بذور مخدرات تشبه طعام العصافير و«القسبر» تباع في المحلات

أمرت المديرية العامة للأمن الوطني بتشديد الرقابة الأمنية على تجار وباعة البذور المخصصة كطعام للعصافير، وهذا بعد أن تمكنت مصالح الأمن من حجز أكثر من 2 كلغ من بذور المخدرات شبيهة بتلك التي تستهلك من طرف العصافير، وهي الكمية «الهائلة» التي تم زرعها على مستوى مساحات شاسعة من التراب الوطني .ولأن المتاجرة بالمخدرات عرفت انتشارا ببعض مناطق الوطن من قبل المهربين والمروجين، اتخذت مصالح الضبطية القضائية إجراءات وتدابير أمنية خاصة لمجابهتها بشتى الأساليب، وهو ما كشف عنه مدير الشرطة القضائية عميد أول للشرطة عبد القادر قارة بوهدبة، على هامش تقييم نشاطات مصلحته المرتبطة بمكافحة المخدرات بمنتدى الأمن الوطني بمدرسة الشرطة في شاطوناف أمس، حيث أكد المسؤول الأول عن المصلحة أنه بعد التحريات الأمنية المكثفة التي قادتها عناصره استغلالا للمعلومات الأمنية المستقاة بخصوص عمليات ترويج وزرع وتعاطي المخدرات، تم تسطير مخطط أمني دقيق أفضى إلى اكتشاف مزارع ومساحات واسعة زرعت بها مخدرات من نوع «القنب الهندي»، إلى جانب حجز كمية قدرت بـ2 كلغ من بذورها، قائلا إن هذه الأخيرة شبيهة بتلك الخاصة ببذور «القسبر» أو تلك الموجهة والمخصصة كطعام للعصافير، وهو ما دفع بالقيادة العامة إلى توجيه تعلميات صارمة الهدف منها تشديد الرقابة الأمنية على باعة وتجار بذور «العصافير»، وهذا بعد أن وردت معلومات تفيد بمحاولات لتمرير هذه السموم على أساس أنها «طعام « للعصافير ومن ثم زرعها. وكشف ذات المسؤول، أنه باعتبار أن المغرب يعتبر أول مصدر عالمي للمخدرات وقربه الجغرافي من الجزائر، فإن معظم المخدرات المروجة مصدرها من هذا الجار، حسب معطيات مديرية الضبطية القضائية، ما دفع بالسلطات الأمنية إلى اجراء اتصالات مكثفة مع المغرب في إطار «انتربول» لمكافحة هذه الآفة، مؤكدا أنه ما من خيار سوى «تسيير جوارنا «مع هذا البلد عن طريق القانون واليقظة والردع عند الاقتضاء، بمساعدة مختلف مصالح الأمن والهيئات الناشطة في المجال الاجتماعي والديني. وعلى صعيد مواز، أكد مدير الضبطية القضائية أن الجزائر ستنضم للحملة العالمية لمكافحة المخدرات التي بادرت بتنظيمها المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «أنتربول»، من خلال أعمال تحسيسية ستقوم بها ابتداء من الدخول الاجتماعي القادم. وأوضح أن الحملة التي تنظم تحت شعار «منع الإجرام»، تهدف لتقليص استهلاك المخدرات والإتجار بها عبر العالم، وقد انضم إليها لحد الآن 20 بلدا، مشيرا إلى أن شخصيات دولية على غرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي تشارك في الحملة. وعن سؤال حول الآلية القارية الشرطة الجنائية الإفريقية «أفريبول»، أوضح قارة أنه ستتم المصادقة على الآلية التي أنشأت بمبادرة من الجزائر، خلال الدورة الـ23 العادية لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، المقررة من 26 إلى 28 جويلية بمالابو.
الإطاحة بأكثر من 4 آلاف مهرب ومروج من بينهم أجانب وخاصة المغاربة
وفي إطار مكافحة الاتجار الغير الشرعي بالمخدرات بمختلف أنواعها، تمكنت عناصر الشرطة القضائية خلال السداسي الأول من سنة 2014، من توقيف 4143 مجرم ينشطون في مجال التهريب الدولي للمخدرات والاتجار والاستهلاك، من بينهم 51 أجنبيا و8 رعايا مغربيين إلى جانب 66 مهربا، 1353 تاجر و2724 مستهلك. كما تمكنت ذات المصالح من معالجة 27 قضية خاصة بالتهريب الدولي للمخدرات، خلال ستة أشهر الأولى من السنة الجارية، فضلا عن حل 884 قضية اتجار بهذه السموم. وفي نفس الفترة، تكشف الأرقام التي قدمت من طرف مديرية الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، عن كميات هائلة من المخدرات، من بينها حجز 853 ألف و36 كلغ من القنب الهندي، 338 غرام من الهرويين و33 غراما من الكوكايين، فضلا عن 326 ألف و871 قرص مهلوس.