إعــــلانات

بومدين التحق بالثورة بعد التحاق ضبـاط فرنسا

بومدين التحق بالثورة بعد التحاق ضبـاط فرنسا

 حجار قال لي أنتم قضيتم 130 سنة من الحكم ..كفاية

يواصل وزير الدفاع الأسبق، الجنرال المتقاعد خالد نزار في هذه الحلقة، سرد تفاصيل تمرير السلاح عبر الحدود التونسية، والصعوبات التي تلقاها المجاهدون في خط «شال» و«موريس» المكهربين في سنة 1959، إضافة إلى كيفية إدخاله للعقيد بن شريف، والتقائه بالرئيس الراحل هواري بومدين، ودافع نزار عن مسؤولي الثورة الذين كانوا ينشطون في الخارج ضد من يتهمهم بممارسة البذخ بأموال الثورة، مشيرا إلى أن السيارات التي يتنقلون بها كانت تقدم كمساعدة من الدول العربية، في حين انتقد من يسمونهم بضباط فرنسا.وقد قال واجهنا العديد من الصعوبات بعد محاولات إدخال أولئك الذين يجلبون السلاح من تونس، للتوجه إلى الداخل ومن ثم إلى ولاياتهم خاصة بعد تكويني بخطي موريس وشال، أين كانت البداية بخط موريس في 57 وبعدها خط شال في 59، خاصة في آخر صيف هذه السنة، أين بدأت العملية تتعقد وأصبحت الأمور صعبة للناس الذين كانوا قد جاءوا لأخذ السلاح. ومن جهة أخرى ومن بين الصعوبات، هناك مسؤولين وللأسف كانوا يريدون إبقاءهم في تونس  هناك لاستعمالهم كعصا سياسية، هذه المساومات كانت موجودة، هناك سؤال يطرح نفسه بخصوص ترك الجنود قرب الحدود التونسية للوصول بهم إلى الحكم، وأنا كنت ألاحظ وأرى، لكن كلنا محللون للوضع ونعرفه، وكل واحد يستعملونه كذلك. كانت صعوبات، فمثلا في سنة 57 وكان السلاح يدخل، ولكن بعد 59 تعقدت الأمور بسبب الأسلاك الشائكة بالرغم من وجود إمكانيات ضئيلة للمرور، ووجود قوة لفتح الأسلاك الشائكة للدخول إلى الجزائر، والتي كانت تقابل بالتنظيم الدفاعي الفرنسي الذي كان يسمي الدفاع المتحرك، كان قد وضع كل الإمكانيات، جنود احتياطيين للتدخل السريع، كما كان يستعمل طائرات الهيليكوبتير بالإضافة إلى المدفعيات، زيادة على المراكز التي كانت تتحرك والتي كانت عائقا كبيرا على الوحدات المتدخلة التي قضي عليها.في تلك الفترة قمت بإخراج بن شريف من الجزائر والذي كنت قد أدخلته إليها لما رجعت من العملية في 4 أفريل 1960، معناه بعدما قضيت سنتين في العمليات وفي الوحدات القتالية، وبالرغم من ذلك وُجّهت انتقادات لنا بعدها حيث يوجد من كتب على حزب فرنسا، بأن خالد نزار، كان يشرف على المكتب التقني الذي خلقه بومدين في الستين لما جاء ليساعد المنطقة من الناحية التقنية.

