بن يلس مطالب بمراجعة حساباته قبل فوات الأوان

فشل وداد تلمسان في تدارك هزيمته في الجولة الماضية أمام أهلي البرج، بسقوطه مرة ثانية عشية أول أمس أمام وفاق سطيف، ولكن هذه المرة على أرضه وأمام جماهيره، في مباراة لم يكن فيها أشبال الشيخ بن يلس في المستوى المطلوب عكس الفريق السطايفي الذي كان الأحسن واستحق نقاط المواجهة بكل جدارة. وعلى العموم فإن هذه الخسارة أدخلت الوداد في نفق مظلم للغاية وأزّمت أكثر من وضعيته في مؤخرة الترتيب، حيث أصبحت مهمته في تحقيق البقاء صعبة للغاية بالنظر إلى الرهانات التي تنتظره في المواعيد المقبلة، خاصة اللقاء المقبل أمام مولودية العلمة بملعب الشهيد زغار لحساب الجولة 20 من الرابطة المحترفة الأولى.
الجانب البدني حسم المباراة لصالح الوفاق
فوز الوفاق وإن كان مستحقا بشهادة الجميع، بالنظر إلى قوة هذا الفريق هذا الموسم، فإن العامل الأبرز الذي رجّح الكفة لصالحه خلال لقاء أول أمس، هو الجاهزية البدنية للاعبيه، عكس لاعبي الوداد الذين لم يستطيعوا مواكبة الريتم القوي الذي فرضه زملاء المتألق قورمي، بدليل أن بعض لاعبي الوداد لم يستطيعوا إكمال المواجهة ومنهم من كان يمشي فوق المستطيل الأخضر، وهو ما يؤكد أنهم في حاجة إلى عمل بدني مضاعف لشحن البطاريات من جديد استعدادا للرهانات المقبلة.
الدفاع لم يكن في المستوى والتنشيط الهجومي غائب
إلى جانب الجانب البدني الذي رجّح الكفة للوفاق خلال مواجهة أول أمس، فإن الخط الخلفي للوداد لم يكن في المستوى وأعاد للأذهان سيناريو المواجهة الماضية أمام أهلي البرج، رغم النصائح التي قدمها الشيخ بن يلس للمدافعين قبل هذه المباراة، إلا أن سيدهم، رنان، بولمدايس وزواق وبوجقجي لم يكونوا في المستوى المطلوب، شأنهم شأن الخط الهجومي، حيث إن الثنائي غزالي وبناي كان منعزلين في وسط مدافعي الوفاق، بالنظر إلى عدم قيام لاعبي وسط الميدان بدورهم كما ينبغي من خلال تموينهم بكرات حاسمة، أمر جعل الثنائي مضطرا لبذل مجهودات مضاعفة من خلال العودة إلى وسط الميدان لإستلام الكرة والإنطلاق نحو الهجوم، وهو ما أثر على مردودهما خاصة خلال المرحلة الثانية من المباراة.
التحجج بتحيز الحكم غير مقبول لأنه حرم الوفاق من هدف شرعي
وحتى وإن كنا نجزم أن حكم مباراة أول أمس بين الوداد وضيفه وفاق سطيف لم يكن في مستوى هذه المباراة وارتكب عدة أخطاء فادحة، فإن تحميله وحده مسؤولية الهزيمة يبقى غير منطقي، لأن هذا الحكم وإن حرم الوداد من ضربة جزاء شرعية وتغاضيه عن طرد حارس الوفاق خذايرية بعد اعتدائه على بلغري، فإنه أعلن ضربة جزاء أخرى لصالح الوداد وحرم الوفاق من هدف شرعي خلال المرحلة الأولى، بعدما أوضحت لقطات التلفزيون أن مهاجم الوفاق مادوني لم يكن متسللا، وبالتالي فإن أخطاء الحكم كانت على الفريقين وليس على الوداد فقط، ويجب الإعتراف أن الوفاق كان الأحسن وأن الوداد يبقى في حاجة إلى عمل كبير خلال الفترة المقبلة لتصحيح ما يمكن تصحيحه.
الوضعية أصبحت صعبة وبن يلس مطالب بمراجعة حساباته
إن كان الوداد قد خسر نقاط مواجهته مع الوفاق فإنه أيضا ضيع فرصة ذهبية للخروج من منطقة الخطر والتقدم أكثر في سلم الترتيب العام للبطولة، حيث عاد الوداد إلى نقطة الصفر وأصبح في وضعية لا يحسد عليها بالنظر إلى المرتبة التي يحتلها وفارق النقاط بينه وبين العديد من الفرق التي تصارع من أجل البقاء، ناهيك عن المباريات النارية التي تنتظره خلال الجولات المقبلة، بداية بتنقله الأسبوع المقبل إلى العلمة لمواجهة المولودية المحلية، ثم استقبال شباب باتنة بملعب بيروانة على أن يلعب مبارتين خارج القواعد أمام إتحاد الحراش الذي يلعب على اللقب، وجمعية الشلف التي تصارع من أجل البقاء، وهو ما يؤكد أن مهمة الوداد أصبحت صعبة للغاية خلال بقية المشوار، حيث يبقى بن يلس مطالبا بمراجعة حساباته لتدارك ما فات خلال الفترة المقبلة.