا الصباح مجلس الشعب وكذا الحكومة اجتماعين منفصلين طارئين لبحث تداعيات أحداث ملعب بور سعيد ، وكان رئيس مجلس الشعب محمد سعيد الكتاتني قد دعا أمس إلى اجتماع المجلس لبحث تداعيات هذه الأحداث على أمن مصر واستقرارها وتحديد المسؤوليات ومنها غياب قوات الشرطة عن ملعب بورسعيد حسب ما شارت مصادر في البرلمان المصري،ويتهم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين “فلول النظام السابق” بالوقوف وراء هذه الأحداث،وقال نائب رئيس الحزب ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب عصام العريان في تصريح نشره موقع جماعة الإخوان على الانترنت أن “أحداث بورسعيد مدبرة ورسالة من فلول النظام البائد”، وترى أطراف في هذا الحزب الذي يستحوذ مع تيارات إسلامية أخرى على أكثر من 74 بالمائة من مقاعد مجلس الشعب المصري أن ارتفاع أعمال السطو والعنف في أعقاب في تنصيب المجلس “مؤامرة” لتعطيل نقل السلطة إلى الإدارة المدنية المنتخبة،وسيرأس من جانبه رئيس مجلس الوزراء المصري كمال الجنزوري هذا الصباح أيضا اجتماعا عاجلا للحكومة لمتابعة تطورات هذه الأحداث وسط اتهام قوى سياسية مصرية للحكومة بالتقصير حيث دعت العديد منها سحب الثقة من الجنزوري وحكومته “بسبب إخفاقات عديدة” وباستجواب الجنزوري واللواء محمد إبراهيم وزير داخلتيه، كما حمل حزب التحالف المصري مسؤولية ما يحدث في مصر للمجلس العسكري . وكان المجلس العسكري قد أمر الليلة الماضية بنشر الجيش في شوارع بور سعيد بعد انفلات الوضع الأمني من يد قوات الأمن واتساع أعمال العنف إلى وسط المدينة حسب ما أوردته قنوات تلفزيونية مصرية،وقد تقرر فتح المستشفيات العسكرية لعلاج المصابين في الأحداث فيما أرسل الجيش طائرتين عسكريتين لنقل الجرحى وطاقم فريق الأهلي وتكفل بتامين عودة المناصرين الباقين عبر القطار إلى القاهرة،ودق مسؤولون عن كرة القدم في مصر ناقوس الخطر لاستفحال ظاهرة أعمال الشغب في الملاعب المصرية محذرين من آثار ذلك على مستقبل الرياضة في البلاد والوضع الأمني وكذا على صورة مصر في الخارج، وكانت مباراة أخرى جرت أيضا مساء أمس بملعب القاهرة بين الزمالك والاسماعيلي قد أوقفت بعد الشوط الأول اثر قيام مشاغبين بإشعال النار خلف مدرجات الملعب مما دفع الحماية المدنية للتدخل لإخمادها،ووصف رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر الوضع حاليا في الملاعب المصرية بأنه أصبح “صعب ومزعج للغاية وانه لا توجد حلولا” متوعدا بتسليط “عقوبات مغلظة على الجماهير التي ترتكب أخطاء “، ويتخوف المراقبون من تداعيات أحداث بور سعيد على الوضع الأمني الهش في البلاد لا سيما إمكانية استغلالها سياسيا مما قد يدفع أهالي الضحايا إلى القيام باحتجاجات قد تتخللها أعمال عنف انتقامية،وكان عدد كبير من عائلات الأنصار تجمعوا منذ إعلان الخبر مساء أمس أمام مقر النادي الأهلي بالقاهرة في محاولة لمعرفة اخبارابنائهم فيما توجهت حشود ضخمة إلى محطة القطار بمنطقة رمسيس بالقاهرة لانتظار وصول المناصرين عبر القطار والذي تأخر إلى الساعات الأولى من صباح هذا اليوم فيما يتوقع تنظيم أهالي الضحايا في وقت لاحق اليوم نشاطات احتجاجية،وكانت محافظة السويس قد شهدت في وقت باكر من صباح اليوم أعمال عنف ومهاجمة مقار أمنية على خلفية سقوط قتلى من المحافظة في أحداث بور سعيد حسب ما نقلته شهادات مرسلين صحفيين لقناة “النيل” المصرية.
الجزائر-النهار اولاين