التقيت بومدين بعد عودتي من مهمة تسفير بن شريف إلى تونس

بومدين لما جاء إلى المنطقة الأولى وبدأ في تقسيم الوحدات، التقيته لأول مرة  لما رجعت من تسفير بن شريف في الحدود، حيث وجدته قد جاء إلى التنظيم في الناحية الأولى، أين التقيته مع «سي الشاذلي» ونواب آخرين كانوا معه، فهناك التقيت بومدين، بعد تفويت بن شريف ووقوع عمليات، ولكن هو التحق بعد مدة ثلاثة أشهر بين خط موريس وشال، ووصل حتى إلى أومال، وحسب ما سمعته فقد جرح هناك ومن ثم وقع أسيرا، كما تم تمرير عبد القادر الباريكي والرائد حيدوش، اللذين كانا بالولاية الثالثة. ويقال إن الباريكي هو من نفذ مجزرة بلوزة، وكذلك العقيد محمد فلاقو، وهؤلاء  كلهم تم تسفيرهم في وقت كانت المنطقة غير مخصصة لهذا الشيء، وبالرغم من كل هذا كنا نعمل كل شيء، وبذلنا كل الجهود، وهناك ناس يقولون إننا كنا نذهب إلى خارج الحدود ووصل بهم الأمر إلى اتهامنا بأننا نذهب خلال أيام قليلة إلى الكباريهات، هذا كله غير موجود، وتونس رأيتها مرة واحدة  لما التحقت بالثورة عندما كنا متمركزين على الحدود وحوصرنا. وأما بالنسبة لاهتمام مسؤولي الثورة في الخارج بعيشهم في البذخ، أنا تقريبا لم أعش مع هؤلاء الناس، لكن هناك من يضخم الأحداث وهي لا أساس لها من الصحة، وكانت لابد من وجود سيارات لأن الناس كانت تتحرك من تونس إلى مصر، وكذلك كانت هناك اتصالات، وإن كانت فقد تكون هدايا من بعض الدول، لأنه كانت هناك إعانات مالية تقدم لمساعدة الثورة، ومن يقول إنهم اشتروا السيارات والفيلات، فأنا لا أعرف ذلك ولا أعلم أن هناك من يتجرأ على استعمال أموال الثورة لشراء سيارة فخمة، وهناك من كان يعيل عائلات لذا لابد من أخذ لقمة عيش بالنسبة للعسكريين، أما بالنسبة لقادة المناطق فأعرفهم جيدا وأعرف أيضا كيف يعيشون، ولا أظن أنهم في تلك الظروف يعيشون في بحبوحة، وأنا شخصيا لم أر مثل هذا الشيء.

ضباط التحقوا بالثورة قبل أن يلتحق بومدين

بالنسبة لضباط فرنسا، فكانوا قد التحقوا قبل أن يلتحق بومدين بالثورة، وبومدين كان مدنيا وأدى الخدمة العسكرية وبعدها التحق، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لا يجب أن نفرق ونقول إن هذا من فرنسا، وهذا خاص بالشرق الأوسط، وأنا بالنسبة إلي جيش التحرير واحد، وهناك من الناس الأولين المكونين للجبهة، من شارك بالسلاح والأموال، وأنا لا أفرق بين من رفع البندقية والمرأة التي قامت بإعداد الخبز، وبالرغم من كل هذا لا تزال عقلية التفرقة سائدة.

حجــار قال لي مازحا أنتــم 130 سنة من الحكم كفاية

والمشكل الخاص بما يعرف بـ«حزب فرنسا»، فإن هذه الأخيرة مطروحة فيما يسمى بمسألة ما بعد  الاستقلال، وبدأ مشكل البحث عن الهوية، حيث طرحت فكرة أنه من ليس عربيا ليس جزائريا، مع الأسف نحن كافحنا فرنسا بلغتها، وغير ممكن محو كل شيء هكذا بسرعة، أنا سبق وأن تكلمت مع مسؤول وهو «عبد القادر حجار» الذي أعتبره صديقي ودخلنا في جدال وقلت له «يا أخي إن أولادنا يتعلمون بالعربية ونحن الله غالب علينا»، وقال «أنتم 130 سنة في الحكم كفاية، لماذا نتسرّع في هذا الشيء وأولادنا يتعلمون العربية».أنا كنت أعمل في القوات البرية وعملي كان التكوين، وفي ذلك الوقت أخذنا نمشي في التعريب بسرعة ووصلنا لتكوين المكونين، ووصلنا إلى مستوى في الجيش لم نجد المتفرنسين، وقلنا لابد من تكوين المكونين بالعربية، إلى أن وصلنا إلى 12 فرعا، وكل من كان الأول في الدفعة يتم إرساله إلى الخارج لمواصلة الدراسة أو التكوين الذي لم يكن هنا، وكنت مكلفا بالتكوين وأقول لهم «كوّنوا بالعربية» وتم إرسالهم إلى بلاد عربية مثل مصر.    

 يتبـــع

رابط دائم : https://nhar.tv/OvY1c
AMA Computer